كلام في السياسة والفن …واحلام

بتحطي نفسك في مواقف بايخةةةةةةةةةةةةةةة

تذكرت هذه الجملة الشهيرة لعادل امام في اللحظة التي صاحت فيها الفنانة احلام في الحلقة الاخيرة من آراب آيدل ان كردستان جزء لايتجزأ من العراق ، ولا اشك انها فعلت ذلك بعد ان قرأت تعليقات ذات منحى محدد على الفيسبوك وظنت الغشيمة انها رأي العراقيين جميعا و انها ستكسب ودهم بصرختها عن وحدة العراق دون ان تعرف ان العراقيين اصبحوا اليوم فئات متصارعة لاتطيق بعضها ، وان مايسعد البعض منهم يثير ضغينة البعض الاخر ، فلو قالت ان العراق بلد الائمة الاطهار سيثور السنة ، واذا قالت انها بلد هرون الرشيد سيثور الشيعة وها قد اثارت الاكراد بما قالته عن كردستان وهي اصلا لاتعرف شكو ماكو في العراق ، وبسبب الهجوم الكاسح الذي شنه الاكراد عليها في تعليقاتهم فقد اعتذرت لهم وسحبت كلامها ، واتوقع انها قريبا ستضطر الى الاعتذار عن الاعتذار عندما ستقرأ ردود افعال العرب عليه مما سيجعلها تتلفت يمينا ويسارا وهي تقول شورطني ويه هالناس؟

ما دخلك ياعزيزتي بكيف تقدم به رواز حسين انتماءها ؟ اذا فضلت هي ان تشير الى كردستان قبل العراق فهذا من حقها وهي حرة ، وهي لاشك قد حسبت ردود الفعل وماذا تربح وماذا تخسر خاصة ان التصويت تسوده الاعتبارات السياسية على الفنية معظم الاحيان.

انا ومثلي الملايين من العراقيين احب ان تكون كردستان جزء من العراق لاني احب اهلها واحب طبيعتها واحب جبالها كما احب كل شيء في وسط وجنوب العراق ، ولكني في نفس الوقت لايمكن (مع تمنياتي ان اكون مخطئا) ان انكر اليوم ان عجلة الزمن وحماقات السياسيين قد اوصلت خارطة العراق الى مقص سيبدأ في التوغل قريبا في الجسد العراقي يساعده ماتم زرعه في قلوب الناس عبر عشرات السنين من تعصب وفئوية جعلت الانتماء الى الوطن قضية ثانوية مقارنة بالانتماءات العشائرية والطائفية والقومية . لذا لست الوم برواز على الهوية التي قدمت نفسها بها ، فهي قد ولدت ووجدت نفسها في مناخ افرزته سنوات من الصراعات التي استقرت اخيرا على هذه المسميات وهذا الواقع ، فهل مطلوب منها ان تكون اكثر وطنية من الاغلبية التي وصلت خلافات اكبر فئتين فيها وهما من قومية واحدة ودين واحد الى التذابح بسبب المذهب؟

العراق للاسف مجزء ومقسم معنويا شئنا ام ابينا ووحدة العراق ليست الا بصيص امل يخفت اكثر فاكثر في قلوب القلائل الذين يضعون الوطنية قبل الاعتبارات الاخرى

لذا انصحك ان تتركي العراقيين واولهم الاكراد يقررون ان كانت كردستان جزءا ربما يتجزأ وربما لايتجزأ من العراق، وتمتعي انت بوحدة اماراتكم السبعة التي اتحدت منذ اربعين عاما دون مشاكل لان قادتها الذين كنا لانمل في السبعينات من وصفهم بالرجعية والتخلف والعمالة وغيرها من مصطلحات تقيأتها قيادتنا الثورية حينئذ قد اثبتوا انهم اعقل الف مرة من زبانية جهنم الذين جثموا على صدور العراقيين منذ خمسين عاما وحتى الان . و اتمنى ان تعتزلي محاضراتك السياسية وان تبقي تعليقاتك في حدود الغناء وان تركزي جهودك في الحكم على اصوات المشاركين وليس على مناكفة راغب علامة كي لا تفقدي الحد الادنى من الوقار الذي يتوقعه منك جمهورك ،فتقاطعاتك مع راغب ربما كانت مسلية في البداية لكنها اصبحت اليوم بايخة ومزعجة .

وبهذه المناسبة فحتى تعليقات احلام حول الفن والغناء وهما ميدانها لاتخلو من الاستفزاز معظم الاحيان ، لذا اقول لها : عيني احلام ، لاشك انك مطربة موهوبة وذات صوت جميل ، لكن هذا الصوت و بكل صراحة يتحول في كثير من الاحيان الى نقيق مزعج جدا عندما تقاطعين الاخرين كل لحظة ودون سابق انذار بتلك النبرة الصراخية التي اشعر بها كأنها شظية تخترق غشاء طبلة اذني اليمنى ثم تحفر طريقها عبر فصوص المخ لتخرج كالاعصار من اذني اليسرى ، حتى بدأت اوقن ان لديك حنجرتين منفصلتين ، واحدة منهما للغناء والاسعاد وحنجرة ثانية غليظة للثرثرة والازعاج ! الا من قريب محب يقول لك ان من المفروض بك كأنثى ان تتحلي ببعض الرقة على الاقل امام الكاميرات ؟ لماذا الاصرار على الكلام مثل اسطة عليوي وهو جالس في قهوة شعبية يلعب الطاولي ؟ انا اعتقد ان معدي البرنامج اضافوا الى لجنة التحكيم هذا العام النسمة الرقيقة نانسي عجرم قصدا واجلسوها الى جانبك آملين ان تتأثري بها بعض الشيء فتخففي من جولات الملاكمة التي تختلقينها في كل حلقة وتتوقفي عن جعل نفسك مثارا لاستهزاء المشاهدين ، لكن يبدو ان جهودهم قد ضاعت هباءا ، فها انت تصرين على ان تثبتي في كل حلقة انك أرجل من حسين الجسمي برغم محاولات التجميل والماكياج والكعب العالي جدا والذي لا تستطعين المشي من المسرح الى كرسيك بسببه .

ثم ما الداعي لهذا التهويس المبالغ به في امتداح هذا أوذاك خاصة عندما تكون نتيجة المديح ان تخرجي الذي امتدحتيه من المسابقة كما فعلت مع العراقي الاسمر اسامة والذي كان يستحق ان يكون بين اخر اربعة وليس آخر 13 لكن تحتم اخراجه لانك شعرت ان هناك نقص خليجي في المجموعة النهائية رغم ان اسامة غنى الخليجي احسن من الخليجيين .

احب ان اقول ايضا :كل محبتي للوردة العراقية الكوردية الحلوة برواز والموهوب العراقي المرسومي مهند وتمنياتي القلبية لان يكون الفوز حليفا لاحدهما دون تحديد ، مع اني في عقلي وذوقي ودون تحيز ارى ان من يستحق اللقب هو السوري عبد الحكيم او الفلسطيني عساف .

واخيرا : تمنياتي ان تبقى كردستان وبارادة اهلها وليس ارادة غيرهم جزءا لايتجزأ من العراق

About يونس حنون

كاتب عراقي ليبرالي مواليد عام 1958 وطبيب اختصاصي في الامراض الباطنية كان ممنوعا من السفر وتحت المراقبة في عهد حزب البعث بسبب الشك بولائه للنظام بدأ الكتابة بعد سقوط نظام البعث ووصول الاحزاب الدينية الى السلطة هاجم في كتاباته الحكومات الفاسدة التي تعاقبت على السلطةخاصةاعضاءالاحزاب الدينية للطائفتين وفضح ارتباطاتها المشبوهة و اجرامها الذي يناقض ماتدعيه من تدين ،مما وضعه في دائرة الاستهداف وتهديد حياته بالقتل خاصة من عصابات جيش المهدي فاضطر الى مغادرة العراق الى عمان عام 2007 حيث يقيم منذ ذلك الحين يقوم بارسال مقالاته عبر صديق يعيش في الولايات المتحدة الامريكية كاجراء وقائي لتجنب كشف موقعه بدأ في كتابة مقالاته في موقع كتابات العراقي عام 2004 تحول الى الكتابة الى موقع الحوار المتمدن لكونه اوسع انتشارا ويتميز بالتواصل بين الكاتب والقراء مقالاته تستنسخ وتنشر في عشرات المواقع العربيةذات التوجه العلماني والليبرالي للكاتب ايضا مدونة خاصة تم افتتاحها يوم 5 مايس 2010 http://www.yunishanon.com
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.