النص :
في هذا المقال ، سنبحث في حديث الرسول ، حول فتن أخر الزمان ، فقد جاء في موقع / موسوعة علوم الحديث حول ” ذكر أنواع الفتن أخر الزمان ” ، التالي (( قال ” البخاري ” : حدثنا مالك بن إسماعيل ، حدثنا ابن عيينة أنه سمع الزهري يروي عن عروة عن زينب بنت أم سلمة ، عن أم حبيبة ، عن زينب بنت جحش أنها قالت استيقظ النبي من النوم محمراً وهو يقول : ” لا إلهَ إِلا اللَّهُ ويْلُ للعرب من شر قد اقترب فُتِحَ اليومَ من ردم يأجوجَ ومأجوجَ مِثْل هذه وعقد تِسعين أو مائة ” قيل ? أو نَهْلِكُ وفينا الصالحون ? قال : ” نَعَم إِذا كثر الخَبَث “. ، وهكذا رواه : ” مسلم ” ، عن عمرو الناقد ، عن سفيان بن عيينة ، وقال : عقد سفيان بيده عشرة ، وكذلك رواه عن حرملة ، عن ابن وهب ، عن يونس الزهري به . وقال : وحلق بإصبعيه الإِبهام والتي تليها ، ثم رواه عن أبي بكر ، عن ابن أبي شعبة وسعيد بن عمرو وزهر بن حرب وابن أبي عمر ، عن سفيان ، عن الزهري ، عن عروة ، عن زينب ، عن حبيبة ، عن أم حبيبة ، عن زينب فاجتمع فيه تابعيان وزينبان .. )) ، و سأحلل الحديث من وجهة نظري ، ومدى مطابقته لواقع معين ، وحقبة محددة ، وهل هو يتنبأ عن واقع وحال اليوم !! .
القراءة :
بادئ ذي بدأ أن الحديث يحوي على مؤشر أو قياس زمني مهم للغاية ولا يقبل الجدل ، حيث يقول الرسول أنه هناك ” شر قد أقترب ” ، وهو أشارة على حدث أو واقعة أو مصيبة .. ستحدث في المنظور القريب ، وليس في القرون القادمة ، أذن هناك يقين من بنية الحديث أن الشر سيحدث في المستقبل المنظور ، ولا يتكلم على مصائب وكوارث اليوم !! .
1 – هذا ” التوقع المحمدي ” / ( ويْلُ للعرب من شر قد اقترب ) ، للفتن يمكن أخذه بنظر الأعتبار في فترة ما بعد الحقبة المحمدية ، ولا يتعلق بواقع الحال والوضع التراجيدي الذي يحدث اليوم ، وذلك لأن الرسول كان هو العارف بوضع أهل بيته وصحابته ورجاله وقومه ، في ذلك الزمن / قبل مماته ، وأرى أن توقعه كان في مكانه ، لمعرفته بجماعته وحبهم للسلطة والحكم ! ، بعد موته ، فمن بعد رفض القوم / وفي مقدمتهم عمر بن الخطاب ، أن يكتب الرسول وصيته قبل أجله (*) ، حدث ما حدث من فتن وصراع وتنافس على السطة ، بدءا من خلافة أبوبكر والتي تحققت بتعاضد وأسناد من عمر بن الخطاب ، في سقيفة بني ساعدة عام 632 م ، مرورا بقتل عثمان وحادثة الجمل ( هي معركة وقعت في البصرة عام 36 هـ بين قوات علي ابن أبي طالب والجيش الذي يقوده الصحابيان طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام بالإضافة إلى أم المؤمنين عائشة التي قيل أنها ذهبت مع جيش المدينة في هودج من حديد على ظهر جمل ، وسميت المعركة بالجمل نسبة إلى ذلك الجمل . ) ، ومن ثم
معركة صفين ( موقعة صفين هي المعركة التي وقعت بين جيش علي بن أبي طالب وجيش معاوية بن أبي سفيان في شهر صفر سنة37 هـ ) .. الى كذا وقائع وأحداث ، حدثت بعد موت الرسول بسنوات ، لأجله أرى أن الحديث ينبأ بوضع وواقع قومه بعد أنتهاء عهده ! ، وليس للحديث أي أفق غيبي . 2 – أن الوضع المستقبلي لأمة الأسلام ” عربيا ” قد غاب عن فحوى حديث الرسول ، وذلك لأن كل مؤشرات الحديث تشير الى غاية القوم في حقبة قريبة بعد موت الرسول وأنتهاء الدعوة المحمدية ، والغاية كانت أحداث ووقائع وفتن وكوارث هدفها الخلافة ، أي بمعنى صراع على السلطة لا غير ! .
3 – الخراب والفتن الأن لا تقارن بالأمس ! ، لأن اليوم الأسلام أينما وجد أصبح يقترن بالأرهاب ، والغرب لاحظ الكثير من هذه المؤشرات ، وبموضوع ذا صلة قال جلادستون : ” مادام هذا الكتاب «القرآن» موجوداً فلن يكون هناك سلام في العالم ” ،
(( هو وليم إيوارت جلادستون William Ewart Gladstone 1898–1809
رئيس وزراء بريطانيا لأربع فترات في الربع الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي . وقد ارتبط اسمه ، في ما يتعلق بالعالم الإسلامي ، بجملة تكرر دائما ، وهي
so long as there is this book, there will be no peace in the world
وترجمتها : «مادام هذا الكتاب «القرآن» موجوداً فلن يكون هناك سلام في العالم». نقل من موقع
www.alsharq.net ))
، علما أن حال الأسلام كان مقبولا في عهد ” جلادستون ” ، ولكن الأن المارد أنطلق متجاوزا كل الخطوط الحمراء ، منتهجا تكفير العالم كله ، ألغاء الأخر والمخالف ، و أسلمة البشرية أو القتل ! ، تطبيقا لحديث الرسول ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إلله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى ) ، وربما الأمر سيتطور الى مقولة ( أسلم تسلم / مقولة الدعوة المحمدية ) .
4 – من الفتن التخريبية أمميا هي الدعوة للجهاد ، وفق النص القرأني ( ياأيها النبى جاهد الكفار والمنافقين / التوبة :73 .) ، هذا النص وغيره من النصوص الجهادية كان السبب الرئيسي في خلق المنظمات الأرهابية بدءا من القاعدة مرورا بالنصرة وبوكوحرام وأخيرا داعش ، وهذا ليس أخرا ، والتي خلقت أكبر فتنة بعالم اليوم ، وهي التي جعلت من المسلم أن يترك بلده من الغرب ليحارب – يجاهد ، في الشرق ، والمجاهدين الأجانب في سوريا والعراق أكبر مثال على ذلك ، يجاهدون في قتال الكفار / المسيحيين واليهود ، ويجاهدون حتى في قتال المسلمين من غير المذاهب والفرق ، أتوجد فتنة أكبر من هذا !! .
خاتمة :
أرى أن الحديث تكلم عن نقطة مركزية ، وهو أن الهلاك واقع على العرب ، ولكن الحقيقة غير هذا ، لأن الشر جاء من المسلمين العرب وليس من أن الشر وقع عليهم ، وليس أيضا كما سرد المفسرون في موقع أسلام ويب ( قوله : باب قول النبي ويل للعرب من شر قد اقترب ” إنما خص العرب بالذكر لأنهم أول من دخل في الإسلام ، وللإنذار بأن الفتن إذا وقعت كان الهلاك أسرع إليهم ” .. ) ، لأن التفسير المذكور لا يتطابق مع ما يحدث الأن من فتن وتكفير والتحريض على الحروب والجهاد .. من قبل الشيوخ والمنظرين والدعاة و.. ، ويقف في مقدمتهم شيوخ السلفية الوهابية في السعودية ، أن التخصيص لدور العرب المسلمين كمصدر للفتن ، خاصة الشيوخ ، واضح وجلي في كل ما يحدث الأن من فتن وكوارث وحروب ومن عدم أستقرار في المنطقة عامة ، والتي قادت الى خلق الأرهاب على المستوى العربي و الدولي .
(*) ففى البخارى ومسلم / عن ابن عباس قال : لما حضر الرسول وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال النبي ” هلمَّ أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده ” ، فقال عمر : إن الرسول قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن . حسبنا كتاب الله . فاختلف أهل البيت فاختصموا ؛ فمنهم من يقول قرّبوا يكتب لكم الرسول كتاباً لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر ؛ فلمّا أكثروا اللغو والاختلاف قال الرسول ” قوموا ” . قال عبيد الله فكان يقول ابن عباس : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم / نقل بتصرف من موقع شبكة منهاج السنة .