قراءة بين سطور قمة هلسنكي وأثرها على مستقبل الشعب السوري

طلال عبدالله الخوري 17\7\20018 © مفكر حر

يجمع معظم المحللين السياسيين السوريين والعرب وغيرهم من الذين لا يفهمون بعلم السياسة والإقتصاد, بأن ترامب باع سوريا للروس في هلسنكي, وان بوتين هو المنتصر المطلق في سوريا!! وكل ما عليه أن يفعله هو اخراج ايران ولو شكليا من سوريا .. وخلصت القصة!!.. ههههه … انتم تعرفون بأننا لا نشتر كل هؤلاء المحلليين بقشرة بصلة, ونعرف بأنهم يقبضون من مختلف اجهزة الإستخبارات على اختلاف اجنداتها من اجل مثل هذه التحليلات البائسة … وكعادتنا من اجل ان نضع النقاط على الحروف ننطلق من الثوابت في السياسة الأميركية والتي لا يمكن لأحد ان يتنازل عنها او بها لا ترامب ولا حتى جد جدو لترامب وهي:
اولاً: ان هناك صراع وجودي بين أميركا وروسيا ودور كل منهما في العالم, والذي هو بالواقع يرتبط بالأمن القومي لكل منهما, ولا يستطيعان المساومة في هذا المجال والذي لا يخضع للرغبات الشخصية, فعندما سيعطي ترامب شيئا ما لروسيا فهو حتما لكي يحصل بالمقابل على اشياء مضاعفة وأكثر أهمية للامن القومي الاميركي…
ثانياً: لكي نفهم سخاء ترامب على بوتين واطلاق يده في سوريا (ظاهرياً فقط طبعاً), يجب ان نعود الى فلسفة ترامب في السياسة الاميركية الجديدة, والتي اطلق عليها في حملته الانتخابية اسم ” السياسة الذكية” على عكس السياسة الغبية التي كان معمول بها في السابق, والتي من أهم أساليبها هو عدم الإفصاح عن الخطوات التنفيذية التالية للسياسة الاميركية, وإنما على العكس تماماً إيهام العدو بسياسة مختلفة تماما تخفي نواياه الحقيقية, وذلك لكي يشجع العدو على القيام بالخطوات الخاطئة التي ستؤدي بالنهاية لأن يدمر العدو نفسه بنفسه (وهذا ما شرحناه في مقال سابق لنا تجدونه على هذا الرابط: ما هي سياسة ترامب الأمريكية الذكية الجديدة؟)
وبرأينا الشخصي اذا قبل بوتين مقايضة اخراج ايران من سوريا مقابل اطلاق يده في سوريا, فهذا يعني بأن ترمب خوزق بوتين خازوق مبشم دخل بسفله وخرج من رأسه على قول المثل السوري الشعبي, وسيتمخض عنه تدمير كل من النظام الروسي والايراني والسوري معاً..


من هنا نرى بأن هناك سيناريوهان للخطوات العملية بعد قمة هلسنكي:
الأول: أن بوتين سيبدأ بإخراج ايران من سوريا .. وهذا سينتج عنه رفض إيراني لامحالة.. وهي التي أنفقت ترليونات الدولارات في سوريا عدى الضحايا بالأرواح من كبار الضباط الايرانيين حتى آخر جنود المرتزقة بالميليشيات الشيعية المؤدلجة طائفيا.. وهذا سينتج عنه حرب بين روسيا وإيران لا محالة, والتي ستؤدي بالنهاية الى دمار كل من النظامين الروسي والإيراني ومعهم النظام السوري

الثاني: ان لا يفعل بوتين اي شئ حيال إيران, وبهذه الطريقة يكون ترامب في حل من وعوده لبوتين وسيبقى كل شئ على حاله .. وستستمر اسرائيل باستنزاف الجيش الايراني والسوري .. والوضع الحالي هو ليس في مصلحة روسيا التي يتم استنزافها كل يوم بمئات الملايين من الدولارات من أجل ابقاء نظام الأسد واقفا على ساقيه .
والاكثر من هذا اذا اراد بوتين ان يكون المنتصر المطلق في سوريا فعليه أن يواجه تركيا ايضا في الشمال !! وقد سمعنا تهديدات أردوغان قبل أيام عندما قال لبوتين بأن تحركات القوات السورية باتجاه ادلب يخالف روح اتفاق استانة؟؟ .. أي أن هناك احتمال حرب بين كل من روسيا وتركيا ايضاً!! وهذه ايضا كافية لتدمير كل من النظام الروسي والتركي والإيراني والسوري معاً.

برأينا بأن ترامب خوزق بوتين وأعطاه شوية كلام جميل ولحمس له على شعره تماما كما يفعل الديوث مع العاهرة من اجل ان يفعل بها الفحشاء.. ولكن بالواقع هو أعطاه لا شئ وجره الى مستنقع سيؤدي الى دماره.

About طلال عبدالله الخوري

كاتب سوري مهتم بالحقوق المدنية للاقليات جعل من العلمانية, وحقوق الانسان, وتبني الاقتصاد التنافسي الحر هدف له يريد تحقيقه بوطنه سوريا. مهتم أيضابالاقتصاد والسياسة والتاريخ. دكتوراة :الرياضيات والالغوريثمات للتعرف على المعلومات بالصور الطبية ماستر : بالبرمجيات وقواعد المعطيات باكلريوس : هندسة الكترونية
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.