بتمشي بشارع 8 آذار باللادقية، باتضيع من عجقة الأرمات الحاملة أسماء دكاترة مهندسين، و دكاترة أطباء، و دكاترة محامين، لدرجة انك بتعتقد للوهلة الأولى أنو هالشعب تلات أرباعو دكاترة و الربع البقيان عم يحضرو رسالة الدكتوراه..
كلمة دكتور بسوريا الها أكتر من معنى..الطبيب بيقولولو دكتور، و بروفيسور الجامعة بيحكولو دكتور، حتى ميكانيكي السيارات إذا كان شاطر بيعطيلو دكتور..
و البركة بتشيكوسلوفاكيا و الاتحاد السوفياتي و كل الدول المارقة اللي منحو أغلب هالالقاب لفطاحلة و جهابذة البعث.. فلمجرد انتماءك لهالحزب، انت مشروع دكتور مستقبلي حتى لو ما عندك مؤهلات لتكون صبي دكتور..
حكاية اليوم بتشرحلكون كيف البعثي بياخود شهادة الدكتورا، و المشكلة الكبيرة أنو ما بيخجل يقدم نفسو قدام كل الناس اللي بتعرفو عأساس الدكتور فلان..
فلك جميل الأسد اخدت البكالوريا و قررت عالرغم من علاماتها العالية أنو تتنازل و تدرس أدب انكليزي.. كلية الآداب و العلوم و التربية بهديك الأيام كانت بمبنى واحد اسمو كلية التربية، قبل المكرمة الكبيرة لحافظ الأسد بتأسيس جامعة تشرين..
امتحانات الفصل الأول من السنة الأولى و المدرجات عم تغص بالطلاب اللي بيجمعهون قاسم مشترك واحد هوة الخوف من جو الامتحان، و الرهبة من وجود هالبنت معهون بقاعة وحدة..
إلا الطالبة فلك..
بيوصل موكب الرانجات السود المعباية مرافقة و حرس، و بتنزل منها و بتدخل على قاعة الامتحان، و راحة البال و الثقة بالنفس عالية كتير نتيجة إتقانها اللغة الإنكليزية من نعومة أظافرها…
أربع أساتذة عم يراقبو سير العمل الامتحاني، من بينهون استاذ خريج جديد اسمو احمد عيسى من ضيعة صوب القرداحة..
بيبدا الامتحان، و بتدخل ورقة الاجوبة لفلك..
لما بديت تفك الخط و تنقل الأجوبة، حميت براسو لأحمد عيسى، و ركض عليها بدو يسحب ورقتها..
إذا بتمد أيدك بدي كسرلك ياها فهمان ولك جحش؟؟ أبتعرف مين أنا؟؟؟
كبرت براسو أكتر لأحمد عيسى لما ذكرتو بحقيقتو المنسية، و سحبها لهالورقة من أيد فلك..
و الامام و علي الليلة مانك نايم ببيتك يا فدان..
و بتركض لبرا و بتنادي لكل الفدادين اللي ناطرينها.. بيدخلو بالسيارات الرانج روفر لباب قاعة الامتحانات..
هالحيوان هوة اللي سحبلي الورقة جيبوه..
و بيركضو هالفدادين و بيشحطوه قدام كل الطلاب و بينزلو فيه قتل..
السادية المشهورة فيها فلك ما خلتها تشبع من منظرو للعيسى عم ياكول القتلة، بتنزل بنفسها من السيارة و بكعب كندرتا صارت تضربو على وجهو..
و نادتلون للفدادين اللي معها حتى يضبوه بطبون السيارة..
بيطالعوه بالطبون و بيعملو فيه برمة جوا الجامعة بيفرجو كل الطلاب الموجودين شو ممكن يصير باستاذ بيتطاول على بنت الشيخ جميل..
بعد ما خلصت الكزدورة بطبون السيارة ، و الأستاذ ميت من القتل، بيرموه برا السيارة عباب نفس القاعة و ببتوعدلو بالمرة الجاية إذا بيتطاول عليها، نصيبو رح يكون أكبر..
بحكم أنو احمد عيسى من ضيعة قريبة للقرداحة،فحكما بزمن البعث لازم يكون بعيلتو كم ضابط.. فقرر يكبر الموضوع و يوصل هالحكاية لحافظ الأسد و يشكيلو على بنت أخوه..
بتسمع بهالشي فلك و بتخبر أبوها..
بييي : هاد العيسى مكبرها و بدو يوصلها لعمي، و الله ما اشتقت لشيراتون الشام تأقعدلي فيه كم يوم اقامة جبرية..
بيجيبوه للعيسى على مكتب جميل، و الشيخ قاعد عم يتضرع لرب العالمين..
و الله باينتو لسانك طويل يا ابن العيسى.. شو رأيك انقصلك ياه و نريحك منو..
بس يا استاذ جميل…
ولك بس و لا كلمة.. حضرلي حالك نبعتك بعثة تعمول دكتورا و ترجعلنا دكتور قد الدنيا و تريحنا من لسانك.. كيفك فيا ولك عيسى؟؟؟
احمد عيسى نسي القتلة، و الجروح اللي براسو من كعب كندرة الست فلك كانت دواء لكل داء، و البوكسات صارو بلسم لجروحو، و بزاق بنت الأسد اللي نزل على وجهو البعثي المقرف كان بارفان فرنسي..
بيطلع سنتين على انكلترا و بيرجع عميد كلية الآداب لمدة سنتين..
و لحتى ينسي الطلاب البهدلة و القتلة اللي أكلها، كان جبروتو بالكلية ما بينوصف لدرجة الحكي البزيء من تحت الزنار لطالباتو اللي لا حول لهم و لا قوة من الشعب الصابر.. و الشاطر إذا ما بيدفع رشوة مادية و غير مادية و فهمكون كفاية أنو ينجح بمادة النقد اللي كان يعلمها..
الحكمة:
من ورا البقر بيروح عتشيكوسلواكيا..
بيرجع لسانو معووج لما بتسأل معاليه من وين..
قرررررد.. بعثي من لاتاكيا..