كف المرأة وشعر المرأة

jihadalawnaعندي مشروع فكري نهضوي كبير جدا وحلول لمشاكل الفقر والبطالة والتخلف عن الحضارات الحديثة وكيف نصنع فكر نهضوي حديث وهوية عربية معاصرة تبتز الحضارة الغربية الحديثة وتتفوق على التكنولوجيا الحضارية في العالم كله, ولكن المشكلة أنني أينما ذهبت لا أحد يتقبل مني مشروعي النهضوي الذي يشبه مشروع المفكر (الطيب تيزيني)..
مشغول جدا بشعر المرأة وظاهر كف المرأة وهل ندخل المرحاض بالرجل اليمين أم اليسار وهل نخرج منه بالرجل اليمين أو اليسار, وهل يجوز أن نتناول الطعام باليد اليمين أم باليد اليسار, وهل يجوز أن نتوضأ ونحن نمسك إبريق الوضوء باليد اليمين أم اليسار, هذه الأمور كلها هي من يشغل الناس العرب المسلمين, أستمع كل جمعة لأكثر من 5 خُطب وأشاهد على القنوات الدينية أكثر من عشرين برنامج كلها هي والمواطنين مشغولون جدا بالحديث عن شعر المرأة وهل يجوز للمرأة أن تكشف شعرها وتتبرج أم لا يجوز؟ ومن هو الذي يجوز له أن ينظر إلى سيقان المرأة ؟ أبوها وأخوها وعمها وخالها وجدها؟ وهل يجوز لإبن الخال مصافحة وملامسة يد ابنة الخال أم لا يجوز؟ وهل يجوز مصافحة المرأة من قِبل الأغراب عنها؟ أو الأقرباء من الدرجة الثانية والثالثة!! أم لا يجوز؟ أم فقط أضع يدي على صدري وأحني رأسي وأقول: عزيزة يا خالتو…عزيزة يا عمتو؟ عزيزة يا أختي؟.
أنا الآن أريد كتابة مقالة عن الهوية العربية المعاصرة ولكن الناس لا يعطوني أي مجال بل لا تسمح لهم ظروفهم أن أتحدث لهم عن البطالة والفساد الإداري والترهل الإداري وعجز الموازنة العامة..وميزانية المدفوعات والرسومات والرساميل والضرائب, الناس مشغولة جدا بشعر المرأة وظاهر كف المرأة وسيقان المرأة وصدر المرأة…الحديث هنا عندنا في مجتمعنا كله يتمحور عن وعلى المرأة, من يجوز له تقبيل وجه المرأة عند المصافحة ومن الذي لا يجوز له؟ وهل يجوز أكل لحم الخنزير أو الدجاج البلدي أم لا يجوز لأن كلا الجنسين قمامات وزبالات يأكلن القمامة وروث البني آدمين.
اشعر أحيانا بأنه لا توجد عندنا مشاكل عالقة مهمة مثل البطالة والترهل والفساد وكأن الناس حين تتحدث عن المرأة وأرجل المرأة وسيقان المرأة وكأنهم فعلا قد وضعوا حلولا جذرية لمشاكل الحريات العامة ونشر ثقافة حقوق الانسان وتشبيك العلاقات بين كافة مؤسسات المجتمع المدني والناس! وكأنه لا يوجد عندنا أي مشاكل كبيرة, أو كأن مشكلة شعر المرأة وظاهر كف المرأة هي الأهم!!.
فعلا أيهما بنظركم أهم؟ أنا عندما بدأت بتأليف أول كتاب لي كان بعنوان ( أثر الثقافة الشرقية على المرأة والرجل) وحين شاهده أقربائي قالوا: ليش يا أبو علي مش ذاكر شعر المرأة وظاهر كف المرأة وصدر المرأة؟ أنت تتحدث في الكتاب عن عقل المرأة وفتحة حوض المرأة بزاوية 60ْ درجة, قلت: أيهما أهم نقد الأساطير وعلاقة دم المرأة بالأديان والخرافات وقدرات المرأة العقلية أم شعر المرأة وظاهر كف المرأة؟ قالوا: أسم الله عليك أبو علي..ما هو احنا متخلفين عن العالم المتحضر لأن البنات المسلمات مكشوفات الصدر واليعاذ بالله..لأن البنات المسلمات مكشوفات شعر الرأس, لأن البنات المسلمات يلبسن البناطيل ويتشبهن بالرجال واليعاذ بالله.
قلت: هل من المعقول جدا أن نترك مشاكل اتساع جيوب الفقر واتساع رقعة البطالة والفساد الإداري والمالي والترهل الوظيفي ونتحدث عن ظاهر كف المرأة وشعر المرأة وصدر المرأة وسيقان المرأة؟ قالوا: يا بو علي إنت يمكن عليك حم أو انك تعاني من مشكلة نفسية روح على دكتور نفسي خليه يعالجك..خذلك إبرة (هيلودول), قلت: ليش مالني؟ يعني إمفرهل وبخلط مي وزيت!! قالوا: يا رجل الله غضبان علينا احنا المسلمين وعندنا بطالة وفساد لأن الله سلط علينا المفسدين نكالا بنا, قلت: ليش؟, قالوا: لأن عورات نساء المسلمين مكشوفات للغرباء وظاهر كف المرأة مكشوف للغرباء, والغرباء يصافحون المرأة وكل امرأة تصافح رجلا يوم القيامة يضع الله سيخ حديد في رأسها.
يعني تخيلوا هالأمه التعيسة جدا, ملوكهم وأمراءهم يتآمرون عليهم, يشغلونهم عبر الفضائيات وعبر شبكات التواصل الاجتماعي بصدر المرأة وظاهر كف المرأة, لكي يبتعدوا عن فسادهم الإداري والأخلاقي والمالي, لكي ننسى الذي يسرقنا ويذبحنا نهتم طوال النهار بالتفكير بشعر المرأة وخصر المرأة وأفخاذ المرأة.
لهذه الأسباب أريد أن أقول أن المرأة نفسها غير مثقفة أنثويا, يعني المرأة العربية المسلمة تحديدا غير مثقفة انثويا, وخلاصة القول: أنني منذ 16 ستة عشر عاما خطبت وبعدها تزوجت وأنجبت زوجتي ولدا ومن ثم 3 ثلاثُ بناتٍ وحتى اليوم لم أنم بجانب امرأة أنثى حقيقية, لم أخرج يوما في حياتي للتنزه مع امرأة, لأن زوجتي مشغولة بالحلال وبالحرام ووسائل الإعلام تقود حملات من أجل أن ينصر الله الحجاب على البكيني, تركوا كل مشاكل الفقر والجوع والبطالة والإرهاب ومشغولون بجهاد النكاح, أمة تمارس الدعارة شرعا وتحرم ظهور كف المرأة للغرباء علما أنهم يمارسون جهاد النكاح وزواج المتعة والمسفار والمسيار والمجنان( الجنون), أمة متناقضة من ساسها إلى رأسها, كيف ستقرأ الناس مشروعي النهضوي وهم مشغولون بكف المرأة وصدر المرأة ومن يجوز له مصافحة المرأة أو من يحق له أن يشاهد وجه المرأة أو قفاء المرأة؟!! وفوق هذا كله: يمارسون نكاح الوداع ونكاح الجهاد وبنفس الوقت يطلبون من الله أن ينصر الحجاب على البكيني!! أيهما أهم أو من أين نبدأ؟.

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.