قال لي زميلي أثناء الدراسة الجامعية هل تريد ان تذهب معنا في العطلة الاسبوعية الى منزل هند بضواحي دمشق,
قلت: من هي هند؟
زميلي: هي بائعة هوى محترفة ورثت مهنتها منذ الصغر عن امها وعائلتها, وزوجها هو القواد, لديها اسعار مخفضة الأن بسبب الكساد, وهي تعطي حسم لطلبة الجامعة؟
خفت اذا رفضت ان يستهزئ بي رفاقي ويتهموني برجولتي, بعد ما رأيت الحماسة لديهم, وان مثل هذا التصرف تعبير عن الرجولة والفحولة, فقلت لم لا, على الاقل سأرى لاول مرة بحياتي كيف تبدو العاهرة, وكيف يبدو قوادها وزوجها وكيف ان دياثته تسمح له بان يعتلي الزبائن زوجته, هل هم يشبهون البشر؟ ام لهم شكل اخر يميزهم؟ واخيرا ليس من الضروري ان الوث نفسي بقذارتها … يمكن ان اكتفي بالنظر والاطلاع فقط!؟
استقبلنا زوجها القواد عند الباب وقبض من كل واحد منا التسعيرة المعروفة, واخذ يدخل الشباب الواحد تلو الاخر… وعندما جاء دوري انا لاخير.. دخلت الى الغرفة واذا بهند عارية تماماً مستلقية على السرير وفاتحة رجليها … ولا تنظر الى الزبون لانها تشاهد التلفزيون, مسلسل اميركي “غرفة الاسعاف” وبالمشهد تم الاتصال بالطبيبة لان هناك حالة خطرة مستعجلة لطفل رضيع, يجب انقاذه.
فقالت هند وهي تشاهد التلفزيون منتقدة ثياب الطبيبة في التلفزيون التي ترتدي تنورة قصيرة: يا عيب الشوم ع الاجنبيات يذهبن للعمل بثياب من دون حشمة, نحن هنا اذا لم نرتدي النقاب يفضحنا اهل البلد…!؟
انا صعقت كيف ان عاهرة تحاضر بالعقة وتنتقد ثياب طبيبة استدعيت الى المشفى من اجل انقاذ حياة جنين… عندها فقط تذكرت خطابات الزعماء العرب ورجال الدين عندما يحاضروننا بالوطنية والجهاد والتقوى والورع … وبعد دقائق فاجئني صراخ العاهرة قائلة: الم تبدأ بعد.. انت تضيع وقتي… الوقت ثمنه مصاري يا استاذ … فخرجت مسرعا وانضميت الى زملائي الذين تجمعوا وقوفا تأهباً للمغادرة, وقالو لي بصوت واحد: اوف .. هيك بسرعة… قلت لهم: طبعا… يا هيك الكدعنة والغحولة يا بلى.. لكان مثلكم… هههههه؟
الصورة لابن مسؤول سوري مع غانية
قصة سياسية قصيرة .. اديب الاديب