لن نتمكن من إيقاف الزمن وسنلاحظ حقيقة عدم ثباته , ولن نتمكن من متابعته بل سندرك بوضوح قيمة الحياة من خلاله
كيف نقيّم حياتنا ؟ البعض يقيّم حياته بالمتعة التي يحصل عليها فيها , آخرون يضعون السلامة في أولويات قيمة الحياة , وغيرهم يرون التضحية هي ما يمنح القيمة للحياة , البعض يقيّم الحياة بمبدأ الربح والخساره , أما من يتشبثون بالحياة ويخافون الموت فسيضعون البقاء على قيد الحياة قيمة عليا لحياتهم , أما أولئك الجاهزون لحمل هراواتهم لأجل أتفه سبب فسيعتقدون أن المخاطرة بحياتهم الى الحد الأقصى هو ما سيمنح حياتهم قيمتها
اذا كان المرء مولعاً بالمال فإن قيمة حياته ستقترن بالقيم النقديه , أما اذا كانت شخصيته وأفكاره وقناعاته وأولوياته مرتبطة بالمشاعر والعواطف فإن إتجاه قيمه سيكون مرتبطاً بإحساساته
الأوطان مثل الناس تحتاج الى إعادة تقييم أشيائها , قيمة الوطن لا تعتمد على كبر مساحته أو عدد سكانه أو وضعه المالي , لأن كل هذه عوامل قابلة للتغيير في أية لحظه , ما يهم فعلاً عند تقييم وطن هو قياس القوه المعنويه والحيويه والحكمه التي يتمتع بها سكانه لأنها تشكل القيمه غير الملموسه لشعب ذلك الوطن
لا ينبغي تقييم أي قيمة مؤقته , الأشياء الموقته تذهب مثلما تأتي , علينا فقط حساب قيمة الأشياء التي ستدوم للمستقبل , ولا يجوز تقييم أشياء سطحيه , ما لا يملك قيمة جوهرية بذاته لا يجوز تقييمه لا في حياة الشعوب ولا في حياة الأفراد
في هذه الحياة كيف علينا أن نخلق قيمتنا الخاصه ؟ كيف نجلب الشرف والتكريم لحياتنا ؟ القيمه والشرف والتكريم لن تصبح من نصيبنا ما لم نتمكن من تقرير قيمة أنفسنا
د. ميسون البياتي