قصة و حكمة من زياد الصوفي.. 54

القصة:

من غرائب حزب البعث كان الدوام المدرسي المسائي.. سبت أحد اتنين الدوام صباحي، تلاتا أربعا خميس دوام بعد الضهر…

كنت بصف التاسع و دوامي الصيح.. و بهديك الأثناء حافظ الأسد كان مربي سوريا كلها بحماة و جسر الشغور.. و أخوه رفعت بعز سطوتو..

بسمع البابا والماما قبل ما روح عمدرستي شكري حكيم عم يتوشوشو و ما عم يخلوني أنا و أخواتي نسمع شو عم يحكو..

عطريق مدرستي لازم مر صوب مدرسة الشهداء و فرع الأمن الجنائي و حديقة مشروع الصليبة و أبو الادهم بياع المقانق.. الطريق كلو مكركب و متوتر، و عم بسمع من أول الطريق أصوات بنات عم تبكي، و أهالي عم توصل بناتها عالمدارس مو على العادة..

بتخلص طقوس تحية العلم و حفلة السباب على الإخوان المسلمين و الدعاء للأبد للقائد حافظ الأسد و منطلع متل الغنم عالصفوف المكدسة طلاب..

بذكر يومها أول صف عندي كان صف الفيزياء.. خمس دقايق، عشر دقايق مدام سمر معلمة الكيمياء ما أجيت..

طبيعي نحنا الولاد طار عقلنا أنو خلصنا من أول صف و عقبال الباقي و ما حدا فينا كان بيعرف شو سبب غيابها و شو القصة..

تاني صف اتوضح كلشي..

صف العلوم كان تاني صف.. منسمع من ورا الحيطان مدام سوسن المعلمة عم تصرخ و تبكي، الله لا يوفقكون و لا يفرجيكون يوم حلو..

بتدخل مدام سوسن و دموعها سابقتها..

بتدخل معلمة العلوم بدون حجاب على راسها.. و من خجلها و قلة حيلتها سكرت الباب و قعدت على كرسيتها عم تبكي كل الوقت..

الصف و لا بحياتي شفتو هادي أد يومها، ما في غير صوت دموع مدام سوسن اللي عم توقع على الطاولة اللي قدامها..

و كعادتي و من كتر مو معلاء، بقرب عليها من اخر مقعد و بسألها:

انسة سوسن خير شوفي ليش عم تبكي و ليش ما حاطة الإشارب؟؟

أصدقائي عالفيس بوك اليوم محمد إسماعيل و عبد الحميد سلواية بيتذكرو معي أكيد جوابها..

ذلونا يا زياد ذلونا.. الله لا يوفقهون..

جوابها صدقا بعدو بيرن بداني بعد 22 سنة من الحادثة..

رفعت الأسد فاق الصبح قبل بيوم و قرر منع الحجاب بالأماكن العامة و مؤسسات الدولة تشفيا بالأخوان المسلمين اللي ما ترك منهون حدا إلا أما قتلو أو هجروا أو سجنو..

المدينة عابواب استقبال ألعاب البحر المتوسط، و رفعت و أخوه حافظ بيحصلو عالميدالية الذهبية مناصفة بالندالة و قلة الأخلاق قبل الدورة ما تبدا..

حبيت احكيلكون هالحكاية، حتى ما ننسى يوم اللي أنهانت بناتنا..و لحتى نذكرهون بهالكم بنت اللي طلعو بمنطقة الحريقة بالشام و شعلوها للثورة..

تحية لكل بنات سوريا عموما، و بنات اللادقية اللي شافو المر من عيلة الكلاب السعرانة خصوصا..و بقلهون: شرفكون و عرضكون من شرفنا و عرضنا، و إجا وقت الحساب…

الحكمة:

حافظ شال الإشارب عن راس بناتنا، و نسي أنو الايمان بالقلب مو بتخباية عوراتنا..

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.