قصة و حكمة من زياد الصوفي.. 33

القصة:

حكاية اليوم صارت بصلنفة صيف 94.. أنا و رفيق العمر طالعين من محل الفيشة و صوت ضحكي واصل للسما أنا و عم قلو يللا وين بدك أتعشينا؟؟ اليوم بدك تدفع شرطك..

ناس عم تتمشى بالسوق و ناس عالبلاكين، و ريحة اللحمة المشوية خلتني اتحمس أكتر بالضحك و بطلب دفع الشرط..

عند أبو سمير اللحام، تلات شباب بيقطعو الطريق و بيمشو باتجاهنا.. بيتركو صبية عشرينية ماشية مع خدامتها و بيجو و بعيونهون الشر..

ثواني قليلة كانت كافية حس ببوكس على وجهي و أسمع صوت كف بينزل على وجه رفيقي..

ما لحقت أسأل شوفي و شو عم يصير، حتى شفت حالي اندفشت عالطريق و إجا راسي تحت دولاب سيارة مرسيدس بيضا محركها مازوت ( صاحبها عم يقرأ هالقصة و بيتذكر)..

الكل واقف عالرصيف و عالبلاكين عم يتفرجو عهالشبين اللي عم ياكلو قتلة و ما حدا حتى فكر يسأل شوفي أو حتى يقرب يخلصنا من هالوحوش..

بعتقد كل أهل اللادقية و أهل حلب اللي كانو هونيك بهالوقت بيتذكرو هالشب اللي قام من تحت السيارة و من حلاوة روحو صار يسب و بدون مقدمات و بأعلى صوتو على حافظ الأسد اللي ترك هيك كلاب فالتة بالشوارع..

البنت و خدامتها عالرصيف التاني عم يصرخولهون لهالكلاب يتركونا، و أنا واقف بنص الشارع عم سب من القهر على حافظ الأسد و سليلتو..

بهاللحظة رجال خمسيني سمين و شعرو أبيض متل التلج بتذكر من بيت عويكة، بيمسكني من أيدي و بيسحبني على مدخل بيتو و بيقلي خليك هون يا ابني، الله يسترك هالليلة..

ثواني تانية و بيرجع واحد من هالكلاب لعندي بيقلي: ما تواخزنا حبيب، المدام قالتلي أنها غلطت بالشكل و كانت معتقدتك واحد تاني ..

بنتو لعلي دوبا و مرتو لقحطان شاليش، غلطت فيني و قالتلهون روحو اضربوه لهالشب و بعد ما اكلت هالبهدلة قررت أنها غلطانة و ما كان لازم آكلها لهالقتلة..

كل الليل و أنا قاعد مع أهلي ناطرين أي لحظة تجي سيارة المخابرات تشيلني و تشلحني بشي سجن للمس بهيبة الدولة عالأغلب، بس الله لطف مرت كل الصيفية و ما حدا سأل..

السؤال هون: معقولة ما كان في ولا عوايني كلب بهاللحظة اللي كنت عم سب فيها؟؟ أو يمكن عالأغلب بهداك الوقت حتى المخبر ما بيتسترجي يكتب بالتقرير المسبات اللي أكلها الخالد..

الحكمة:

إذا بدك تسب على حافظ و على هالخلفة، أوعاك تعملها بالبلد طلاع عصلنفة.. المخبرين فوق سكرانين طارقين شفة، و بيتعاملو مع موضوعك بكل خفة..

 

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.