قصة و حكمة من زياد الصوفي..8

القصة:

خمس و اربعين يوم و انا قاعد بسجن فرع التحقيق العسكري بالشام بتهمة رشوة ضابط ,لدرجة انو اعتقدت اني بحياتي ما رح اطلع من الزنزانة رقم 12, لحد ما اجا اليوم و حولوني لسجن الشرطة العسكرية بالقابون تلات ايام تانية بانتظار تحويلي للمحكمة العسكرية في حمص..

وصلت حمص بالليل و الدنيا عم تتلج, ما شفت وين أخدوني, اللي سمعتو جوا أنو اسم السجن ” البولوني” اللي ما بيعرف هالسجن رح قلو انو هوة عبارة عن اسطبل للاحصنة و البغال اتشيد ايام الحرب العالمية التانية و كان تابع لكتيبة بولونية مقيمة في حمص.. اسطبل حيوانات تحول في عهد الاسد لسجن عسكري.. اربعة ايام ما بعرف فيهون الليل من النهار, برد بالخارج و شوب فظيع جو الزنزانة و بدون اكل و لا شرب, و سيغارة الحمرا بتكلفك 100 ليرة و تشعيلها 50 ليرة.. يوم اللي طلع اسمي من اجل نقلي الى سجن تدمر, ما صدقت ,انو ايه دخيلكون تدمر تدمر, بس ما تتركوني بهالزريبة هون..

اربع شهور بتدمر العسكري, و فقط للتذكير ما زلت لم اخضع للمحاكمة..

و للتذكير التهمة شو: رشوة ضابط بالجيش للتفييش

اتحولت للمحكمة و اتقابلت مع المحامي و سألتو شو استاذ شو لازم احكي؟؟

ابتسامتو فاجأتني و انا بمصيبة ما بيعرف فيها غير الله و أمي..

قلي المحامي و هوة عم يبتسم: شو تهمتك يا زياد؟؟ قلتلو رشوة..

اتطلع فيني و قلي و ما رح تطلع منها الا برشوة القاضي.. ما تاكول هم اليوم اخلاء سبيل..

الحكمة:

شو ما كانت جريمتك بسوريا الاسد.. فالحل بسيط: حل كيسك…و اتفرج كيف بتصير قائم مقام المحكمة..زياد الصوفي – مفكر حر؟

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.