يرى المتشائم الحياة كأساً من النبيذ المر
ويراها المتفائل كأساً من الشامبانيا
من يمتلكون الرحمه يرونها كأساً من الماء الصافي
في حين يرى الصالحون الحياة كأساً من الرحيق
لكل واحد منا نظرة مختلفة الى الحياة , بعضنا متفائلون , والبعض الآخر متشائمون . المتفئل يفكر بإيجابيه . بينما المتشائم يفكر بسلبيه
عاش الشاعر الصيني سو شي خلال القرن الحادي عشر الميلادي وهو معروف بإسمه الحركي سو دونغبو، كان متعدد المواهب فهو كاتب وشاعر ورسام وخطاط وطبيب وصيدلاني وذواقة ورجل دولة من أسرة سونغ . اشتهر سو شي بأنه كاتب مقال ، وله كتابات نثريه كثيره تساهم بشكل واضح في فهم موضوعات عن الحياة الصينيه في القرن الحادي عشر شعره مشهور جداً في الصين واليابان ، كما أنه معروف جداً في الأدب الإنكليزي بعدما قام المترجم آرثر والي بترجمة كتاباته الى الانكليزيه
بسبب مواقف سو شي السياسيه تم نفيه الى جزيرة صينية نائيه , مقارنة مع حياته السابقه حيث العز والشهره , تحولت حياته الى خراب كامل , الوحده وفقر المعيشه وأوضاعها المزريه كانت أمراً فوق ما يطيقه أحد
مع هذا أقنع سو شي نفسه بأنه ليس الوحيد في العالم الذي يعيش على جزيرة معزوله , هناك الكثير من البشر يحيون في هذا الحال . عندما تغرق النمله في طاسة ماء نجاتها تكون في التعلق بقشه , فلماذا لا يعتقد سو شي أن جزيرته النائيه هي القشه التي تنقذه من الموت !؟ تمكن سو شي من مقاومة أوضاعه الصعبه بهذا النوع من التفكير, وأدرك أن البشر بقبولهم للأمر الواقع بنفس راضيه يصبحون قادرين على تحقيق السعادة لأنفسهم في أتعس الظروف
حال العراقيين أيام الحصار الأمريكي المفروض على العراق , لم يكن أسهل عليهم من وضع سو شي . فبعدما كان الدينار العراقي يساوي 3 دولارات , أصبح الدولار الواحد يساوي 2000 دينار , وقس على ذلك كم شحت حياتنا , ولم تكتفِ أقدارنا بهذا لكنها إبتلتنا بالغربه وخراب النفوس , حتى أصبحنا ننظر في وجوه أخوتنا فلا نكاد نعرفهم بسبب تغيرهم التام عما كانوا عليه
الناسك , هو المتعبد الذي يلزم نفسه بعدم مغادرة المعبد , كثير من النساك يلبسون ثياباً بسيطه وليس في أرجلهم غير نعال , ومن المحتمل أنهم لا يأكلون إلا أبسط الطعام ولوجبة واحده تقيهم من الموت , مع هذا تجدهم في معنويات عاليه , وأرواح مستبشره , وهم أقرب الى الله من كثير غيرهم من المترفين والمنعمين , اذا حكمت عليك الحياة أن تعيش مثلهم لفترة قد تطول أو تقصر , لماذا تفقد صبرك وتندب حظك ؟ أليس شرف الحياة أن نحياها بحلوها ومرها وكيفما تكون ؟
لا توجد سعاده مطلقه ولا عذاب مطلق في الحياة , اذا تمكننا من العمل الجاد وفكرنا بطريقة ايجابيه , سنصبح قادرين على تغيير كل المصاعب والمخاطر الى سعادات وأمان
هيلين كيلر 1880 – 1968 أديبة ومحاضرة وناشطة أمريكية ، عانت من المرض في سن 12 شهراً كانت مصابة بالحمى القرمزية مما أدى إلى فقدانها السمع والبصر تماماً . بدأت كيلر حياتها العلمية مع الأطفال المشابهين لحالتها . بعد أن انهت التعليم الثانوى التحقت بكلية رادكليف حيث حصلت على شهادة البكالوريوس . وفي خلال سنوات التعليم أصبحت تؤمن بالاشتراكية وفي عام 1905 انضمت إلى الحزب الاشتراكى
أصبحت كيلر بعد ذلك ناشطة بارزة وامرأة محسنه محبه للعمل الخيري وكانت تدعم تعليم وتنشئه ذوي الإعاقات الخاصه , في العام 1934 منحت وسام الرئاسه الأمريكيه للحريه ومنذ العام 1980 أصدر جيمي كارتر مرسوماً للإحتفال بعيد ميلادها سنوياً تقديراً لتغلبها على الأعاقه وخدماتها الإجتماعيه الكثيره
كتبت هيلين كيلر في أحد منشوراتها تقول : حافظ على اتجاه وجهك مقابل الشمس لكي لا ترى الظلال . التفكير الإيجابي هو شمس عقولنا
هل تدركون حجم هذه الكلمات من إمرأة فاقده للسمع والبصر منذ طفولتها ؟ ألا نستطيع تملك قوة إرادتها !؟