لدي شعور لا استطيع التخلص منه…
غربتي تشبه غربتك… تعانقها…رغم بعد المسافات…
تتلمسها… رغم سعة الفضاءات…
اًلامي… تشتاق إلى اًلامك…
و ضحكاتي.. انتحرت مع ضحكاتك..
آمالي و أحلامي …
في سوق التوهان..
تشارك آمالك و أحلامك…
كنت اعتقد دوما أنني أنا …
و لكن أصبحت لا اعرف لماذا أجدك جالسة و منتشية في ركن انانيتي…
لا ادري لماذا حزنك مرسوم على مراًتي…
لماذا تسبق صورتك صورتي على كاًسي…
لماذا خطوط اوهامك تتشابك مع خطوط فشلي و اندحاراتي..
لماذا أجدك أمامي كلما حاولت أن اهرب من عجزي و من خيباتي ..
انت سيدة القصر… ذلك القصر المتهرىء…
القصر الذي لا بلاط فيه و لا حاشية و لا صولجان…
و أنا قادم من هناك …
على حصان ليس له لون و لا أقدام و لا سرجان…
القصر متروك ….
هجره الجميع و ليس فيه مطرح حتى للشيطان…
و انت تتجولين فيه سجينة بلا أقفاص و لا سجان…
لا تستقبلين أحدا… حتى الموتى رحلوا فلا مرثى و لا أحزان…
انت وحدك… الملكة و حارسة المصلوب و بيت الرهبان..
وحدك تدقين الأجراس… و و حدك تصلين في المساجد…
و حدك تحملين وزر الخطايا… و تزرعين أزهار الاحلام…
القصر كان دوما حلمك…
لكنك لم تجدي شيئا فيه يشبه الأحلام …
و لم تجدي فيه ورودا و لا حدائق الغزلان…
أما انا فقد كنت احلم …أن أجدك زهرة تفوح منها رائحة الحب و الحياة ..
رائحة الإنسان…
فوجدتك روحا تتكسر لامراًة تحولت أحلامها إلى أشجان ..
اكتشفنا… انت و أنا..
أن ذلك القصر المحطم لم يكن سوى سراب و أوهام …
اكتشفنا … انك ما زلت هناك …
في مكان … ليس له خارطة و لا أعلام بل كثير من الأسلاك و القضبان…
و أنا هنا …في ارض فيها كل شيء ….
إلا ما يشبه الأوطان …