أهرب يا ولد ، هارون بالبلد..
عبارة انكتبت بمرحلة معينة على حيطان و شوارع اللادقية، يوم اللي هارون أنور الأسد كبر و دخل بقوة على خط التشبيح باللادقية..
كل أهل اللادقية كرروها لهالجملة لحتى صارت متل شعار أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة..
نردد هالشعارين يوميا، نستعين بالله و ننزل من بيوتنا..
و الحقيقة، أنو ما كان هالشعار مجرد كلام.. بالواقع لما كان ينزل هارون يمشي بالبلد، فأفضل حل انك اتضل قاعد بالبيت لأنو مجرد نزولو من البيت هوة مشروع فعل تشبيحي..
هارون اليوم هوة بطل هالحكاية.. القصة اللي صارت بأوائل التسعينات لما الحكومة و بعد عمر طويل من تسجيل الشعب على سيارات AFTO Mashine، سلمت سيارات مازدا 323 لهالشعب العنيد اللي ضل ناطر يستلم هالسيارات لاكتر من عشر سنين..
نازل من بيتي و مستهدي بالرحمن بطريقي عالقهوة.. بشوف سيارة جاري و صديق عمري المازدا الجديدة اللي كان طاير عقلو أنو استلمها، بشوفها مكسرة مية شقفة..
الأبواب مطعجة.. الطبون مكسور، القزاز عالشبابيك ما عاد موجود..
حشريتي و معلاءي و قلقي عصاحبي خلاني غير وجهتي.. و قررت اطلع لعندو عالبيت لأسألو شو صاير معو..
و الله يا أبو الزوز: بيخبرني الوالد أنو اتصلو فيه من القدموس( شركة نقل بضائع و كان مركزها عند دوار هارون بهديك الأيام) اتصلو بالوالد أنو جاييه طرد من الشام يجي يستلمو..
اخدت هالسيارة و بوجهي لهونيك اليوم الصبح.. المنطقة مزحومة متل ما بتعرف و ما قدرت شوف موقف لسيارتي..
ورا أوتيل هارون، شفت موقف فاضي تحت بناية.. هلأ استغربت أنو كيف ممكن يكون فاضي بين كل هالزحمة، بس ما خطرلي أي شي تاني ..
بجيب هالطرد و راجع لآخود السيارة..
من بعيد بشوف فدان قاعد عالطبون القدماني و ساند ضهرو عالقزاز..
لعمى شو هالحمار هاد!! قلت بقلبي و ركضت لأعملو علقة بتعجبو..
كل ما رجلي كانو عم يقربوني عالسيارة كانت همة القتلة اللي ناويلو ياها عم اتخف، لحد ما وصلت لعند السيارة و اتحول ميولي لقتل هالزلمة لخوف من أني أكول أنا القتلة..
هارون الأسد يا أبو الزوز هوة اللي قاعد عالسيارة..
هودي سيارتك يا جحش؟؟
ايه معلم سيارتي..
و ابتعرف هنت يا بغل أنو هاد بيتي و هاد موقف سيارتي؟؟
لا والله يا معلم ما عندي فكرة و إلا أكيد ما كنت حطيتها هون..
جديدي هالسيارة القرقوعة؟؟
ايه والله يا معلم استلمتها من كم يوم بس..
بينزل يا أبو الزوز من الطبون، و بيصرخ لكلابو المنتشرين: سكرولنا هالطريق..
خلال ثواني كان شارع الجمهورية مسكر من دوار هارون، لمفرق المرور..
هات المفتاح بدي جربا..
الله وكيلك يا أبو الزوز اخد المفتاح و بلش تشحيط بطول و عرض شارع الجمهورية.. لما تضرب السيارة بالرصيف و أسمع صوت التكسير كان ألبي عم يتكسر معها..
خمس دقايق على هالحالة و هارون عم يفحط بهالسيارة و فرامات الأيد ما الها قيمة..
رجعت السيارة و ما كأنها إلا راجعة من رالي..
جوانبها كلها مكسرة من ضربات الرصيف، و الدخنة عم تطلع من المحرك و ريحة الدواليب ما بتنحمل..
لعمى شو هالسيارة هودي!! ميتة أبتسوى..
أنا يا أبو الزوز بس بدي الخلاص من هونيك قلتلو: أكيد يا استاذ هارون بالمقارنة مع سياراتك أكيد ما رح تعجبك..
بتعرف شو.. قديش دافع حقها؟؟
و الله ما عاد أذكر يا استاذ هارون من كتر ما طولت حتى استلمتها..
جربنا المحرك طلع بيخري..هات حتى انجرب الصاج لنشوف إذا بتتحمل ضرب..
الشبيحة يا أبو الزوز صارو يضحكو شكلهون عرفو شو كان ناطر السيارة..
بيعطوه خشبة من هادول اللي بيحطوهون الزعران تحت مقاعد السيارة و بيبلش يا أبو الزوز..
مع كل ضربة عم يكسر فيها هالسيارة كان ألبي عم يبكي من جوا.. شوفة عينك السيارة ما ترك فيها شقفة ما كسرها..
و قلي بالأخير: ولك جحش على شو مشتريها؟؟ لا محرك و لا صاج.. شعب جحش أبيعرف يركب سيارات ( الله يرحم جدو لما كان يزين البغل و ينظر بنت المدرسة)..
خود هالخرقة من هون، و يا ويلك شوفك صافف هالزبالي هون مرة تانيي..
الحكمة:
شهادة السواقة يا بيت الأسد ما رح تنفعكون بس يوصللكون الجيش الحر..
رح يلزملكون شهادة قيادة لحمار و المحظوظ فيكون رح يرجع عالكر ..