قصة و حكمة من زياد الصوفي.. 2-8

الجزء الثاني..الحلقة ( 8 ) :

القصة:

بالوقت اللي كان الشعب السوري عم يبحث عن لقمة العيش الكريمة داخل البلد و خارجها, كانوا ولاد الاسد و حاشيتهون من الانتهازيين و قليلين الأخلاق عم يجمعو ثرواتهون عحساب هالشعب الصابر..

ما تركو مصدر رزق بالبد الا و سيطرو عليه, و الحديث عن استغلال بيت الاسد لمصادر الثروة بهالبلد ما بتخلص, و بتدخل بنفس الوقت باثبات ما هو مثبت بالاساس.. بس مع هالشي لازم و واجب عالكل فضح أي عملية قنص من قبل هالعيلة لأحد مصادر الثروة و تعريتهون..

الحديث عن سرقة النفط السوري صار ممل و متكرر و الكل بيعرف وين راح البترودولار و على أي جيبة دخل..

و الحديث عن سرقة الأثار و تهريبها, متل الحديث عن السيطرة عالحدود و استغلالها لتهريب مسروقاتهون و تدخيل مفاسدهون, صار حديث مبتذل و بيدخل بتصنيف المكرر..

حتى رمل الشواطئ كان جميل الاسد و ولادو يسرقوه و يبيعوه لأوتيلات قبرص و اليونان عبر بواخر مخصصة لهالموضوع..

قصتنا اليوم عن استغلال المرافئ و المطارات و تسخيرها لتسيير مصالح بيت الاسد المعفنة..

قصة اليوم عن القبطان كريم من اللادقية, هالقبطان اللي درس بمصر العلوم البحرية و صار قبطان باخرة..

سنة 98 كان عم يشتغل شيف أوفيسر خارج سوريا, و ما كان يصرلو يجي عاللادقية الا كل سنتين مرة.. بآخر نزلة الو اتعرف على قبطانين من البلد و اللي بيقودوا بواخر “ميسلون و بيركليتوس” و المملوكين لمحمد الأسد شيخ الجبل..

أقنعوه يشتغل معهون و يسلموه باخرة من البواخر, و قالولو أنو سفراتنا قصيرة و باتضلك رايح راجع عالبلد و بلالك كل هالمرمطة بهالبحر..

الباخرة ( بيركليتوس ) و اللي كان اسمها سابقا ” طرطوس 1 ” كانت واقفة على أحد أرصفة المينا باللادقية بانتظار التحميل و السفر.. كل يوم ينزل الكابتن كريم عالباخرة ليشوف ادا الباخرة اتحملت و صارت جاهزة للسفر, و كل يوم يشوفها واقفة متل ما هيّة و لا في أي شغل تحميل عليها..

شهر كامل انتظر على هالحالة, لحد ما ضاق خلقو و اتصل فيهون و خبرهون أنو ما عاد قادر ينتظر و اشتكالهون من بطء الشغل..

بيخبروه لسّا البضاعة اللي بدنا انحمّلها ما وصلت, و عالأغلب بين اليوم و بكرة بتجي و منبدا تحميل..

لما سألهون القبطان كريم عن البضاعة, قالولو : دخان..

مجرد سمعهون هيك عم يحكو, رفض الموضوع فورا و قلهون انو لا بحياتو اشتغل بالتهريب و لا رح يشتغلها هلأ..

بيرجعو لعندو بالليل و بيخبروه أنو الباخرة محجوزة و بدهون يطالعوها من المرفأ تهريب.. و بديو يخوفوه بذكر اسم شيخ الجبل بين كل كلمة و التانية..

تاني نهار كان أول يوم لعيد الأضحى, بيروح عالمرفأ لياخود أغراضو من الباخرة و يسحب حالو من هالقصة كلها , بس المفاجأة كانت انو الباخرة مو موجودة عالرصيف, و كأنها فص ملح و داب..

ثواني و أمن الموانئ كان ماسك بالقبطان, و آخدو عالمفرزة ليقابل العميد عز الدين..

اتهموا فورا بتهريب الباخرة بالليل , و وعدوا للقبطان أنو يحيلو للأمن بحجة تسهيل خروج الباخرة من المرفأ و بدون اذن..

بتعرف يا قبطان كريم, و الله شيخ الجبل تيجعل الله ما خلقك.. هنت لكت تسرقلو الباخرة؟؟

اربع ايام العيد و القبطان محجوز بالمفرزة لحد ما حدا من اصدقاءو البحريين بيخبر أهلو أنو الباخرة اتوقفت بقبرص و هية محملة دخان و مخدرات و بيبعتلهون الجريدة القبرصية اللي كاتبة عن هالحادثة..

بيوصل الموضوع لشيخ الجبل أنو باخرتو اتصادرت بقبرص مع البضاعة, و متل العادة لحتى يشيل أيدو من الموضوع , بيشلح الموضوع بضهر القبطان كريم اللي سهّل خروجها لهونيك , و بيخليه للعميد عز الدين يذكر بالتقرير أنو أثناء هروب الباخرة خرجت دورية خفر سواحل و أطلقو النار عليها بس ما قدرو يوقفوها..

تلات شهور و القبطان محجوز بالأمن ، و من عباب سجن المخابرات و هوّة طالع، حلف يمين انّو بحياتو ما يرجع عسوريا طوال ما بيت الاسد و شراشيحون موجودين..

الحكمة:

طفشتو من البلد الدكتور و المهندس و القبطان .

و ضل أبن الاسد بالشوارع، متل الجحش الفلتان..

 

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.