سنقوم في هذه المقالة بتحليل النتائج التي سيتمخض عنها ( جينف 2 ) وعلاقتها بالخطوط الحمراء الاميركية الحقيقية والفعلية وليست الخطوط الوهمية التي ذكرها اوباما في خطاباته مثل أسلحة الدمار الشامل والأسلحة الكيميائية والتي هي مجرد كلام للإستهلاك لا اكثر,… وتأتي هذه الدراسة حتى قبل انعقاد مؤتمر ( جينف 2 ), ليس لأننا نمارس مهنة التنجيم ( لاسمح الله) ولكن لان المكتوب, وكما يقال, يقرأ من عنوانه, واصبحت السياسة العالمية الشرق اوسطية عبارة عن كليشات معروفة, واما سياسيي منطقتنا بشكل عام والمعارضة السورية بشكل خاص فهي مثل كتاب مفتوح وما عليك الا القراءة في سطوره او بين سطوره لكي تعرف ماذا سيحدث ولا يحتاج هذا للكثير من العناء.
ما هي الخطوط الأميركية الحمراء الفعلية في الأزمة السورية؟
الخطوط الاميركية الحمراء هي أولاً: عدم التدخل بسوريا بشكل يغير توازن القوى لصالح المعارضة, طالما ان أعداء اميركا المتورطون في سوريا وهم كل من ايران وروسيا يخسرون كل يوم هناك ويغرقون كل يوم اكثر فأكثر في مستنقع الحرب هناك.
ثانيا: الخط الاحمر الثاني هو عدم السماح لإيران وروسيا بالإنتصار في سورية, ودعم المعارضة السورية بالسلاح والتخطيط والدعم العسكري الإستراتيجي والمعلومات الإستخباراتية في الوقت المناسب من أجل إحلال التوازن, وبالتالي إغراق كل من ايران وروسيا اكثر فأكثر في المستنقع السوري.
ثالثاً: الخط الأحمر الثالث هو عدم السماح لعائلة الاسد والحلقة المقربة منها والتي تلوثت ايديها بالدم ان تستمر بحكم سوريا في الحل النهائي للأزمة السورية عندما يحين وقته حسب المصالح الأميركية.
من الواضح هنا بأن المستهدف اميركياُ في سوريا هم الروس والإيرانيين وذلك من أجل إهلاكهم في المستنقع السوري, وتجريدهم من اوراقهم التفاوضية في الملفات المشتركة لهم مع اميركا, مثل مسألة المفاعلات النووية الايرانية ونفوذ كل من روسيا وإيران عالمياُ واللتان تطمحان ببسط نفوذهما على مساحات واسعة من العالم في الشرق الاوسط (مثل دول الخليج العربي وشرق المتوسط) وغيرها, على حساب النفوذ الاميركي.
اما بالنسبة ل ( جينف 2 ) فإن الحراك الدبلوماسي تقوده الآن مجموعتان: تسعى الأولى إلى عقده وانجاحه، فيما تعمل الثانية الى عرقلته لرفع سقف مطالبها . الفريق الأول تقوده روسيا، بالتعاون والتنسيق مع إيران الولي الفقيه ونظرائهم من السنة وهم الاخوان المسلمون في مصر, وعائلة الاسد في سوريا.
أما الفريق الثاني، فتقوده تركيا بدعم وتشجيع (من امير قطر وملك السعودية) مع غطاء أوروبي, وبالتنسيق مع الفصائل المعارضة السورية.
الفريق الروسي يريد تحقيق التالي: حل عبر حوار (سوري ــــ سوري) تحت سقف بشار الأسد, أي من مصلحة روسيا عدم احداث اي تغيير, ووأد الثورة السورية, وإعادة الامور عما كانت عليه قبل بدئ الثورة, وإبقاء نظام عائلة الاسد في حكم سوريا وذلك من أجل إبقاء سوريا ملعباً خلفياً لروسيا وإيران يتم استخدامها كورقة داعمة في مفواضاتهم على لملفاتهم المشتركة مع اميركا.
من جهة أخرى فإن اميركا ومن اجل تشجيع الروس والإيرانيين على الغرق اكثر وأكثر في المستنقع السوري فقد افضت روسيا لإيران بأن الاميركان بعثوا برسالة الى روسيا مضمونها التالي: الولايات المتحدة أبلغتنا رسمياً أنها حسمت خيارها وقررت تغيير موقفها من الأزمة السورية, ولكي تزيد اميركا أيضاً من تشجيعها لروسيا وإيران على الغرق في المستنقع السوري كشفت مؤخراً عن أن الولايات المتحدة وافقت على دعوة إيران إلى حضور ( جينف 2 ) رغم رفض العديد من الأطراف، مثل تركيا والسعودية.
هناك تسريبات من المخابرات الاوروبية بأن في الحل السوري النهائي (طبعاً عندما يحين وقته وفقاُ للمصالح الغربية) سيتم اختيار عبدالله الدردري رئيساُ للحكومة الإنتقالية في سوريا بعد ان اسقطوا خياراتهم السابقة مثل وليد المعلم و فاروق الشرع لأسباب موضوعية.
كما نرى بأن كل شئ مخطط له ويسير وفق الخطة الموضوعة من اصحاب الشأن والقوى العالمية الفعلية.
والسؤال الحيوي هنا هو: ماذا سينتج عن مؤتمر ( جينف 2 )؟
الجواب ومن دون ادنى شك هو: لا شئ……. صفر مكعب…… وسيستمر الوضع كما هو في استنزاف لروسيا وايران في المستنقع السوري حتى تستسلم ايران وروسيا للمصالح الاميركية او يسقط النظام الايراني او \و الروسي معاً.
ما هو الحل:
الحل ان تفهم المعارضة السورية الغبية وهي مكونة من الإسلاميين واليساريين والقوميين بأن الحل بيد اميركا, ويقوموا بمفاوضة الاميركان مباشرة ويقنعوا الاميركان بأن مصالحهم مع سوريا دمقراطية حرة فيها احترام لحقوق الانسان والاقليات, وذلك لكي يقنعوا الداخل قبل الخارج بهم حيث ان الداخل السوري وبعد اكثر من سنتين على بدء الثورة لم يقتنع بشخصيات المعارضة التعبانة.
الحل ان تفهم المعارضة السورية الغبية وهي مكونة من الإسلاميين واليساريين والقوميين بأن الحل بيد اميركا, ويقوموا بمفاوضة الاميركان مباشرة ويقنعوا الاميركان بأن مصالحهم مع سوريا دمقراطية حرة فيها احترام لحقوق الانسان والاقليات, وذلك لكي يقنعوا الداخل قبل الخارج بهم حيث ان الداخل السوري وبعد اكثر من سنتين على بدء الثورة لم يقتنع بشخصيات المعارضة التعبانة
——————————————————————–
الختام المسك
شكرا أستاذ طلال لكشفك لأمور سياسية مهمة …خفيٌة على كثيرين
شكرا استاذ صخر لقراءة المقال والاطراء
كل المودة والاحترام