بعد سن الأربعين يظهر على بعض الناس إصابتهم بمرض(الوسواس القهري) والذي يقال بأن سببه زعزعة الثقة بالنفس أو النقص في هرمون(السيرتونين), ولكن هذا المرض ينشأ مع المسلم منذ نعومة إظفاره وليس له علاقة لا بالسيرتونين ولا بالأدرينالين وله علاقة واحدة وهي الثقافة الدينية التي تجعل الفرد ليلا ونهارا يقف على المغسلة للاغتسال لأداء فروض الطاعة الدينية في عملية يتصور فيها المسلم نفسه في كل لحظة وفي كل دقيقة بأنه إنسان نجس أو غير طاهر وبعد قليل عندما يتوضأ سيصبح أطهر إنسان في هذا العالم,وهذا يعمل على إحداث القلق في شخصية المسلم فيبقى طوال النهار وهو يحتسب فيما قدمه من فروض الطاعة ويبقى يشك كثيرا في أنه سيدخل الجنة أو النار ويبقى طوال عمره وهو يفكر في الموضوع وقد قرأت وسمعت كثيرا من الناس عن قصة العابد الذي ركع لله 500 سنة وفي النهاية لم يدخل الجنة علما أن القصة كلها مبالغ فيها كثيرا وخصوصا عن الأعمار ولهذا حديث آخر ليست له صلة بالموضوع ,وهذا النوع من التفكير يعتبر ظاهرة أو عَرَضاً من أعراض مرض(الوسواس القهري), وقرأت مرة قصة قصيرة عن أحد الصالحين الذي تعذب في قبره لأنه كان لا (يستبرئ من البول) علما أن ثقافة الاستحمام والاغتسال من الممكن أن تتم بصورة أخرى دون أن يصبح الوضوء فرض ديني لازم ومن ثم ليتحول هذا الفرض إلى مرض الوسواس القهري, وكل الدلائل والإشارات تشير إلى أن كثرة اغتسال المسلم ظاهرة مرضية وليست ايجابية في شيء,وأنا هنا لست ضد الصلاة ولست ضد الاغتسال ولكن حين يصبح الاغتسال مرضاً يكون من الطبيعي أن نقف جميعنا مع المصاب بهذا المرض لتطهير المصاب به من الاغتسال نفسه وهذا يعني مرة أخرى بأنه لدينا مصابين بالوسواس القهري على وجه الكرة الأرضية بعدد ما يعيش على وجه الكرة الأرضية من مسلمين,وأعراض هذا المرض(الوسواس القهري) كثيرة جدا وأهمها,أولا وقبل كل شيء كثرة الأفكار المكررة جدا وبحثها وخصوصا إذا وقع المصاب في مشكلة تجده طوال النهار يتحدث عنه وتستغرق من صحوه أكثر من 90% وتحتل أهم الأحداث بالنسبة لديه ولا يكون لديه أي قابلية للتوقف عن البحث فيها,وتجد المصاب ينتش شعر رأسه كثيرا وإذا كان يلبس ملابس قطنية نجده كثيرا ما يقوم لنتشها,ومن الغريب جدا أن أصحاب هذا المرض يهتمون بترتيب الأشياء ترتيبا أنيقا فتجدهم طوال النهار وهم يحومون في المنزل من أجل ترتيبه في حالة مبالغ فيها إلى حد الهوس أو (الولع) كما يقول بعض علماء النفس, وهذا ما يصيب المسلم أثناء الوضوء حيث يهتم بالموضوع كثيرا إلى درجة الهوس والولع بالشيء فتجده طوال النهار وليس له شيء سوى الاستحمام والتطهر في طقس ديني اسمه كثرة الوضوء, وتظهر أعراض أخرى على المصابين بمثل هذا المرض مثل الاهتمام بالأشياء الثانوية وغير المهمة بينما هي تكون لديهم هم وحدهم ذات أهمية كبيرة عن دون كل الناس ,في حين أنا وأنت لا نعتبر بأنها تستحق كل هذه الأهمية أو كل هذا الاهتمام, وكذلك كثرة الحساب وكثرة إدراج التوقعات والتخمينات في حالة جلوس المريض مع نفسه أو حين يرسل العنان لأفكاره فيذهب المسلم في طقس ديني في أواخر الليل تحت غطاء قيامة الليل وهذه الزيادة في العبادة تعتبر بجد مرضا قهريا وظاهرة غير صحية,وأكثر المصابين بهذا النوع من المرض يذهبون إلى باب المنزل للتأكد من أنه مقفل أم غير مقفل وذلك أكثر من مرة ومرتين حين يريدون الخلود للنوم, وتجد المصاب بهذا المرض يسألك أكثر من مرة عن رائحة عطره أو هل توضأ أم لم يتوضأ؟أو هل أنا طاهر أم غير طاهر؟وهل أغلقت الشبابيك أم لم أغلقها؟وهل غسلت يداي أم لم أغسلها؟ وكذلك المرأة المصابة بهذا المرض تسأل أكثر من مرة عن ملح الطعام هل وضعت الملح أم لم أضعه؟ وهل هو زائد أم ناقص؟ والغالبية من المصابين بهذا المرض يلجئون إلى كثرة الاغتسال وخصوصا من الجنابة أو غسل اليدين إلى المرفقين في كل ساعة وفي كل دقيقة,وتعاليم الإسلام حافلة بمثل هذه التصرفات والمسلم ليس لديه طوال النهار إلا الاغتسال أكثر من خمس مرات في حالة إخراجه للهواء أو في حالة تبوله أو إخراجه للبراز وهذه الظاهرة تعرف باسم (الوضوء) علما أن مفسدات الوضوء كلها غير صحيحة أو مبالغ فيها فلا توجد علاقة بين كثرة الوضوء وإخراج المسلم للهواء وبعد ذلك غسل اليدين والأرجل والمضمضة وغسل الأنف ومسح الرقبة وهذا السلوك ليست له تسمية إلا واحدة وهي المبالغة جدا أو أن المصاب بهذا السلوك هو صريع مرض الوسواس القهري, وأعرف رجلا عمره تقريبا فوق السبعين سنة حين يريد دخول الحمام يلبس جزمة طويلة تصل إلى الركبتين وفي كل مرة يدخل فيها الحمام ليتوضأ لأتفه الأسباب لاعتقاده بأنه غير طاهر وهذه حالة من حالات مرض الوسواس القهري, وكذلك النساء المسلمات لديهن تصورات للوضوء والاغتسال مثل التصورات عند الرجال وأغلبيتهن لديهن شعورا أنهن دائما غير طاهرات ويلجأن لكثرة الاستحمام أو لكثرة الذهاب إلى الحمام من أجل التطهر وهذه حالة من حالات مرض الوسواس القهري, وكان لي زميل في العمل ما زال على قيد الحياة إذا أراد الوضوء يقيم الدنيا ويقعدها ويحفظ كثيرا من الأدعية عند دخوله المرحاض وعند خروجه منه في منظر مسلي ومضحك ,وهذا معناه مرة أخرى أن معظم المسلمين يحملون هذا المرض على أكتافهم,وتشكل تصرفات المسلم من هذا النوع أكبر عارض لإصابته بمرض الوسواس القهري, كذلك يرافق هذا المرض إيجاد أي شيء وادخاره بسبب التوقع للحاجة إليه أو لاعتقاد المريض بأن هذا الشيء له أهمية كبيرة لا أحد يعرفها أو يقدرها إلا هو ويعيب على الآخرين بقلة الوعي والإدراك وفي حارتنا التي أقطن بها رجال كثيرون لدى كل واحد منهم صندوق يسمونه(صندوق العِده) يحفظون به (البراغي ,المسامير,أسلاك كهرباء,كبسات كهرباء,حنفيات خربانه ,السوامين ,الرنديلات ,جلد الغاز,) على مبدأ كلشي بلزم,في مشهد مثير للضحك وللسخرية.
وتعايشت طوال حياتي مع أناس أثناء توقيع اتفاقيات معي على العمل وهم يتعبونني جدا أثناء تفكيرهم بهذه الطريقة طوال النهار:هل أنا غالب أم مغلوب ؟أم أنالا غالب ولا مغلوب؟وشاهدت كثيرا من الناس الذين يحتفظون في بيوتهم بأشياء غريبة جدا مثل دفع فاتورة التلفون منذ 20 سنة وكذلك فواتير الكهرباء وبعض الكفالات للأدوات الكهربائية التي مضى عليها أكثر من عشرين عام أو عشرة أعوام,وفي كثير من الأحوال تنتهي خدمة بعض الأدوات الكهربائية وتخرج من المنزل مثل النعش على نقالة الموتى بينما يحتفظ أصحابها ببعض الأوراق الثبوتية التي تثبت أحقيتهم في ملكيتها أو تجد لديهم وصولات مالية قديمة جدا وعمرها أكثر من 15 سنة.
وعلى فكرة الكلاب والخيول وبعض أنواع الطيور والإنسان هم وحدهم من يصاب بهذا المرض.