من أهم العلاقات العاطفيه في حياة بيكاسو هي تلك العلاقه التي ربطته مع صديقته هنرييت ثيودورا ماركوفيتش التي تستعمل اسماً مستعاراً هو : دورا مار , وهي مصوره فرنسيه رسامه وشاعره , كانت عشيقة وملهمة بيكاسو , ولدت عام 1907 وتوفيت عام 1997
بدأت العلاقه بين بيكاسو ودورا مار في السنوات الأخيره من علاقة بيكاسو مع عشيقته السابقه ماري تيريز والتر التي كانت شابه رياضيه شقراء ذات طباع حلوه أدت علاقتها مع بيكاسو الى إنتاجه الكثير من اللوحات ذات الطابع الحسي , أما دورا مار فكانت عكس ذلك تماماً كانت معقده وذات طابع مضطرب , مفكره ومبدعه , قليلة الحركه
يوم 25 أكتوبر 1939 وهو يوم عيد ميلاد بيكاسو 58 كان قد أتم رسم لوحه تعبر عن دورا مار عنوان اللوحه هو : إمرأة جالسه بثوب أزرق
Femme assise, robe bleue
بيكاسو كان متفقاً مع تاجر أعمال فنيه يدعى ( بول روزنبرغ ) لتسويق أعماله وبيعها , تسلم التاجر هذه اللوحه وعرضها للبيع . في ذلك الوقت كانت باريس ساقطه تحت الإحتلال الألماني , وبسبب رغبة الألمان الإستحواذ على الأعمال الفنيه الفرنسيه الجيده لغرض إقتنائها أو بيعها لصالحهم داهمت قوة ألمانيه معرض روزنبرغ وصادرت منه لوحة بيكاسو عام 1940
وضع الألمان اللوحه المصادره في قطار لنقلها الى ألمانيا ( ألكسندر روزنبرغ ) ابن تاجر الأعمال الفنيه الذي يتعامل معه بيكاسو كان ملتحقاً بالجيش الفرنسي الحر المناهض للوجود الألماني في فرنسا , قاد هذا الشاب قوه مكونه من 9 رجال وهاجموا القطار وإستردوا اللوحه . قصة إستعادة اللوحه تحولت عام 1964 الى فيلم سينمائي عنوانه ( القطار ) بطوله : برت لانكستر وجين موريو
بيعت اللوحه بعد استردادها الى ديفيد طومسون وهو قطب صناعات الفولاذ في فرنسا وواحد من أكبر جامعي التحف في العالم , رفدت مقتنياته العديد من متاحف العالم بنفائس لا تقدر بثمن
تقول جيسيكا فرتيج وهي إختصاصي أول في الفن الإنطباعي والحديث في نيويورك : إن تأمل الطريقة التي رسم بها بيكاسو دورا مار طريقة ملفته للنظر بوجهها الأصفر وغطاء رأسها الأخضر والشكل المشوه الذي رسمت به تفاصيل وجهها والدوامات السميكه الغنية بالأصباغ في شعرها , قمة العاطفه التي يحملها بيكاسو لدورا مار كانت في رسمه لقبعتها البنفسجيه المخططه
ربط الكثير من نقاد الفن صورة دورا مار تحديداً بالتوترات الناجمه عن الحرب الإهليه الإسبانيه والحرب العالميه الثانيه واحتلال باريس , وأيا كانت حقيقة هذه الفكرة ، يبدو أن بيكاسو الذي كانت لوحاته غالباً ما تعمل كمقياس للحاله المعنويه لبلده كان قد وجد في إضطرابات دورا مار الشخصيه ما يعكس تماماً الصوره المشحونة لتلك الفترة