من أغرب الاشياء بسوريا و على كترتها, توريث المناصب و المراكز للأبناء و الاحفاد, و اعتبار المركز او المنصب ورثة عائلية و من العيب و الحرام أنو تطلع برا الدائرة الصغيرة..
اصغر موظف بالدولة و نتيجة لقانون العاملين بيقدر يورث أبنو كرسيتو, لرئيس الدولة اللي بيقدر خلال خمس دقايق يسلم البلد باللي فيها لأحد ابناؤو على اساس أنو هية ملكية خاصة..
و هالظاهرة حقيقة منتشرة كتير حتى بين رجال الدين..
بمدينة حلب مثلا, من النادر جدا تلاقي شيخ او امام جامع مو من عيلة الشامي او الحسون او الحوت..
هلأ تقولولي انو هالعيل عائلات دين !!! اسمحولي فيها لهيدي, فحيطان كازينو الكاسبا بحلب بتشهد على صهيب الشامي و احمد حسون..
و بما أنو مبارح ما اانشفى غلي من حسون أفندي, فحكاية اليوم باطارالمقدمة اللي حكيتها و عن الشيخ المفتي الفاضل..
مين بحلب ما بيعرف او سمعان او ملتقي او مصلي ورا الشيخ محمد سعيد بادنجكي الله يرحمو؟؟
هاد الشيخ اللي زعج مملكة المشايخ بحلب من حسون و شامي و حوت و هدد شعبيتهون من كمية العلم و المعرفة و السمعة اللي بتسبقو..
حتى احكي حكاية الشيخ بادنجكي مع الحسون, لازم احكيلكون عن هالشيخ باختصار..
ولد بحلب و اتربى على ايدين جدو من والدتو الشيخ احمد ادلبي اللي علمو و حفظو القرآن و فهمو سنة نبينا محمد قبل ما يبعتو لاحقا على طرابلس لبنان عاصمة العلوم و يدرس على ايدين احسن علماء المدينة و يتوجه بعدين لأزهر القاهرة ليدرس العلوم الدينية على اصولها..
لما انهى علومو بالقاهرة, راح على مانشستر و درس علم الحديث و استلم المركز الاسلامي بالمدينة لمدة 30 سنة و بعدها صار امين عام مساعد لدار الافتاء الاوروبي مساعد للشيخ القرضاوي.
وصل صيتو لحلب قبل ما يوصلها سنة 2003 بعد 30 سنة من التبحر بالفقه و العلوم الانسانية.. و بعد ما شعر أنو العمر سبقو, و رايد أنو يفيد ابناء مدينتو قبل ما رب العالمين ياخد أمانتو.
مجرد وصول هالشيخ على حلب, كان تهديد كبير لملوك الطائفة بالمدينة..
من خلال علاقات الحسون بكل أجهزة المخابرات, منع وصول مكتبة الشيخ بادنجكي و اللي هية عبارة عن حاوية 20 قدم مليانة كتب, و حجزها على معبر باب الهوى بدعوى التدقيق بمحتواها..
من طيب قلب الشيخ, ما شعر للحظة وحدة لما حجزولو كتبو أنو الموضوع مقصود. و اعتبر أنو كلها كم يوم و الكتب بترجع, و الكتب لتاريخ هاللحظة ما رجعت.
طلب من المسؤولين بالمدينة أنو يعمل درس ديني عندو بالبيت للمهتمين, و يستلم جامع و لو صغير ليصلي فيه, و يسمحولو يعطي درس بالحديث الشريف بالجامع الاموي بحلب..
شهر واحد بيمر, لما صارو تلامذة الشيخ بالالاف.. زوار بيتو صارو بالمئات, و اللي عم يحضرو الدروس و الخطب ما بينعدو.. هالشي اللي ازعجو لحسون كتير, و حس أنو في شيخ رح يسحب بساط الشعبية من تحت رجليه و رجلين الشامي و الحوت.
و اجت الضربة القاضية على راس الحسون لما بيقرا الشيخ بادنجكي بجريدة القدس العربي التصريح الشهير للحسون بالبرلمان الاوروبي :
و اللهي لو ان محمدا أمرني بالكفر بالمسيحية و اليهودية لكفرت به..
بيجي يوم صلاة الجمعة, و قدام الالاف من المصلين بيقول الشيخ بادنجكي بخطبتو: ” لو صح ماقاله أحمد حسون فهو مرتد وعليه أن يعلن توبته أو ان يظهر ويكذّب الخبر في الجريدة المذكورة”
بيوصل الخبر للحسون من المخبرين اللي ملاحقينو للشيخ و بيطير راسو.. أنو كيف هالشيخ عم يحرض و يقلب أهل حلب علي؟؟
بيتم استدعاء الشيخ لفرع الامن العسكري بالشام و بيصيرو يهددوه بتلفيق التهم بالسرقة و الفساد و النصب و العمل لصالح المخابرات البريطانية, و بيكونو محضريلو ملف معلب و جاهز بأوامر من حسون عن قضايا اخلاقية و غيرها..
و بيأمروه بالتوقف عن خطبة الجمعة, و منعوه من الدروس اللي كان يعطيها ببيتو, و توقيف الدروس اللي كان يقدمها لطالبين العلم بالجامع الاموي بحلب..
خرج من حلب لتأدية مناسك العمرة , و قدام الكعبة بشهادة المرافق اللي كان معو يومها وقف الشيخ و قال:
الحمد لله الذي أذهب عني الهم والغم, شكوتك لرب العالمين يا احمد حسون , فالشكوى لغير الله مذلة.
اتوفى الشيخ سعيد في غازي عنتاب بتركيا من تلات شهور تقريبا و هوة عم يتفرج من هونيك على جيش العهر عم يحرق مدينتو حلب بفتاوى المفتن حسون..
الحكمة:
لحتى اتضل على منبرك بالجامع أو الكنيسة..
لازم تعبد قبل ربّك ابن أنيسة الخسيسة..زياد الصوفي – مفكر حر؟
رد الشيخ الدكتور محمد سعيد بادنجكي على مفتي سوريا