القصة:
بكل مدينة بسوريا , في حارة أو اكتر بيشكلو مصدر ازعاج لنظام الاسد .. حارات بيعتبرها النظام قنابل موقوتة بتنفجر بأي لحظة , لهالسبب و لغيرو، حاول النظام يخترق هالحواري بشوية انتهازيين و مخبرين و مروجين للحشيش , لحتى يضل مسيطر على قرارها و ردات فعلها..
حارة الصليبة باللادقية مانها الحارة الوحيدة باللادقية اللي مشكلة عقدة عند النظام , في حواري متلها كتير, بس الصليبة تحديداً نتيجة تركيبتها السكانية و لرجولة شبابها الزايدة عن العادة ، الشباب اللي أثبتو بكل محنة مرّت بهالبلد أنهون حاضرين بردات فعلهون , و اللي عالأغلب بتكون مبنية عالعواطف و بدون حساب لأي تداعيات..
حكاية اليوم رح اتفش خلقنا شوي..
بنص التسعينات و أثناء خروج الطلاب من مدارسهون , شباب من هالحارة الصامدة واقفين عند مفرق العلبي , ناطرين صرفة بنات مدرسة ماهر درويش أحمد..
و عند طلعة الصبايا من المدارس , بيسمعو هالشباب صوت صراخ غير عادي جاية من نزلة حلويات الهنا ( نزلة بناية البطة ) ..
بيتركو عشقهون و غرامهون , و بيركضو على مصدر الصراخ..
سيارة أيهم الاسد الرانج الروفر واقفة بنص الطريق, و معها سيارة مرافقة ميرسيدس مليانة شبيحة..
و بالصورة نفسها ، شب من بيت التبسة, راكب على موتور هارلي , قاطع الطريق و عم يصرخ و يهدد الأيهم انو ينزل من سيارتو..
ليش هيك عمل ابن التبسة, كل ولاد الحارة صارو يسألو؟؟؟
وصل الجواب فورا , أنو ايهم قبل بكم يوم, مسلبط على موتور لواحد من اصحاب ابن التبسة و ما مرجعلو هوة..
بدل ما ينزل أيهم من السيارة , و على عادة الجبن بهيك حالات, بيأمر مرافقتو هنن اللي ينزلو و يربوه لهالولد اللي اتطاول على أسيادو..
باللحظة اللي بينزلو المرافقة من سياراتهون, بيفتح جاكيتو ابن التبسة و بيظهرلو لأيهم حزام ناسف لافف فيه جسمو..
أهل الحارة واقفين عم يشوفو هالابضاي شو عم يعمل, و ناطرين بأي لحظة يفجر التبسة حالو بالاسد و بكلابو..
رجّع كلابك عالسيارة و انزل انت يا جبان , احسن ما فجر حالي بالكل..
لما بيشوف هالمنظر أيهم و بيسمع تهديدو للشب, بيصرخ بكلابو يرجعو عالسيارة و بينزل هوّة..
بيمسك فيه التبسة و بيلعن أمو على أبوه من القتل, كف ياخدو و لبطة اتجيبو , و كل ما حاول حدا من الشبيحة يقرب ليخلص معلمهون, كان التبسة يمسك بالصاعق و يهدد بالتفجير..
ربع ساعة كاملة و الأيهم عم ياكول قتل, و أهل الحارة عم يتفرجو و يشمتو , و الشبيحة عم يشوفو معلمهون ابن عم ربهون عم ياكول القتلة و ما قادرين يعملو شي..
بيركب بموتورو التبسة و بيترك اللأيهم عالارض عم يدمي, و بيطلع بالموتور بيترك الحارة..
بيترك الأيهم الحارة مع صراخو و وعيدو بالانتقام من أهاليها , و بيغيبو ساعة و بترجع الدولة بكل أفرعها عالحارة.. بيوصلو عقهوة الشريتح , بيمسكو شب من بيت الدعبول و بيصيرو يضربوه ليدلهون عابن التبسة , بس هالشي ما صار..
بيروحو عند أبوه اللي بيصلح موتورات و المفاجأة لما بيسألوه عن ابنو بيقلهون : ما شفتو من تلات سنين و عالأغلب هوّة ببيروت..
الحارة ضليت يومها مليانة بالامن و الشبيحة بانتظار رجعتو لهالابضاي, بس ما قدرو يوصلو لشي..
تلات ايام بعد هالقصة, كان التبسة بشارع بورسعيد عم يكزدر بالهارلي شي ربع ساعة و بعدين اختفى و ما عاد اسمعنا عنّو شي..
بالمناسبة : الحزام الناسف كان شوية ديناميت لصيد السمك مو اكتر من هيك ، بس الشبيحة و بيت الاسد ما في أجبن منهون لمّا بيوقعو بهيك مواقف..
الحكمة:
عملتا تحتك يا عين أمّك من كم أصبع صيد سمك..
اتحفّض منيح المرة الجاية، الحر رح يجي يفسخلك هالحنك..