قصة و حكمة من زياد الصوفي.. 92

القصة:

وحدة من أطرف المفارقات اللي صارت مبارح عالفيس بوك ، صفحة بتخص السيدة الأولى و بتحمل اسمها ينذكر و لا ينعاد، ذكرت على بوست من بوستاتها بعد الشتيمة اللي ما بتناسب قراء هالصفحة: زياد الصوفي يقوم باهانة رموز الدولة..

ركزولي على كلمة رموز الدولة الله يرضى عليكون..

و من عاداتي متل ما الكل صار بيعرف، أنا ما بحب رد على أي بوست بيتهم الثورة بشكل عام و أي بوست بيتهمني إلي بشكل خاص.. لأنو لمجرد الرد عليهون عم نعطيهون شرف ردة الفعل و هنن ما بيستحقوه..

بالعودة لرموز الدولة..

خديلي هالقصة أيها السيدة الأولى عن رمز من رموز دولتك و خبريني رأيك بما انك مهتمة بالصفحات اللي بتتعدى على رموزك..

حكاية اليوم صارت بالنص التاني من تسعينييات القرن الماضي..

سوق الخضرا باللادقية بوحلو و ريحة الجاج المنتوف المختلط بريحة مطر اللادقية، ولعان من الصبح و الناس نازلة تشتري خضرتها و فواكتها و شوية لحمة للاستمتاع بغدا بظل أمن و أمان البلد..

عالدوااءءءءءء يا بطيخ..

عالسكين يا جبسسسسس..

خمس و عشرين صفد البيض..

ما كسر صوت عجقة السوق إلا صوت اتنين شباب بنهاية السوق باتجاه نادي حطين..

شباب من عائلة المغربي، راكضين ورا بعضهون و واحد عم يهدد التاني و يسب عليه من الزنار و نازل…

البياعين تركو أعمالهون و ركضو يشوفو شو عم يصير.. الناس فلتت أكياس الخضرا و قعدت تتفرج شو نهاية هالمشكلة..

محل دهانات بنهاية السوق أبوابو مفتوحة، بيدخلو هالشبين عليه و بيختفو..

رجعت البشر لأعمالها ، و الناس لتسوقها لما شافو أنو مشكلة ولاد ، و ما شي بيشغول بال اللوادقة ليحكو فيه تلات شهور بعدين..

العجقة انكسرت مرة تانية، لما سيارات الشرطة و الأمن بعد بربع ساعة عبت السوق..

و رجال الشرطة و الأمن ركضو لجوا محل الدهانات و طلعو شب من هالشبين جثة ميتة، و التاني طالعوه مكلبش بالكلبشة تحت ذهول كل الجيران بالسوق..

أبو صبحي والد الشب المعتقل، بيطلع برا المحل و بيصرخ: و لا يهمك و لك ابني، أنا بعرف كيف خلصك من هالمصيبة..

اتحول الولد عالنيابة و انحط بالسجن بانتظار محكمتو العادلة..

بهالاثناء أبو صبحي بياخود الطرق السهل..

لازملو محامي، فما انتصح من جيرانو و قرايبينو ليوكل لابنو محامي شاطر، راح حمل حالو و دخل على مكتب الأستاذ المحامي الرمز فواز الأسد..

و ركزولي مرة تانية عالرمز الله يرضى عليكون..

داخل عليك يا استاذ، ابني رح يروح إعدام فيها..

ولك خلص بقا ليش هنت مكبرها، اتركا علي و ما تاكل هم.. بس اسماع يا بو صبحي، القضية بتكلفك خمس ملايين ليرة، روح جبلي ياهن و تعا…

بس يا استاذ، أكيد بيطلع ابني؟؟؟

ولك هنت جحش ولا شو؟؟ ما قلك روح جيبهن للمصرات و تعا…

بالفعل، بيروح أبو صبحي بيلم هالمبلغ و بيحطو على طاولتو للرمز فواز بانتظار محكمة الولد…

يوم المحكمة إجا، و عيلة الميت كلها موجودة بباحة ما يسمى بالقصر العدلي باللادقية، و عيلة القاتل جايين ليشوفو هالخمس ملايين و أبو جميل شو رح يعملو…

محكمممممممة…

سيدي القاضي، حضرات المستشارين.. و لشو ما اتضيعو وقتكن الكريم بهيك قصة.. الولد ما عمل شي و لا قتل حدا..

بس يا سيادة المحامي، في شهود كتير حكيو غير هالحكي اللي اتفضلت فيه..

ولك شو بيفهمن هودي الشهود الجحاش، أبتعرف أنو كلهن حشاشة و كشيشة حمام و المحكمة ما لازم تاخود بشهاداتن..

لا يا استاذ ، في شهود كتير حضرو الحادثة و ما فينا ما ناخود بكلامهن..

هون الرمز فواز، لما حس أنو مناورة الحشاشة و كشيشة الحمام ما رح تنفعو، فقرر التالي:

يا سيادة القاضي كل شهودك كذابين و أنا عندي اعتراف بدي قولو..

ايه اتفضل استاذ..

الولد ما قتلو لهالشب.. أنا اللي قتلتو…

المحكمة سكتت، و القاضي شاب شعرو لهالاعتراف، و أهل الميت ما عاد يعرفو شو بدهون يعملو..

ايه ايه أنا اللي قتلتو.. و ليش متفاجئين يعني.. و بطالب المحكمة بالإفراج فورا عن موكلي و تحويلي إلي القاتل الحقيقي للمحاكمة..

انتهت الحكاية و رجعت كل البشر لبيوتهون، و رجع الرمز ليمارس رمزيتو…

الحكمة:

الدولة و رموزها متل ما بتعتقدي مانها دولة النعيم..

رح تكوني السيدة الأولى أكيد، بس على أبواب الجحيم ..

 

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.