قصة وحكمة من زياد الصوفي… 130

القصة:

اتعودنا باللادقية أنو مطاعم و محلات البلد تنقسم من حيث نوعية الناس اللي بتدخل حتى تقعود تاكول و تشرب فيها..

اهل اللادقية ما بيصير يمر عليهون يوم الا يقعدو عالقليلة ليشربو فنجان قهوة بشي مطعم، و انقسمو بين الناس اللي ماممكن تقعود بالفيو مثلاً ،المطعم المملوك لرامي مخلوف و اللي ما بينزل عليه بشكل عام الا الشبيحة و أذنابهون من المنتفعين من هالطبقة…و بين أهل اللادقية اللي مقاطعين هيك نوعية من المطاعم لتحاشي التعرض لأي رذالة..

بالبداية كان مطعم السوار اللي بيملكو دريد الاسد، اتحول الموضوع لاحقا لمطعم الفيو لصاحبو رامي مخلوف، و من سنتين درجت موضة مطعم الستيد التابع لسلسة مطاعم جيميني و المملوك لأبن الخولي..

الحوادث و القصص اللي بتصير بهالمطاعم ما ممكن انسان يحصيها، و انا شخصيا ما بلوم الشبيحة ليش بيتجمعو بمطعم معين او بيختارو قرنة يمارسو فيها قلة أدبون و اخلاقون، بالحقيقة بلوم اهل الناس العاديين اللي بيسمحو لولادهون و بناتهون ينزلو يقعدو بهيك اماكن مشبوهة…

حكاية اليوم صارت من اربع ايام بالضبط، و احداثها صارت بمطعم ستيد المحتل من الشبيحة بشكل عام…

بيطلعو رنا و رلى من نادي الرياضة ، قبل ما يرجعو على بيوتهون بيقررو يمرو يشربو قهوة و يدخنو نفس اركيلة بمطعم ستيد…

بيصفو السيارة عالباب، و اهلا و سهلا بالصبايا اتفضلو…

من قعدتهون عالطاولة، بيدخل سليمان هلال الاسد و معو تلات خنازير بيشبهوه بالاخلاق و بيتعاكسو معو بالحجم…

من بداية الثورة و بعد تورط هلال الاسد بأعمال التشبيح و ادارة ما يسمى باللجان الشعبية، طلع نجمو لهالقرد ابنو و صار يتمختر بين اهل اللادقية و شرطكون ما بيمشي الا و حامل مسدسو بايدو و وراه كتيبة مرافقة….

المهم بيدخول سليمان عالمطعم و عم يلولح بمسدسو متل العادة و بيقعود مقاببل رنا…

ثواني و بيجو المرافقة لعند الصبايا و بيطلبو منهون مفتاح السيارة منشان يفتشوها خوفا على حياة معلمهون من شي عبوة اللي تقصف عمرو…

بياخدو المفتاح و الصبايا عم يتفرجو كيف سيارتهون عم تتفتش بكل همجية و تنكب الاغراض اللي داخلها عالطريق ، و سليمان و كلابو عم يراقبو الموضوع و هنن عم يضحكو بنظرات كلها تحدي لهالصبايا….

بعد نص ساعة من التفتيش، بيرجعو المرافقة و بيردولهون المفتاح و بيقولولهون : من اليوم و رايح وقت اللي بدكن تجو عهالمطعم احسن تجو بلا سيارة…

قعدة الصبايا اتكركبت من البداية، و ما بقا يعرفو كيف بدهون يخلّصو فنجان القهوة و يمشو، بس اللي ناطرهون لسا ما كان بدي…

سليمان حامل بايدو مصباح ليزر، كل شوي يشعلو و يحط الشعاع الاحمر على صدر هالبنت، او على وجهها، و هية المسكينة ما قادرة تعمول شي و لا قادرة تشتكي على شب سمعتو بالأرض من حيث الزعرنة و قلة الأدب …

كل ما تندار بدها تطلوب الحساب، كل عاملين المطعم يهربو، ما حدا منهون رايد يقطع متعة سليمان بالزعرنة على بنات الناس…

بالاخير بيقررو يمشو بدون ما يحاسبو…

بيصرخ فيهون هالخنزير: وين رايحين بدون ما تدفعو الحساب؟؟؟ هيك علموكن اهاليكن تهربو بلا ما تحاسبو؟؟؟

من خجلتها رلى صارت تبكي و اجت لتوقع عالارض، رنا كانت اقوى منها و سحبتها من ايدها و بوجهون طالعين برا المطعم…

بيتفاجأو بتلاتة مرافقة مسكرين الباب عليهون و عاملين حالهون مو شايفينهون… لا بقا فيهون يرجعو يقعدو و لا بقا ممكن يطلعو من المطعم و هنن بالاساس ماشين بدون ما يدفعو حسابهون…

افتحولن الطريق افتحولن الطريق خلوهن يمرقو حاجتن…بيصرخ سليمان..

بس ما تعتقدي منك الها انكن خلصتو مني، قومو يا شباب خلونا نوصلن عبيوتهن…

و بالفعل و على قومة سليمان من طاولتو كانت رنا عم تركض عالدرج و تطلع هية و رلى بالسيارة، و هالكلب هوة و مرافقتو و كلابو اللي معو طلعو بسيارتون و اختفو…

لما سألنا مين هالبنات، و ليش هالكلب كان عم يعمول هيك فيهون؟؟ قالولي أنو بنتو لكامل مخلوف شاكيتلو لسليمان الاسد أنو الصبايا مع الثورة و قلوبهون مع شباب اللادقية اللي تاركين حياتهون و عم يقاتلو عالجبل مع الجيش الحر..

الحكمة:

حامل سلاحك باللادقية عم تتزعرن يا سليمان الجبان..

إذا كنت أبضاي طلاع عالجبل، ما تستقوي عالنسوان..زياد الصوفي – مفكر حر؟

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.