بعد تقدم سلسة من قصور بني أمية وما تحويه من كنوز أثرية تكشف عن بعض الأسرار من تلك الحقبة، نرجع إلى أول قصر عرضناه عليكم، وهو قصر عمرة بالأردن الذي اكتشفه المستشرق النمساوي الويس موسيل سنة 1898م هذا القصر يقدم لنا اكتشافًا مذهلا يوافق ما وجد في بعض المخطوطات التي ترجع لبداية العصر الأموي وعلى رأسها المخطوطة السريانة الموجودة في المتحف البريطاني تحت
رقم
BL Add 17216
وتسمى الحوليات المارونية
A Maronite Chronicler
قبل الحديث عن هذه المخطوطة نلاحظ على جدار قصر عمرة رسمًا للخليفة الآموي وهو يجلس على كرسي الملك، وفي الواجهة الأخرى ستة رجال بأزياء مختلفة أحدهم بزي فارسي والثاني بزنطي والثالث إبيري والرابع حبشي والخامس صيني والسادس تركي، وهم في وضعية تقديم الولاء بأيدي ممدودة للخليفة، والظاهر أنهم يمثلون أمراء هذه المناطق التي أصبحت تحت السيطرة الأموية بالكامل، وهذا بالضبط ما تحكيه الحوليات المارونيه عن مبايعة معاوية كخليفة من طرف الأمراء العرب يقول نص الرقعة 12 من المخطوطة:”تجمع الكثير من العرب في مدينة القدس وجعلوا معاوية ملكًا وصعد إلى الجلجته -مكان صلب المسيح- وجلس وصلى هناك، ثم توجه إلى قبر السيد مريم في الجسمانية وصلى به، ……
وفي يوليو من نفس السنة -658م- تجمع الأمراء وكثير من العرب وقدموا ولاءهم لمعاوية …. وهذا ما نجده على اللوحة الجدارية؛ حيث يقدم الأمراء ولاءهم للخليفة، في جو احتفالي تسمى حفلة البيعة، عند تنصيب الخليفة على كرسي الحكم.