قررت إدارة أوباما إرسال 500 مستشار عسكري إلى العراق. الرجل نفسه يُحارب إلى جانب إيران في العراق، وضدها في سوريا، ويفاوضها في جنيف، ويُطمئن أهل الخليج في كامب ديفيد، ولا يدري ماذا يفعل في مصر. ونحن، طبعًا، لا نُسهِّل عليه الأمور. إيران تُرسل وزير خارجيتها لمفاوضة جون كيري، وتترك للمرشد الأعلى والرئيس روحاني لعن الاتفاق الموعود. والتلفزيونات تعرض فيلمًا لحيدر العبادي يحاول الجلوس إلى جانب أوباما، وأوباما يدير ظهره بدل أذنه. وواضح أن العبادي يطلب القرب في السر، وسوف يتغطرس في العلن، لأن القرب من الشيطان الأكبر ضرورة في الحكم، وحريق شعبي يجب تداركه.
ولذلك، كانت العلاقة العربية – الأميركية قائمة دومًا على ازدواجية، متبادلة أحيانا، وعربية دائمًا. ونحن نريد من أمريكا توازنا في الموضوع الفلسطيني، ودعمًا عسكريًا في العراق وسوريا، ودعمًا سياسيًا في مصر، وتدخلاً في ليبيا. لكننا نريد أيضا أن نحرق أعلامها في شوارعنا، وأن نشتمها في صحفنا، وأن نبحث عن بطولة واحدة هي العداء لها. والمشكلة مع الأميركيين الذين كنا نعتقد أنهم لا يقرأون، هي أنهم يترجمون كل حرف عنهم، حبرًا وصوتًا وصورة.
لكن هناك مشكلة أخرى أيضًا: لا بديل! لم تقدم روسيا السوفياتية، ولا روسيا البوتينية للعرب أكثر من الكلام وصفقات السلاح. وأما الفيتو، فهذه نتائجه في سوريا. لا روسيا ولا أوروبا مجتمعة لها الوزن الدولي الذي تمارسه، أو تتردد أمريكا في ممارسته في ظل رئيس محتار ومحيَّر.
يجب على الفريقين اتخاذ قرار صعب عل كليهما. أولاً، تقرر الولايات المتحدة أننا لسنا نفطاَ فقط. نحن أمَّة، صحيح أنها مُتعثّرة اليوم، لكننا دائمًا هناك، سواء اكتفت أمريكا بالنفط الرملي أم لم تكتف. إنها لا تستورد النفط من أوروبا، ولا من أفريقيا، ولا من آسيا، لكن مصلحتها الكونية لا تتنقل ولا تتجزأ.
وأما نحن، فيجب أن نقرر أننا لم نعد مضحكين. مرة نأخذ على أمريكا أن فيها 30 مليون فقير ونحن 300 مليون فقير. ومرة تُقصف أبراجها لتدمير الاقتصاد. ومرة نشمت لاضطرابات في مدينة بين السود والبيض، بينما مدننا ركام وأحزان و16 ألف طفل قتلوا في أربع سنين.
على الأقل يجب أن نستحي. ويجب أن نتصرف كدول وشعوب جديّة تجيد أصول المخاصمة والمعارضة وشرح الحقوق والدفاع عنها. «طز في أمريكا» لم تفدنا في شيء ولم تضر أمريكا في شيء. هذه ليست لغة للتعامل مع خصم، أو للدفاع عن صديق. هذه لغة رعاع تنتهي دائمًا إلى وبال على ثقافة الاحتكام إلى الشارع وإلهائه بسقط الكلام. تأملوا صورتنا اليوم. حاولوا أن تراهنوا على لغة العقل وسياسة المنطق. وهذا لا يعني أن نحب أمريكا، بل أن نحترم أنفسنا.
نقلا عن الشرق الاوسط
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- Articulate Studio 13 Pro V4.11.0.0 Download Free Portable Versionبقلم أبو العلاء المعري
- DMS-Shuttle 1.4.0.130 Download For Windows (Cracked)بقلم أبو العلاء المعري
- Oasys Frew 20.0.10.0 Free Version Downloadبقلم أبو العلاء المعري
- Download Russian Visual Vocabulary Builder 1.3.1 For Windows Freeبقلم أبو العلاء المعري
- IPixSoft Video Slideshow Maker Deluxe 6.0.0 Download For Windows 11بقلم أبو العلاء المعري
- Cisdem AppCrypt 3.5.1 Download With Patchبقلم أبو العلاء المعري
- O\u0026O BlueCon 22.0.13009 2025 EXE Download Linkبقلم أبو العلاء المعري
- Digital Video Repair 3.7.1.2 (2025) EXE Downloadبقلم أبو العلاء المعري
- GBurner Virtual Drive 5.2 Offline Installer Downloadبقلم أبو العلاء المعري
- Trisun PC WorkBreak 10.1.038 (2025) EXE Downloadبقلم أبو العلاء المعري
- SysTools Excel Recovery 4.1 (2025) Download For PCبقلم أبو العلاء المعري
- Nuclear Coffee VideoGet 8.0.11.141 Download Cracked Versionبقلم أبو العلاء المعري
- Download CAD Exchanger GUI 3.24 (2025) For Windowsبقلم أبو العلاء المعري
- Microsoft Company Portal Download And Installبقلم أبو العلاء المعري
- MacOS Ventura 13.6 (22G120) Hackintosh Download 2025 Versionبقلم أبو العلاء المعري
- SysTools MBOX Attachment Extractor 4.0 (2025) Download For PCبقلم أبو العلاء المعري
- Arduino IDE 2.3.4 Download For Windows PC Freeبقلم أبو العلاء المعري
- IToo Railclone Download 2025 Editionبقلم أبو العلاء المعري
- Tipard MKV Video Converter 9.2.22 Free Download For Windows 11بقلم أبو العلاء المعري
- CleverGet 19.0.0.3 Download Setup Fileبقلم أبو العلاء المعري
- Articulate Studio 13 Pro V4.11.0.0 Download Free Portable Version
أحدث التعليقات
- تنثن on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- Hdsh b on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح