في إحدى الليالي التي بدت ساكنة من كل شيء إلا من دوران الأفكار الصاخبة والدرويشية في رأسي، نظرت إلى النجوم المعلقة في السماء، والتي بدت حينها وكأنها لوحة مرسومة بأصابع ومخيلة طفل في العاشرة أو ربما في التاسعة، عشت ذلك الإحساس بقوة إلى حد التصديق والتيقن من ذلك ، إلى درجة شعرت بأنه بإمكاني أن أمسح تلك اللوحة البريئة بممحاة قلم رصاص، لكني عدلت عن مثل هذه الفكرة، وقررت أن اكتفي بالسماح لأصابعي بأن تلمس تلك النجوم، وتداعبها حتى يزيد وهجها أو يحدث أي شيء آخر لا أعرفه.
فكرت بالأمر وسمحت ليقين الأطفال أن يسكنني في تلك اللحظات، ومددت يدي نحو السماء متقناً بأني سألمس فعلاً تلك النجوم، بكل تلك الرغبة الجادة والتي لا أثر فيها لأي نوع من المزاح أو الشك، وفعلاً وجدت يدي وأصابعي تمتد وتمتد بطريقة عجيبة لكنها في نفس الوقت لم تذهلني كثيراً مع كل ذلك اليقين الذي أصبح يتدفق من حواسي، ومن أصابعي تحديداً، وحين أصبحت قريبة من ملامسة إحدى النجوم، وتحقيق هذا الأمر الذي بدا لي طوال حياتي مستحيلاً، آه ليتكم تعرفون حجم السعادة التي كنت قد وصلت إليها في تلك اللحظة ، حين لم يتبق إلا بعض السنتيمترات الضوئية لألمسها، حينها سمعت صوت خشن جلف غليظ يقول لي : هي أنت، انتبه ستحرقك النجوم، وستحولك إلى رماد، إنها ليست إلا أجسام نارية متوحشة تلتهم كل ما يقترب منها، ستحرقك، هذا اذا استطعت الوصول إليها أصلاً.
صدر ذلك الصوت، ثم قهقه ضاحاً، وبطريقة ساخرة ضاقت بها نفسي.
ترددت أصابعي عن الامتداد أكثر نحو تلك النجمة، وبدأت الحظ أنها تعود إلى الانكماش أكثر فأكثر..
صرخت بكل ما املك من حنق وعتاب وبغض في وجه ذلك الصوت الغامض والمحبط، قائلاً : من أنت؟!
رد علي بهدوء وبرود كالثلج: أنا صوت المنطق بداخلك.
حينها ذبلت أصابعي وأحلامي البريئة، وابتعدت النجوم لتصبح في مرمى المستحيل مرة أخرى، وشعرت بخشونة المكان الذي كنت أجلس عليه، وعادت الأصوات المزعجة والصاخبة بالواقعية للتعالي والتبجح من حولي، كان منها صوت كلب متشرد، وشخصين تترافع أصواتهم بالشتائم.
حين أفكر اليوم بتلك الليلة، أتساءل في نفسي لو أنني لم أتردد، ورفضت الاستماع لذلك الصوت الجهوري , هل كان سيكون لدي الآن نجمة معلقة على سقف غرفتي؟!.
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #إيران #الولي_الفقيه: تأجيل قانون العفة والحجاب… ما القصة؟!بقلم مفكر حر
- إشكالية قبول الأخربقلم مفكر حر
- موسم إسقاط الدكتاتوريات في #الشرق_الأوسط!بقلم مفكر حر
- ردود فعل مسؤولي #النظام_الإيراني على #سقوط_الأسد: مخاوف من ملاقاة نفس المصيربقلم حسن محمودي
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **بقلم سرسبيندار السندي
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **بقلم سرسبيندار السندي
- ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.بقلم مفكر حر
- ** تساءل خطير وحق تقرير المصير … هل السيّد المَسِيح نبي أم إله وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ابن عم مقتدى الصدر هل يصبح رئيساً لإيران؟ طهران مشغولة بسيناريو “انقلابي”بقلم مفكر حر
- ** ما سر تبرئة أل (سي .آي .أي) لبوتين من إغتيال نافالني ألأن **بقلم سرسبيندار السندي
- المجزرة الأخيرةبقلم آدم دانيال هومه
- ** بالدليل والبرهان … المعارف سر نجاح ونجاة وتقدم الشعوب وليس الاديان **بقلم سرسبيندار السندي
- رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسيةبقلم طلال عبدالله الخوري
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلامية
أحدث التعليقات
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :