قصة و حكمة من زياد الصوفي.. 44

القصة:

الباصات و البولمانات اللي جايبة أهل حلب و الشام و أدلب واقفة صف واحد على طول الكورنيش الجنوبي، و كل زوار اللادقية على الأرصفة اللي عم ياخود صور عالبحر، و اللي عم يشتري درة مشوية و اللي حامل الميلانة الخضرا.. جو ما بيحوي لشي أكتر من أنو يوم هادي و عادي من أيام صيف اللادقية 97…

قاعد على بلكونة رفيقي ببنايات الاسكان المواجهة للكورنيش،عم نشرب قهوة بعد الغذا، و عم راقب أهل حارة العامود اللي عم يمارسو رياضة الأكابر بين جموع زوار باقي المحافظات..

فجأة و بدون مقدمات تلات سيارات ميرسيدس سودا، بيدخلو جوا حواري بنايات الاسكان باتجاه بيت عمار الأسد..

كل فكري أنو هالسيارات بتخصو و جايين جايبين اللحمة أو الخبز الطري للمدام بمهمة أمنية فائقة السرية و هنن عم يستخدمو سيارات الدولة..

تلات سيارات بينزل منها عشر شباب بميز منهون شبيح اسمو حسين ديب بيشتغل مرتزق عند اللي بيدفعلو تمن مهمتو.. عشر شباب حاملين سلاحهون و طالعين على بيتو لعمار( نقيب المهندسين اليوم)..

تلات دقايق كانت كافية لتتحول الحارة من شارع عادي عم يتمشو فيه أهل البلد و عم يتصوروا فيه الزوار لساحة حرب حقيقية..

تلات دقايق كانو كافيين لنشوف العشر شباب اللي طلعو على بيت الباش مهندس، نازلين ركض و حسين ديب حامل بأيدو بنت صغيرة ما بيتجاوز عمرها الخمس سنين..

بالبداية كان صوت بكي هالبنت و صوت الخدامة من بلكونة البيت هوة الصوت الوحيد المرافق لهالمشهد..

ثواني و بيبدا ضرب الرصاص، ليختفي صوت البنت بعجقة هالصوت.. تلاتة من الشوفيرية و حراس عمار صارو يقوصو عالتلات سيارات، و هالشباب العشرة اتمركزو ورا سيارات الحارة و صارو يبادلوهون ضرب الرصاص..الروسيات اشتغلت و المسبات و الكفر المرافق لصوت الرصاص كان معبي الحارة..

أنا و رفيقي صرنا على أرض البلكون عم نتفرج شو عم يصير، و هالناس اللي عالكورنيش المقابل نزلو تحت السيارات تفاديا لشي رصاصة طايشة..

معركة بتستمر دقيقتين و بينسحب هالشباب مع البنت الصغيرة بسياراتهون و بيطيرو على طريق الحرش..

يللي ما بيعرف اللادقية منيح، بنايات الاسكان مسكونة من كل رؤوساء فروع الأمن بالمدينة، و كلشي في ضباط كبار بالدولة..بالاضافة لبيت قائد شرطة اللادقية، و عالرصيف المقابل لهالبنايات بيجي بيت المحافظ مباشرة..كل الكولبات المعباية حرس مسلحين لحماية هالشخصيات انضبو جوا محارسهون مع معلمينون بالبيوت عالأغلب كانو ملهيين بالتحضير لشي نصر الهي من اللي بالي بالكون..

متل كل قصة باللادقية، بتصير الحكاية قدام كل البشر و ما حدا بيعرف اللي صار لتاني يوم..

مين هالبنت و ليش حسين ديب و عصابتو خطفوها؟؟؟

سؤال كل اللوادقة ضلو بانتظار معرفة جوابو لتاني يوم وقت اللي انعرفت كل الحكاية..

عمار الأسد متزوج وحدة من اللادقية من بيت الكاتب، و عندو بنت منها.. بس المدام عالأغلب استحلت شيخ الجبل ( محمد الأسد) و شردت معو بليلة مافيها ضو قمر..

بتهرب مع الشيخ و بتترك بنتها مع الأستاذ عمار.. بس من كتر مو حنونة و قلبها على بنتها، طلبت من شيخ الجبل يجبلا ياها..

و لكبر قلبو للشيخ قال هلق نطلبها عن طريق المحاكم بتاخود الحكاية هديك الحسبة، فخلينا نجيبها عطريقتنا الخاصة.. فاضطر يبعت حسين ديب و عصابتو لتنفيذ المهمة..

يعني يا عيني هالبنت: إذا سألوها بكرة بس تكبر مين البابا: رح تقلهون عمار الأسد، و مين زوج الماما : رح تقلهون شيخ الجبل، طيب و مين الناني يا حلوة: رح تقلهون عمو حسين ديب..

ايه شو هالمشروع شبيحة هيدي؟؟؟

الحكمة:

إذا كنت مضيع ولادك بقضايا شرعية، كلفتها تلفون لعمو حسين و هوة بيحللك كل القضية..

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.