قصة و حكمة من زياد الصوفي.. 2-6

الجزء الثاني..الحلقة ( 6 ) :

القصة:

ببداية الثورة و بعد ما أشعل ولاد درعا الشرارة الأولى, كلياتنا منتدكر الاجتماعات الشكلية اللي عقدها بشار مع ابناء المدن و المحافظات, و كل المواضيع اللي انبحثت فيها و التفاصيل اللي اتسربت من الحضور..

بيجوز أخطر شي اتسرب من هديك المحادثات, الحجّة اللي عطاها بشار لوفد درعا برئاسة الشيخ الصياصنة , و اللي بيقول انو بشار اتراجع عن معاقبة عاطف نجيب نتيجة ضغط خالتو ام عاطف على انيسة بهالخصوص.. و انو شخصيا ما بيقدر يزعل خالتو منشان هيك قصة..

انا شخصيا ما استغربت هالحديث , نتيجة معرفتي البسيطة بكيفية ادارة ما يسمى الدولة لمدة أربعين سنة..

مافيا عائلية بيحكمو بالمصالح , و الكل شايل مصايب عالكل , و الكل ناطر الكل على غلطة ليخفف من صلاحياتو, و كل هالشي عحساب هالشعب العنيد..

و معرفتي بهالحقيقة اللي ما بعتقد في سوري ما بيعرفها , استندت فيها على كتير معطيات و قصص اسمعنا فيها عن كيفية ادارة هالمزرعة..

ام اسامة مانها الوحيدة بمجلس ادارة المزرعة, بس يمكن وحدة من الأقوى على طاولة الأعضاء..

ما في كتير ناس بتعرف هالست الجاهلة اللي بالكاد بتعرف تقرا و تكتب, و عالأغلب ما كتار اللي سمعانين عن قصصها..

ام اسامة هية ببساطة الصديقة الصدوقة لأنيسة مخلوف, و زوجة علي زيود محافظ ريف دمشق لعقود طويلة..

بأحد السهرات الخاصة و اللي كان حضرانها بشار الاسد مع زوجتو , بيقترب منو المهندس عمار الموجود بنفس السهرة و بيطلب منو تسهيل المعاملة ببناء مصنع بالقطيفة.. و قعد يوضحلو للرئيس الشاب حجم المعوقات اللي عم يواجهها من محافظ الريف ..

بيشيل ورقة من جيبتو بشار و بيكتب عليها كلمتين : تسهيل أمور..

بينزل المهندس عالمحافظة تاني نهار و بيقابل المحافظ اللي بكل بساطة بيدير وحدة من أهم المحافظات بسوريا.. و نتيجة علم المحافظ انو هالمهندس جايب توصية من بشار, بيقبل استقبالو و بيوعدو يحل هالموضوع خلال يومين..

علي زيود و نتيجة خبرتو الطويلة بهالمزرعة, عندو القدرة الكافية لتقدير مين الشخص المهم اللي بامكانو يتابع مع بشار بحال عرقلة المعاملات و مقابلة الرئيس مرة تانية , و مين الشخص اللي بالصدفة لاقى الرئيس و أخد هالمكرمة من فخامتو و ما عندو القدرة يشوفو مرة تانية..

هالموهبة خانتو هالمرة للمحافظ..

يومين بيمرّوا , و بيرجع المهندس لياخود معاملتو موقعة من المحافظ , فبيتفاجأ بطلب علي زيود لمبلغ 10 مليون تمن التوقيع و التسهيل..

بيطلب المهندس مهلة يومين بحجة تأمين المبلغ و بيوصل لعند بشار ليخبرو بشكل غير مباشر أنو خروق و ما حدا بهالدولة سامع كلمتو.. و قصاصات الاوراق اللي بيوقعها بمكارمو ما بتسوى قيمة الورق اللي انكتبت عليها..

ما كتير بيعجبو هالحكي للملهم بشار, و بيأمر بازاحة علي زيود من منصبو و احالتو عالمحكمة الاقتصادية بتهمة الفساد..

اجا دور ام اسامة مرة تانية هون..

بتتصل بخليلتها أنيسة و بتشكيلها على ابنها بشار أنو ابنها بدّو يخرب بيت زوجها علي..

و متل العادة بهيك أنظمة, العرّاب بيخضع لحكم والدتو النهائي و اللي قررت و أمرت ابنها انو يعزل علي زيود من منصبو و تعيينو مستشار لبشار مدري لأي شؤون , مع عدم احالتو للمحاكم الاقتصادية , و عدم المساس بالثروة اللي عملها خلال سنين حكم مزرعة ريف دمشق..

أم اسامة و زوجها بيملكو بسوريا فقط من خلال هالمحافظة و من خلال شراكتهون لمندر الاسد بأعمال التهريب و التشبيح ما يزيد عن 600 عقار مسجل باسمهون , و رصيد بيتجاوز ال 200 مليون دولار..

الحكمة:

قربت نقول : بحفض الصرامي مع السلامة..

لكل القوادات، أنيسة و أم عاطف و أم أسامة ..

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.