خمس و اربعين يوم و انا قاعد بسجن فرع التحقيق العسكري بالشام بتهمة رشوة ضابط ,لدرجة انو اعتقدت اني بحياتي ما رح اطلع من الزنزانة رقم 12, لحد ما اجا اليوم و حولوني لسجن الشرطة العسكرية بالقابون تلات ايام تانية بانتظار تحويلي للمحكمة العسكرية في حمص..
وصلت حمص بالليل و الدنيا عم تتلج, ما شفت وين أخدوني, اللي سمعتو جوا أنو اسم السجن ” البولوني” اللي ما بيعرف هالسجن رح قلو انو هوة عبارة عن اسطبل للاحصنة و البغال اتشيد ايام الحرب العالمية التانية و كان تابع لكتيبة بولونية مقيمة في حمص.. اسطبل حيوانات تحول في عهد الاسد لسجن عسكري.. اربعة ايام ما بعرف فيهون الليل من النهار, برد بالخارج و شوب فظيع جو الزنزانة و بدون اكل و لا شرب, و سيغارة الحمرا بتكلفك 100 ليرة و تشعيلها 50 ليرة.. يوم اللي طلع اسمي من اجل نقلي الى سجن تدمر, ما صدقت ,انو ايه دخيلكون تدمر تدمر, بس ما تتركوني بهالزريبة هون..
اربع شهور بتدمر العسكري, و فقط للتذكير ما زلت لم اخضع للمحاكمة..
و للتذكير التهمة شو: رشوة ضابط بالجيش للتفييش
اتحولت للمحكمة و اتقابلت مع المحامي و سألتو شو استاذ شو لازم احكي؟؟
ابتسامتو فاجأتني و انا بمصيبة ما بيعرف فيها غير الله و أمي..
قلي المحامي و هوة عم يبتسم: شو تهمتك يا زياد؟؟ قلتلو رشوة..
اتطلع فيني و قلي و ما رح تطلع منها الا برشوة القاضي.. ما تاكول هم اليوم اخلاء سبيل..
الحكمة:
شو ما كانت جريمتك بسوريا الاسد.. فالحل بسيط: حل كيسك…و اتفرج كيف بتصير قائم مقام المحكمة..زياد الصوفي – مفكر حر؟