قليل من الحياء ايها السادة المحترمون

نقل امس مجموعة من اولاد الملحة الى احدى المستشفيات في بغداد اثر تعرضهم لأزمات قلبية ولولا ان قوات”سوات” تسرع الى نقلهم لذهبوا الى بارئهم غير نادمين.
وتبين فيما بعد كما ذكر التقرير الطبي ان هؤء نصف مجانين اذ كيف يمكن ان يصابوا بهذه ألازمة بمجرد قراءة خبر في وكالة اخباريةعن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.
واشار التقرير الى بعضهم اجهش بالبكاء حال وصولهم الى المستشفى واشتكوا للدكتور ظلم الزمان.
يقول الخبر:
“ترأس وزير العمل والشؤون الاجتماعية نصار الربيعي وفدا من المسؤولين المتخصيصين بقضايا العمل والعمال في الوزارة الى جمهورية الشعبية البنغلاديشية وجمهورية سريلانكا الديمقراطية الاشتراكية لتوقيع مذكرتي تفاهم بين وزارة العمل والشؤون الاجتماعية العراقية وبين كل من وزارة مصالح المغتربين والعماله الخارجية في بنغلادش في مجال القوى العاملة , ووزارة العماله الخارجية وتعزيز الرعاية الاجتماعية في سريلانكا بشان التعاون الثنائي في مجال العماله” انتهى الخبر.
طبعا لم يصدق البعض هذا الخبر اذ اعتبروه كذبة نيسان رغم انهم في شهر ايلول القائض.
ايها الربيعي الرائع من حقك ان توقع ماتريد من اتفاقيات التعاون في مجال العمل والعمالة ولكن هل زرت العمال الذين يجلسون على المساطر مذ الفجر باحثين عن لقمة العيش؟
هل قدّم لك مستشاريك عدد خريج الجامعات العاطلين عن العمل؟.
هل تعرف عدد الارامل المتعلمات ومازلن يبحث عن عمل؟.
هل تعرف كم عدد العراقيين الذين يعيشون دون خط الفقر بسبب البطالة؟
هل تعرف عدد الاطفال الذين يتسولون في كل شوارع المحافظات حتى يعيلوا ذويهم وخسروا اهم مافي حياتهم في هذا العمر الا وهو التعليم؟.
طبعا لاأحد يريد لك ان تتحمل كل هذه الاوزارفالبطالة مزمنة منذ ايام حصرم باشا، ولكنك تعرف ان الشاب العراقي يريد ان يدفع عنه غول الفقر والاعتماد على ألاهل في دفع مصروف الجيب، كما انك تعرف جيدا ان دول الخليج تستورد هذه العمالة لأن مجموع سكانها”ماعدا السعودية” لايقترب من سكان مدينة الثورة واعتقد انك تعرف ان الفقر يولد الجريمة والجوع يولد الانتقام والكثير من الضحايا سالت دمائهم على ارض العراق بسبب الدولار الامريكي وليس بسبب بعبع الارهاب في كثير من الاحيان.
سندعوا لك بالنجاح في مهتمك وسنرى في الشوارع العامة ،ان شاء الله،مزيدا من البنغال والسريلانكيين الذين قد يتحولوا الى أداة طيعة بيد من يهمهم سفك دماء العراقيين.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.