حكاية اليوم صارت بصلنفة صيف 94.. أنا و رفيق العمر طالعين من محل الفيشة و صوت ضحكي واصل للسما أنا و عم قلو يللا وين بدك أتعشينا؟؟ اليوم بدك تدفع شرطك..
ناس عم تتمشى بالسوق و ناس عالبلاكين، و ريحة اللحمة المشوية خلتني اتحمس أكتر بالضحك و بطلب دفع الشرط..
عند أبو سمير اللحام، تلات شباب بيقطعو الطريق و بيمشو باتجاهنا.. بيتركو صبية عشرينية ماشية مع خدامتها و بيجو و بعيونهون الشر..
ثواني قليلة كانت كافية حس ببوكس على وجهي و أسمع صوت كف بينزل على وجه رفيقي..
ما لحقت أسأل شوفي و شو عم يصير، حتى شفت حالي اندفشت عالطريق و إجا راسي تحت دولاب سيارة مرسيدس بيضا محركها مازوت ( صاحبها عم يقرأ هالقصة و بيتذكر)..
الكل واقف عالرصيف و عالبلاكين عم يتفرجو عهالشبين اللي عم ياكلو قتلة و ما حدا حتى فكر يسأل شوفي أو حتى يقرب يخلصنا من هالوحوش..
بعتقد كل أهل اللادقية و أهل حلب اللي كانو هونيك بهالوقت بيتذكرو هالشب اللي قام من تحت السيارة و من حلاوة روحو صار يسب و بدون مقدمات و بأعلى صوتو على حافظ الأسد اللي ترك هيك كلاب فالتة بالشوارع..
البنت و خدامتها عالرصيف التاني عم يصرخولهون لهالكلاب يتركونا، و أنا واقف بنص الشارع عم سب من القهر على حافظ الأسد و سليلتو..
بهاللحظة رجال خمسيني سمين و شعرو أبيض متل التلج بتذكر من بيت عويكة، بيمسكني من أيدي و بيسحبني على مدخل بيتو و بيقلي خليك هون يا ابني، الله يسترك هالليلة..
ثواني تانية و بيرجع واحد من هالكلاب لعندي بيقلي: ما تواخزنا حبيب، المدام قالتلي أنها غلطت بالشكل و كانت معتقدتك واحد تاني ..
بنتو لعلي دوبا و مرتو لقحطان شاليش، غلطت فيني و قالتلهون روحو اضربوه لهالشب و بعد ما اكلت هالبهدلة قررت أنها غلطانة و ما كان لازم آكلها لهالقتلة..
كل الليل و أنا قاعد مع أهلي ناطرين أي لحظة تجي سيارة المخابرات تشيلني و تشلحني بشي سجن للمس بهيبة الدولة عالأغلب، بس الله لطف مرت كل الصيفية و ما حدا سأل..
السؤال هون: معقولة ما كان في ولا عوايني كلب بهاللحظة اللي كنت عم سب فيها؟؟ أو يمكن عالأغلب بهداك الوقت حتى المخبر ما بيتسترجي يكتب بالتقرير المسبات اللي أكلها الخالد..
الحكمة:
إذا بدك تسب على حافظ و على هالخلفة، أوعاك تعملها بالبلد طلاع عصلنفة.. المخبرين فوق سكرانين طارقين شفة، و بيتعاملو مع موضوعك بكل خفة..