وبعد تنصيبه بطريكاً لرعيته تلقى دعوة من رئيس الدولة لزيارته في قصره الفخم ، فقبل الأب البطريرك الدعوة في موعدها .
أما ريئس الدولة فكان يحمّل ظغينة وكره لَه ولبعض أتباعه ، فأراد أن يغيظ الأب البطريرك وهو في قصره ، فأمر خدمه أن يفرشوا أرض الرواق بسجادة كبيرة عليها صُلبان ؟
وعند أستقبال رئيس الدولة لغبطة البطريرك تعمد أن يجعله يمشي فوق السجادة التي عليها الصلبان ، وبعدها أن مشيا معاً ،سأله رئيس الدولة بخبث ومكر ، أليس الصليب رمز للمسيحية فكيف مشيت عليه ؟
أما البطريرك فكان ذو حكمة وفطنة وذكاء فأجابه قائلاً ، يا سيادة الرئيس نحن في المسيحية لدينا ثلاثة صلبان ، صليب ينداس ، وصليب ينباس ، وصليب ينحط فوق الراس ، فسأله الرئيس متعجباً عن معنى الصلبان الثلاثة ؟
فأجابه البطريرك قائلاً ، الصليب الأول ينداس بالأقدام ، وهو صليب لص اليسار الشرير (جستاس أماخوس) الذي ظل يجدّف على السيد المسيح حتى مات في خطيئته دون توبة ؟
والثاني ينباس ، وهو صليب لص اليمين (ديماس) أو كما يسمى عندنا كَياسا ، الذي أمن بالسيد المسيح في أللحظات الأخيرة من حياته طالباً أن يذكره في ملكوته السماوي ، وبالفعل وعده الرب بذالك قائلاً {ألحق الحق أقول لك ، اليوم ستكون معي في الفردوس} .
أما الصليب الثالث الذي ينحط فوق الراس فهو صليب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي صلب عليه وبه فدانا ، وهو عنوان فخرنا وإبتهاجنا .
فتعجب رئيس الدولة من حكمة وفطنة وذكاء البطريرك ، وبعد الحادثة أمر ببناء كنيسة ومقر للبطريركية ؟