قصة و حكمة من زياد الصوفي.. 142

القصة:

ذكرتني تفجيرات بوسطن مبارح بالتهديدات اللي أطلقها مفتي نظام الارهاب الاول بالعالم احمد حسون، أو متل ما بيحبو يلقبوه أهالي حلب ” الصنصون “..

وقف بين كل الناس و على شاشات الكاميرا و قال بأعلى صوتو بعد ما كان المعلم محي أوروبا بأنو رح يبعت مجاهدينو و يفجرو بكل مكان بيتآمر على سوريا..

الغاية من هيك تصريح مو بس للبعبعة الاعلامية، النظام أخبث من هيك بكتير، من وجهة نظري أنو النظام عم يقول للمجتمع الدولي : شوفو هاد رأس دار الافتاء السنّي في سوريا و الموصوف بالاعتدال و هيك عم يحكي، بقا شو ناطرين من اللي جايين..

حكاية اليوم عن صنصون أفندي..

بأواخر التمانينات و قبل حلول سنة التسعين، و في منطقة الفرقان بحلب و ببيت احدى عائلات العطار، سيدة فاضلة فقدت زوجها و ابنها ببداية التمانينات، بعد المجازر اللي صارت بهالمدينة الصابرة، و ابنها التاني اللي هرب على ألمانيا قبل ما اتطالو يد الغدر الاسدي هونيك…

هرب عماد عن طريق تركيا و انقطت اخبارو عالأخير ، و أقيم الو جنازة بدون جثة و اتصلّى عليه صلاة الغائب..

و بليلة كانونية من ليالي حلب، و أثناء تحضير ام عماد نفسها لتدخل تنام، بينطرق عليها الباب على غير العادة و بينطرق قلبها معو مية طرقة بعد ما مر بهالثواني كل المشاهد السودا اللي شافتهون من عشر سنين…

مين؟؟؟؟

افتحي يامو أنا عماد…

و بين الدموع و الخوف، بين الحلم و اليقظة ، بين كم الاسئلة اللي خطرت بثانية وحدة على راسها، اجت أم عماد لتوقع من هول المفاجأة…

ايه يامو أنا عماد و جاية شوفك اشتقتلك أد الدنيا…

حكالها عماد كيف أخد شحن تهريب جاية من تركيا و رتّب معو يدخل على حلب مقابل مبلغ من المال، و خصوصي أنو بسجلات الدولة بيظهر أنو متوفي بأالمانيا من عشر سنوات…

بين القصص و حكاية الهروب الاولى، و بين كل حكايا الام الصابرة و كيف اتحملت غيابو وصبرت على خبر موتو و موت ابوه و اخوه، غلب النعاس الام ، و حلحل التعب على عماد بعد سفرة طويلة…

قوم يامو نام يرضى عليك، و بكرة الصبح اذا الله راد بتحكيلي و بتكفيلي قصتك..

باس ايد الحجة و طلب دعاءها و دخل على تختو..

ساعات الليل مروا على عماد بدون اي حلم، فمجرد شوفتو لأمو كانت اكبر حلم و اتحقق…

بيقوم الصبح على اصوات طرطقة البياعين بالفرقان، بيدوّر على أمو ليصبح عليها و يبوس ايدها..

وينك يامو؟؟

بس الام مو موجودة بالبيت..

بيدور عليها بكل الغرف و بيطلع عالفراندات بركي عم تشرب قهوتها متل العادة ، بس كمان مختفية..

بيلعب الفار بعبوّ لعماد ، و بيقرر ياخود شنتو الصغيرة و يوقف أول تاكسي و بوجهو على باب الهوى ليهرب برا سوريا…

سبع ساعات لوصل على عنتاب، بيمسك هالتلفون و بيرن للأم يتطمن عليها و يشوف وين كانت مختفية،.

بيطلعع صوت والدتو على الخط التاني:

شلون بتروح وما بتخبرني ولك ابني … قلبي اتقطع عليك … أنا رحت أجيب خبز طازه وفول وكن ناوية أعملك مامونية على الفطور …ومرّيت بعدها على الشيخ أحمد حسون منشان أبشرو برجعتك … الله يجزيه الخير، الله استجاب دعاؤو كان دائماً يسألني عليك ويدعيلي اجتمع فيك … بس بتعرف الحمد لله انك رحت الحمد لله لك ابني ، لما رجعت من عند الشيخ الله يحفظه شفت المخابرات محاوطين البناية ومداهمين البيت الله، لا يوفقن من وين عرفوا ،العمى يضربهم بيعرفوا كلشي ..

الحكمة:

ببلد فيها رجال الدين بيتعيّنوا بأفرع المخابرات ..

ما بستغرب اذا حاضرونا بالشرف شويّة عاهرات..

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.