القصة:
بالوقت اللي كان الشعب السوري عم يبحث عن لقمة العيش الكريمة داخل البلد و خارجها, كانوا ولاد الاسد و حاشيتهون من الانتهازيين و قليلين الأخلاق عم يجمعو ثرواتهون عحساب هالشعب الصابر..
ما تركو مصدر رزق بالبد الا و سيطرو عليه, و الحديث عن استغلال بيت الاسد لمصادر الثروة بهالبلد ما بتخلص, و بتدخل بنفس الوقت باثبات ما هو مثبت بالاساس.. بس مع هالشي لازم و واجب عالكل فضح أي عملية قنص من قبل هالعيلة لأحد مصادر الثروة و تعريتهون..
الحديث عن سرقة النفط السوري صار ممل و متكرر و الكل بيعرف وين راح البترودولار و على أي جيبة دخل..
و الحديث عن سرقة الأثار و تهريبها, متل الحديث عن السيطرة عالحدود و استغلالها لتهريب مسروقاتهون و تدخيل مفاسدهون, صار حديث مبتذل و بيدخل بتصنيف المكرر..
حتى رمل الشواطئ كان جميل الاسد و ولادو يسرقوه و يبيعوه لأوتيلات قبرص و اليونان عبر بواخر مخصصة لهالموضوع..
قصتنا اليوم عن استغلال المرافئ و المطارات و تسخيرها لتسيير مصالح بيت الاسد المعفنة..
قصة اليوم عن القبطان كريم من اللادقية, هالقبطان اللي درس بمصر العلوم البحرية و صار قبطان باخرة..
سنة 98 كان عم يشتغل شيف أوفيسر خارج سوريا, و ما كان يصرلو يجي عاللادقية الا كل سنتين مرة.. بآخر نزلة الو اتعرف على قبطانين من البلد و اللي بيقودوا بواخر “ميسلون و بيركليتوس” و المملوكين لمحمد الأسد شيخ الجبل..
أقنعوه يشتغل معهون و يسلموه باخرة من البواخر, و قالولو أنو سفراتنا قصيرة و باتضلك رايح راجع عالبلد و بلالك كل هالمرمطة بهالبحر..
الباخرة ( بيركليتوس ) و اللي كان اسمها سابقا ” طرطوس 1 ” كانت واقفة على أحد أرصفة المينا باللادقية بانتظار التحميل و السفر.. كل يوم ينزل الكابتن كريم عالباخرة ليشوف ادا الباخرة اتحملت و صارت جاهزة للسفر, و كل يوم يشوفها واقفة متل ما هيّة و لا في أي شغل تحميل عليها..
شهر كامل انتظر على هالحالة, لحد ما ضاق خلقو و اتصل فيهون و خبرهون أنو ما عاد قادر ينتظر و اشتكالهون من بطء الشغل..
بيخبروه لسّا البضاعة اللي بدنا انحمّلها ما وصلت, و عالأغلب بين اليوم و بكرة بتجي و منبدا تحميل..
لما سألهون القبطان كريم عن البضاعة, قالولو : دخان..
مجرد سمعهون هيك عم يحكو, رفض الموضوع فورا و قلهون انو لا بحياتو اشتغل بالتهريب و لا رح يشتغلها هلأ..
بيرجعو لعندو بالليل و بيخبروه أنو الباخرة محجوزة و بدهون يطالعوها من المرفأ تهريب.. و بديو يخوفوه بذكر اسم شيخ الجبل بين كل كلمة و التانية..
تاني نهار كان أول يوم لعيد الأضحى, بيروح عالمرفأ لياخود أغراضو من الباخرة و يسحب حالو من هالقصة كلها , بس المفاجأة كانت انو الباخرة مو موجودة عالرصيف, و كأنها فص ملح و داب..
ثواني و أمن الموانئ كان ماسك بالقبطان, و آخدو عالمفرزة ليقابل العميد عز الدين..
اتهموا فورا بتهريب الباخرة بالليل , و وعدوا للقبطان أنو يحيلو للأمن بحجة تسهيل خروج الباخرة من المرفأ و بدون اذن..
بتعرف يا قبطان كريم, و الله شيخ الجبل تيجعل الله ما خلقك.. هنت لكت تسرقلو الباخرة؟؟
اربع ايام العيد و القبطان محجوز بالمفرزة لحد ما حدا من اصدقاءو البحريين بيخبر أهلو أنو الباخرة اتوقفت بقبرص و هية محملة دخان و مخدرات و بيبعتلهون الجريدة القبرصية اللي كاتبة عن هالحادثة..
بيوصل الموضوع لشيخ الجبل أنو باخرتو اتصادرت بقبرص مع البضاعة, و متل العادة لحتى يشيل أيدو من الموضوع , بيشلح الموضوع بضهر القبطان كريم اللي سهّل خروجها لهونيك , و بيخليه للعميد عز الدين يذكر بالتقرير أنو أثناء هروب الباخرة خرجت دورية خفر سواحل و أطلقو النار عليها بس ما قدرو يوقفوها..
تلات شهور و القبطان محجوز بالأمن ، و من عباب سجن المخابرات و هوّة طالع، حلف يمين انّو بحياتو ما يرجع عسوريا طوال ما بيت الاسد و شراشيحون موجودين..
الحكمة:
طفشتو من البلد الدكتور و المهندس و القبطان .
و ضل أبن الاسد بالشوارع، متل الجحش الفلتان..