ولد كاتب الأطفال الأمريكي موريس سينداك في بروكلين عام 1928 لعائله يهوديه بولنديه ويصف سينداك طفولته بأنها ( وضعيه سيئه ) بسبب مقتل جزء من عائلته في الهولوكوست مما عرّض معنوياته منذ فتره مبكره من حياته الى تأثيرات شتى
حب سينداك للأدب بدأ منذ طفولته فقد كان طفلاً مريضاً اضطر الى الهرب الى عالم الكتب للتخلص من رتابة وملل البقاء في السرير , كما بدأت موهبته في الرسم بالتنامي بعد متابعته أفلام كارتون والت ديزني وهو في عمر 12 سنه
حين كبر قليلاً وجد لنفسه عملاً في أحد متاجر بيع الدمى حيث كانت مهمته هي تنسيق واجهات عرض المتجر وكان ذلك عام 1947 ومنذ هذا الوقت بدأ بنشر تخطيطاته ورسوماته للأطفال , ومنذ الخمسينات كان قد أصبح رساماً لكتب يؤلفها غيره من الكتّاب , وفي نهاية المطاف تحول هو نفسه الى كاتب قصه للأطفال . أخوه جاك سينداك كان يكتب القصه للأطفال أيضاً وكان موريس هو من يضع رسومات كتبهما معاً , كان موريس أصغر اخوته , أخته ناتالي كانت تكبره ب 9 سنوات أما أخوه جاك فكان يكبره ب 5 سنوات
حاز موريس سينداك على سمعة عالميه بعد نشره قصة الأطفال المعنونه ( أين هي الأشياء البريه ) عام 1963 وهي تصور قصة الفتى ماكس الغاضب من أمه لأنها أرسلته الى السرير مساءاً دون عشاء , في القصه يتراقص عدد من وحوش الجوع والغضب
إستمر موريس سينداك في رسم الصور لقصص غيره حتى عام 1970 حين أصدر ( ليلة مطبخ ) وفيها قام بتصوير حلم طفل صغير بتحضير كيكة في المطبخ أثناء الليل لتكون جاهزة للأكل عند الصباح , وتعتبر هذه القصه جزء من ثلاثيه كانت أولها أين هي الأشياء البريه وستكون ثالثتها هي قصة : في الخارج .. هناك
في الخارج .. هناك , صدرت عام 1981 تتحدث عن فتاة يسافر والدها ويترك أختها الصغيره تحت رعايتها , فتقوم العفاريت بخطف البنت الصغيره وكان على أختها الأكبر أن تخوض الكثير من المغامرات لإسترداد أختها الطفله والمحافظه عليها سالمه لحين عودة والدهما
موريس سينداك واحد من أقدم المشرفين على القنوات التلفزيونيه الخاصه بالأطفال , وواحد من أوائل المشرفين على إنتاج برنامج شارع السمسم أو إفتح يا سمسم , كما أن الكثير من حكاياته تحولت الى سلاسل من الأفلام الكارتونيه
في سبتمبر 2008 نشرت صحيفة نيويورك تايمز موضوعاً ذكرت فيه أن موريس سينداك هو رجل مثلي الجنس وقد عاش 50 عاماً مع رفيقه المحلل النفسي إيغوين غلين قبل وفاة غلين عام 2007 كما ذكرت الصحيفه بأن سينداك لم يخبر عائلته عن هذا الأمر أبداً وأنهم لم يعرفوا بأمر علاقته هذه على الإطلاق على الرغم من أن كثيرين تحدثوا أو كتبوا عن هذه العلاقه قبل وفاة غلين . بعد وفاة شريكه قام سينداك بالتبرع بمبلغ مليون دولار الى مؤسسة رعاية الأسره والطفوله اليهوديه في اسرائيل لمناسبة مرور عام على وفاة غلين الذي كان قد عمل في اسرائيل خلال فترة من حياته , حيث تم بهذا المبلغ بناء مستشفى تحمل اسمه
عام 2011 وخلال مقابلة صحفيه أعلن موريس سينداك أنه رجل ملحد , وأن الإيمان بالخالق والدين يجعل الحياة أسهل على المؤمنين , ولكن ليس بمقدور كل شخص أن يكون مؤمناً رغم أن الحياة ليست سهله على غير المؤمنين
يوم 8 مايس 2012 توفي موريس سينداك في المستشفى إثر جلطة دماغيه فتم حرق جثته بناء على وصيته , وإحتفى العالم به ميتاً كما إحتفى به حياً حيث كتبت عنه الصحف , وقدم على شرفه عرض لباليه كسارة البندق كان هو قد شارك في رسم ديكوراته , وأقيم ماراثون على إسمه , وأعيد طبع كتبه وتوزيعها لمرات ومرات