تقول الكاتبة والمخرجة السورية ” غايا جيجي” انها تأثرت بموضوع فيلهما الأخير ” قماشتي المفضلة” بالفيلم الفرنسي ” بيل دو جور” أي “حسناء اليوم ” للمخرج لويس بونويل وبطولة كاثرين دونوف، الذي يدور حول امرأة شابة تصاب بالممل من روتين يومها, لذلك تقرر ان تمضي أيام الأسبوع تعمل كعاهرة للطبقة الثرية الارستقراطية, في حين ان زوجها غائبا في العمل, وهناك تطلق العنان لكل مخيلتها الجنسية لتكتشف شخصيتها الذاتية الجنسية… وقد اخذت “غايا جيجي” نفس القصة وحورتها الى فتاة سورية في ال 25 من عمرها, أيضا تصاب بالممل من روتين الحياة, وخاصة في مجتمع تمرس في قمع الرغبة الأنثوية, مع المعايير المزدوجة الجنسية بين الذكر والانثى, وظهور المقاومة النسوية الناشئة في المجتمعات العربية المحافظة … وتقحم المخرجة جيجي موضوع انزلاق سوريا إلى حرب أهلية, حيث تدور احداث فيلم “قماشتي المفضلة” في دمشق في أوائل عام ٢٠١١ ، مع بداية ثورات “الربيع العربي” والتي ستتصاعد فيما بعد الى حرب شاملة في سوريا.
نهلة, وتلعب دورها الممثلة اللبنانية منال عيسى, تبلغ من العمر ٢٥ عاماً, تتوق إلى الهروب من حياتها التقليدية الخانقة حيث تعمل في وظيفة مملة في محل للملابس. في تلك الأثناء ، في الشوارع يواجه جيش من المحتجين قمعًا وحشيا من قوات الأمن التابعة لنظام المجرم بشار الأسد,..
نهلة فتاة متحمسة لتفقد عذريتها المرهقة لها، حيث قامت ببناء حياة رائعة من الأحلام الجنسية والرومانسية الخيالية مع شريك مثالي. لكن عندما تفرض عليها عائلتها الزواج المُدبر من مهاجر سوري أميركي, يأملون سرا أن يوفر لهم طريق الهروب إلى الولايات المتحدة, ترفض نهلة مبادراته غير الفعالة وعدم اكتراثِه المتغطرس.
بدلا من ذلك ، تحولت نهلة إلى جارتها في الطابق العلوي “مدام جيجي” التي تدير بيتًا للدعارة السرية من شقتها ، لتعبر إلى عالم المتعة الحسية. ويسرد الفيلم سلسلة من مغامرات الشابة السورية الجنسية بطريقة فيلم “خمسون ظلاً للون الرمادي” الذي يضم كل أنواع الممارسات الجنسية, من شذوذ العبودية, الخضوع والهيمنة, والسادية, المازوشية والشذوذ العنف.
الفيلم عُرض في مهرجان كان منذ بضعة أيام ولكنه تلقى الكثير من النقد, من حيث أن القصة تقوم بأسقاط حياة عاطفية خاصة على أهوال الإبادة الجماعية في الحرب في سوريا. وتُدخل أزمة الشعب السوري ومعاناته في الفيلم بطريقة غير مقنعة.