كاثوليك بنغلادش يخشون تنامي الإسلام المتشدد

مسيحيون من بنغلادش داخل كنيسة قرب دكا

يتذكر الشاب بيدان كامول روساريو كيف غادر قريته الكاثوليكية عام 1971 للقتال من أجل استقلال بنغلادش، التي كانت حينذاك باكستان الشرقية. كانت آماله المعلقة على الدولة الحديثة كبيرة. ولكن الآن، بات يطرح تساؤلات حول مستقبله في هذا البلد الذي يثير فيه تنامي التطرف الإسلامي الخوف لدى الأقليات الدينية. وقال روساريو (65 عاما) “خلال حرب التحرير، كنا نريد بنغلادش عظيمة تحتضن الناس من كل الأعراق والمعتقدات والأديان .. لم أشأ يوما الحصول على امتيازات أو معاملة خاصة. أردت فقط مساواة في الحقوق للجميع. لكن أشعر الآن أننا لا نتمتع بالمساواة”.
ويقول المسؤولون الكاثوليك المحليون إن عددا من المسيحيين اختاروا مغادرة بنغلادش في السنوات الأخيرة بسبب الموجة الحديثة للهجمات الإرهابية التي تستهدف أقليات أخرى، مثل الهندوس. واغتيل العام الماضي شخصان اعتنقا المسيحية، وتعرض بقال كاثوليكي للقتل الوحشي بالسلاح الأبيض.
ويشكل المسيحيون أقل من 0.5 في المئة من 160 مليون نسمة في بنغلادش، وعاشوا طوال قرون بانسجام مع الأكثرية المسلمة، واضطلعوا بدور كبير في تاريخ البلاد. وإلى اليوم، تقدم مدارسهم ومستشفياتهم دعما حيويا للفقراء. ينتمي روساريو إلى المجموعة الكاثوليكية الصغيرة التي تتحدر من تجار برتغاليين استقروا في القرن الـ17 في ناغوري المؤلفة من مجموعة قرى على مقربة من العاصمة دكا. تحتضن هذه المنطقة أكبر تجمع للكاثوليك في البلاد ويزورها عشرات آلاف الأشخاص في شباط/ فبراير من كل عام للاحتفال بعيد القديس أنطونيوس البادواني.
يقول الكاثوليك المحليون إنهم يشعرون بمزيد من التهديد اليوم، فالتوترات مع سلطات بنغلادش تزايدت، كما يؤكدون.
وتزيد من حالة الرعب التهديدات بالموت التي غالبا ما يوجهها مجهولون إلى أبرز الشخصيات المسيحية. ويقول نيرمال روساريو، رجل الأعمال المسيحي الذي يرأس تعاونية كبيرة في دكا، متحدثا عن تصاعد موجة التطرف “لم أر من قبل هذه الأمور. كبرنا وسط انسجام تام مع الأديان الأخرى”. ويرجع الأب البنغلادشي غابرييل أمال كوستا التوترات الدينية في بلاده إلى تنامي الإسلام المتشدد على الصعيد المحلي. ويقول “هذه ظاهرة حديثة جدا والكنيسة تحاول تشجيع الحوار بين الطوائف”.
في هذه الأيام، تنتظر المجموعة الكاثوليكية الصغيرة في بنغلادش بفارغ الصبر زيارة البابا فرنسيس، وهي الأولى خلال أكثر من 30 عاما، وتستمر من 30 تشرين الثاني/ نوفمبر إلى الثاني من كانون الأول/ ديسمبر. ويتفاءل الكاهن في كنيسة القديس نيكولا دو تولنتينو في ناغوري، جاينتا غوميس، بزيارة البابا، ويقول إنها ستأتي بالسلام لنا جميعا في بنغلادش”.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية

About أمل عرافة

أمل عرافة خبيرة فلكية مجازة من معاهد لاس فيغاس ولندن, نيودلهي, بكين وطوكيو وجنوب افريقيا, دراسات معمقة في علم التنجيم , اهم ما تنبأت به هو كارثة تسونامي, وصول اوباما الى رئاسة اميركا, وحادثة الطائرة الماليزية, كاتبة مغربية بشؤون المرأة العربية والفن
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.