قصة و حكمة من زياد الصوفي.. 138

القصة :

من اكبر الكذبات اللي حاول النظام يروجها بالاربعين سنة الماضية، كذبة الجيش العربي السوري…

قدّمو باربع عقود عاساس حامي الديار و الاوطان، و عاساس مصدر الفخر و الفخار للشعب السوري..

بس اذا بترجع لتاريخ هالجيش من لحظة تأسيسو بعد انقلاب حافظ الاسد، و تحويلو لمؤسسة أمنية بتخص حماية عيلة الاسد و حماية اسرائيل…

برجعة بالتاريخ منشوف: حرب تدمير المقاومة الفلسطينية بلنان، حرب تهجير المسيحيين من لبنان،مجازو تل الزعتر و حماة و حلب و جسر الشغور، الددخول المهين بحرب الخليج لجانب الجيش “الامبريالي”، و الامثلة اكتر و اكتر …

حماة الديار متل ما بيحبو قليلين الاخلاق يسموّه ، حكاية عاشها كل مواطن سوري بتفاصيلها… سنتين و نص عشناها لهالتجربة و منعرف من تفاصيلها اللي بتعجز كل كتب العالم عن وصفها…

حكاية اليوم عن هالجيش…

او متل ما منحب نوصفو: جيش ابو كروش او جيش ابو شحاطة…

بيروت ١٩٩٠…

بعد دخول الجيش السوري لبيروت و الضاحية، كان العميد هاشم معلا قائد الفوج ٤١ قوات خاصة مستلم زمام الامور…

من المعروف عن هالعميد متل ما حكينا بكتير قصص كان الو دور فيها، صفة السرقة اللي بيمتاز فيها اغلب حماة الديار..

معلا لحالو كان عندو فيلا بصوفر و تانية بعالية و تالتة بضهور الشوير و رابعة بالرملة البيضا… كل دخول للجيش على اي مدينة او ضيعة كان بمثابة مغارة علي بابا بالنسبة لهالعميد…

يبعت عساكرو بالسيارات العسكرية ليشيل حتى بلاط القصور و الفلل و يبعتهون على اللادقية عبر الطريق العسكري…

قائد الفوج ٤١ قوات خاصة و اللي مركزها بوقت السلم بحرستا، كان يناوب اربع ايام ببيروت و تلاتة بالشام، و باغلب الاحيان يضل ببيروت ليراقب عن كثب عمليات النهب المنظم اللي كان بيرأسو..

شخصية عسكرية عالطريقة الاسدية، مزاجي و عصبي لابعد الحدود، لدرجة آنو أجبر ولادو الاربعة فراس و مصعب و غيداء و ردينة عتعلم السباحة ليشوف فيهون واحد بيشبه الباسل ببطولة الفروسية…

بيجمع قادة الفوج و بيعطي الخطاب الحماسي للمعركة اللي اتسمّت لاحقا معركة طرد ميشيل عون…

بدنا كذا من اختو لميشيل عون، أبدي منكن انتو ابطال الاسد اتوفرو واحد من هالمسيحية الكلاب، و بدي تجيبولي عون عايش لحتّى اصلبو و لحقو بمسيحو…

مع التهليلات لعناصر ابو شحاطة انطلقت المعركة…

معركة بعبدة كانت فرصة لهاشم معلا و للضباط اللي معو للنهب و للسرقة، فالكل بالاضافة لسلاحو كان حامل مفك و بانسة لامور الخلع و السلب..

و بأثناء التقدم بمنطقة عالية اللي باتطل على حي الجمهور ببيروت الشرقية، حقول ألغام كانت كشفت عنها فرق الهندسة و خبرت قيادة الفوج فيها، بس الطمع و الجشع لقائد هالفوج بالوصول لبعبدة قبل باقي الافواج و الحصول عالغنائم، خلاه يعطي الاوامر للعساكر باكتساح حقل الالغام باجسامهون …

٢٠٠٠ عسكري من حماة الديار كانو عالارض مرميين و الالف الباقية منتشرين بالحقول هربا من مدفعية الجيش السوري اللي صارت ترمي عليهون بالغلط و تحت أوامر سابقة لهاشم معلا بتفجير حقول الالغام…

حماة الديار بعدهون بعالية و خسارتهون اتجاوزت ٣٠٠٠ عسكري، و الهدف شو؟؟؟ لا تحرير الجولان و لا استرداد القدس، الهدف بس الوصول أولاً و تحصيل الغنائم…

نص ساعة الطيران السوري عم يحوم فوق المكان بدون تقديم اي مساعدة، و كلشي عملو هاشم معلا كان الاتصال بعلي حيدر و السب على قائد المدفعية اللي عم تضرب على جنودو لتبريء نفسو..

وصل الخبر لعون أنو القرار بازاحتو من القصر طلع، و المعركة اللي شغلوه فيها مع جعجع خلصت و اجا الوقت لتهرب ، و الطريق عالسفارة الفرنسية نحنا منفتحلك ياه و منوصلك لهونيك…

دخل حماة الديار على بيروت الشرقية…

اسبوع كامل من النهب الممنهج، سيارات الزيل العسكرية ما عاد تلحق نقل عفش و سيارات و رخام البيوت و ايقونات و أجراس الكنايس..

قاوم جعجع كم يوم و استسلمو جماعتو بعد ما تم اسر ٥٠ مقاتل مسيحي و من بيناتهون

١٤ مسيحي سوري كانو عم يقاتلو ليدافعو عن مناطقهون من البربر العربي السوري…

بيجيبو الاسرى لعند ابو فراس معلا و بيقولولو: سيدي هاودي الاسرى اللي كانو ما يحاربو مع هاللوطي موشيل عون شو منعمل فيهن؟؟

بساحة بعبدا و قدام حماة الديار قال ابو فراس كلمتو الشهيرة:

بكرة بيبكي بابا روما شوي قدام سيادة الرئيس بيقوم بيطلعهن بمرسوم و بيصيرو يقاتلونا مرة تانية، صفوهن عالحيط…

٥٠ شب مسيحي ، تهمتهون انو كانو عم يدافعو عن مناطقهون ،بيتصفّو بلمحة البصر و بيندفنو بحديقة كنيسة موجودة صوب قصر بعبدا.

بيرجع العميد معلا عالشام بانتصار وهمي، و بغنائم تقّدر بالملايين..

الحكمة:

حماة الديار هجّرو مسيحيّة بيروت..

و بتمن أجراس كنايسهون عمرّوا لنفسهون بيوت..زياد الصوفي – مفكر حر؟

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

One Response to قصة و حكمة من زياد الصوفي.. 138

  1. bisherahdab says:

    وبالنهاية وين صافف ميشيل عون هلأ ؟
    مع بشار الأسد ومع حزب البعث ومع اللي حاربوه
    لذلك بجوز الحرب الوحيدة اللي كان لازم يكملها الجيش السوري
    هي الحرب على عون

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.