يُعرّفْ القانون الطبيعي او الفيزيائي: انه الانتظام و التناسق في الطبيعة ، وهذا التناسق و التصميم البديع يشير الى وجود مصمم عاقل وذكي للطبيعة و هو من صمّمَ قوانينها . فانتظام حركة دوران الارض حول نفسها و حول الشمس ، و انتظام حركة الكواكب والاقمار في الكون في افلاكها و وجود الطاقة الحرارية و الاشعاعية في مجرات الكون و النجوم ووجود الشحنات الكهربائية الموجبة المخزونة في البروتونات والسالبة في الالكترونات، و حركة الالكترونات حول نواة الذرة تدل على وجود من صممها و حدد حركاتها و مساراتها و مقدار شحناتها .
كل ذلك و غيره هوالبرهان على وجود المصمم الذكي ، وهو من جعل كل الموجودات المادية و الموجات الاشعاعية و الضوء في الكون منتظمة بقوانين دقيقة لا تتغير . ويمكن التعبير عنها بمعادلات و صيغ قوانين رياضية .
لابد ان العقل و المنطق يسأل هنا من وضع تلك القوانين الدقيقة الغيرمتغيرة ومن يتحكم بها وبثباتها ؟
الجواب المنطقي الوحيد هو انه المصمم الذكي الذي خلق الكون و موجوداته من نجوم و مجرات و كواكب واقمار و صممها لتعمل بقوانين دقيقة لا تتغير وضبط حركاتها في مسارت محكمة .
انه الاله الخالق القدير الحكيم .
ومن المستحيل ان يكون كل شئ منتظم مقيد بقانون رياضي ناشئ من بناء عشوائي غير منضبط وغير منتظم .
الكثير من اساطين و علماء الفيزياء الحديثة يقرّون بوجود الاله الخالق للكون ، وانه من وضع هذه القوانين الفيزيائية و التي يُعبر عنها بالمعادلات الرياضية .
اكبر عبقري في الفيزياء البرت انشتاين قال : اريد ان اعرف كيف خلق الاله الكون ، اريد ان اتعرّف على افكار الاله ، والباقي سيكون تفاصيل مكملّة .
يفسّر انشتاين قابلية الانسان لمعرفة الاله بطفل صغير دخل مكتبة مليئة بألاف الكتب والمجلدات المكتوبة بلغات عديدة ، لكنه لا يفهمها ولا يعرف ما بداخل تلك الكتب من معلومات و لايفهم لغاتها، لكنه يعرف تماما و يؤمن ان هناك من قام بتأليف تلك الكتب و رصها بانتظام في رفوف المكتبة .
هكذا نحن البشر كلنا كهذا الطفل الصغير ، لا يمكننا ان نفهم قدرة الاله و امكانياته الغير محدودة لاننا لا نقدر ان نمتلك و نحن بعقلية الطفل عقلية وحكمة من الف تلك تلك المجلدات .
فكيف نقارن انفسنا بالاله و نريد ان نفهم من يكون وكيف خلق الكون ؟
بهذه الصيغة يفسر لنا انشتاين كيف يريد البشر و العقلاء ان نتحدى الاله الخالق و نعرف طبيعته وقدرته . ونحن لا نعرف من يكون ، لأننا من صنع يديه و جزء من خليقته العظيمة . فشكرا له لأنه اعطانا العقل لنفهم الجزء القليل من قوانين الطبيعة التي خلقها و صممها باروع ما يكون التصميم الذكي . و اعطانا القدرة لنستدل على وجوده و عظمته من مخلوقاته ، ولكوننا صنيعته فلا نستطيع ان نفهم كل افكاره والقوة الخفية التي تحيط به .
يؤمن انشتاين بوجود اله غير مادي متمثلا بقوانين الطبيعية. ولكنه ليس هو الطبيعة . ولابد للانسان ان يكون متواضعا ولا يقارن عقله بعقلية الاله الجبارة ليعرف من يكون هذا الخالق العظيم وما هي قدرته وحكمته .
اذا لابد ان يؤمن الانسان بخالق مطلق العلم ، مطلق القدرة لا يحده زمان و لامكان .
ليس انشتاين وحده من يؤمن بالاله وعظمته وحكمته ، بل اساطين علماء الكوانتم (جزيئات الذرة وقواها المغناطيسية والكهربائية ) يشاركونه الراي والايمان نفسه . فهم يؤيدون خلق الكون من العدم وانتظامه بقوانين رياضية ثابتة ، لكن لابد من وجود مصمم ذكي وخالق له ضابطا الكل بقوانين ثابتة .
لابد ان يفسر لنا الملحدون والماديون والناكرون لوجود الاله الخالق ، كيف نشعر بالبهجة والحزن ، نفرح بجمال الطبيعة او ننزعج من قباحة الروائح النتنة او تتقزز النفس من منظر الجثث و القاذورات . من يتحكم بهذه المؤثرات النفسية والمشاعر و من اوجد العواطف والحب و الحنان و الامومة والرغبات الجنسية و غريزة الخوف والدفاع عن النفس لدي البشر و الحيوانات الاخرى ؟
هل الطبيعة تفهم بواطن النفس و غرائزها واحاسيسها ؟
ام الاله الذي خلقها اوجد فيها تلك الاحاسيس لتكتمل خليقته باحسن تصميم ماديا و حسيا ؟
يقول مؤسس علم الكوانتم ماكس بلانك : ” لايمكن ان نجد تعارضا حقيقيا بين العلم و الدين ، فكلاهما يكمل الآخر . ان كلا من العلم والدين يحارب في معارك مشتركة لا تكل ، ضد الادعاء والشك والتسلط والالحاد ، من اجل الوصول الى معرفة الاله .
ويقول بول ديراك (من كبار مؤسسي علم فيزياء الكم) :
” ان الاله خالق حسيب ، استخدم ارقى مستويات الرياضيات في تصميم الكون ، و وضع قوانينه ” .
اما عملاق الفيزياء المعاصرة ستيفن هوكنج ، فيقول في كتابه ( تاريخ موجز للزمن ) : ” اذا توصلنا الى النظرية الجامعة ، فأنها ستمكن كل من العلماء و الفلاسفة ، بل الناس العاديين ، من فهم بعض الجوانب عن الحكمة من وجود الكون و وجودنا. واذا عرفنا ذلك ، فسنكون قد عرفنا كيف يفكر الاله ” .
يقول عالم البيولوجيا تشارلس داروين صاحب نظرية التطور و الذي اتهم كثيرا بالالحاد في سيرته الذاتية ما يلي :
” من الصعب جدا ، بل من المستحيل ، ان نتصور ان كونا هائلا ككوننا ، وبه مخلوق يتمتع بقدراتنا الانسانية الهائلة ، قد نشأ في البداية بمحض الصدفة العمياء ، أو لأن الحاجة أم الاختراع ، وعندما ابحث حولي عن السبب الاول وراء هذا الوجود ، اجدني مدفوعا الى القول لمصمم ذكي . ومن ثم فاني اؤمن بوجود الاله .”
لابد ان نتسائل :
من وضع الشحنات الكهربائية السالبة في الالكترون والموجبة في البروتون ؟
من جعل عدد البروتونات في نواة ذرات كل العناصر الكيميائية في الكون مساويا لعدد الالكترونات التي تسبح خارج النواة بسرعة ثابتة ؟
من خلق الجاذبية لكل كتل المادة الموجودة في الوجود و اعطاها خاصية التجاذب الطردي فيما بينها و العكسي لمربع المسافة بينها ؟
من جعل كل مادة الكون تتصرف بطريقة متشابهة في التجاذب ؟
اليس هذا دليلا ان هناك الها يضبط ايقاع كل شئ في الوجود لأنه الخالق المبدع والمصمم الذكي الحكيم ؟
يقول الفيلسوف العظيم ريتشارد سوينبرن : ” ان افضل تفسير لهذا النظام هو وجود الاله الحكيم القادر الذي تصفه الاديان السماوية .”
يقول الفيزيائي الكبير فيرنر هيزنبرج صاحب مبدأ اللاحتمية و الارتياب : ” كنت طوال حياتي مدفوعا الى تأمل العلاقة بين العلم و الدين ، ولم اجد في اي وقت مهربا من الاقرار بدلالة العلم على وجود الاله ” .
وخير ما اختم به مقالي هو ما كتبه الملحد السابق و المؤمن لاحقا الدكتور عمرو شريف مؤلف كتاب رحلة العقل الكلمات التالية :
” بالرغم من اني كنت من قبل من المعترضين بشدة على ان دقة التصميم تشير الى وجود الاله ، فان اعادة النظر في البرهان وفي اسلوب الاستدلال الفلسفي به ، اوصلني الى الاقرار بوجود اله حكيم خالق ” .
انه الله ضابط الكل وخالق السماء و الارض و كل موجودات الكون و ما فيه من احياء و جماد .
————————————————
المصدر
رحلة العقل – د.عمرو شريف
hatta walaw kan had lmossamim dakiy tab9a dianat koloha harta9a ghair mojdia asatir wakhorafat
عيب أن إسمك جمال و تشويه اللغة العربية بهذه الطريقة ؟ اللغة العربية لها حروف خاصة بها مفروض تعرفها.
الإستعمار الفكري قضى عليك يا جمال لدرجة أنك تكتب العربية بحروف إنجليزي
هذا دليل أنك لا تتقن أي لغة لا عربي و لا فرانسي و لا إنجليزي
في هذه الحالة يجب أن لا تعلق. أنا لم أفهم ما كتبته.
من فضلك إحترم لغتنا و إحترم كاتب المقال، أكتب تعيلقك بالعربية، إن الصفحة كلها بالعربية !