هو أقرب منه للمسيحية البروتستنتية أو كما وصفها خصومهابتعبير( اليهوديةالمسيحية) منه إلى المسيحية الكاثوليكية, لسبب بسيط وهو أنه عاش حياته مخاصما للفن والنحت .
ولا أدري هل يجوز لي وصفه بمواصفات بروتستنتية إذا أخذنا بعين الإعتبار أن كلمة بروتستنت معناه الإحتجاج من حيث كان أدريان السادس محتجا ….إلخ
وهو آخر بابا غير إيطالي أنتخب لكرسي البابوية عام 1522م ولم ينتخب بابا من أصل غير إيطالي من بعده ما عدى البابا بولس الثاني البولندي أما صاحبنا أدريان فكان من أصل هولندي.
وهذا حدث غريب في تاريخ الكنيسة وجماعة المؤمنين وهنالك أيضا حالة أخرى في الحبرية البابوية وهي أن شقيقة أتيين الثاني 752-757م قد ورثت الحبرية البابوية من شقيقهاوهي حالة نادرة أن تترأس الحبرية البابوية إمرأة في زمن قل به الإحترام للنساء .
ووجد البابا أدريان السادس نفسه في وضع نضالي كان عليه أن يقوم بتوفير ما بدده خلفه البابا ليون العاشر حيث أنفق ليون أموال الكنيسة على الفن الإيطالي وعصر النهظة وإن الفن الإيطالي العظيم وتأثيره حتى اليوم في نفوس عشاق الفن يعود الفضل له بالأصل إلى البابا ليو العاشر , وكان البابا أدريان السادس يعارض مارتن لوثر في إنتقاده للكنيسة وجماعة المؤمنين والكرادلة ولكنه حين إستلم كرسي البابوية وجد كلام مارتن هانز لوثر بعضه وليس كله صحيح وإن إيطاليا والفاتيكان لعبة بيد الملوك الفرنسيين وكان عدد الكرادلة 128 كردل من بينهم 123كردل من أصل فرنسي وكانت أموال الكنيسة والضرائب التي تجبيها تذهب منها إلى إتخام البطون الفرنسية مما أوغر صدر الإنكليز والألمان وأشعل حرب المائة عام وأدى إلى ظهور الإحتجاج البروتستنتي في ألمانيا ومن الجدير ذكره أن كلمة بروتستنت معناها الإحتجاج أو المعارضة .
وقام البابا أدريان السادس بتسريح أكثر من 400 سائس للخيل في إصطبلات البابا وإكتفى بأربعة منهم وألغى النفقات على الفن والثقافة وبذلك كسب عن جدارة عداء المثقفين وحين حاولوا القيام بحملة ضده هددهم بأن يلقي بهم في نهر التيبر .
لذلك حمل عليه الفنانون والمثقفون والشعراء حملة شنيعة وصفوه بأنه همجي هولندي لا يعرف قيمة الفن الكاثوليكي الإيطالي ولا يقدر اللوحات الفنية ولا الأدب ولا الشعر ولا يعرف قيمة هذا الفن لأنه من أصل وضيع , فقد كان إنحداره من أصل متواضع وليس وضيع والذين وصفوه بهذه المواصفات يفتقرون إلى الإحترام .
ويقال أن البابا ليو العاشر كان أبو صيرفيا وبرجوازي بعض الشيء لذلك كانت نشأته فيها نوع من الترف أحب مع الترف حبه للفن والأدب إضافة لكونه شاعرا .
أما البابا أدريان السادس فقد كان من أصل عائلي فقير لذلك كان متقشفا دفعه تقشفه لأن يكره الفن والترف بكل أشكاله .
ولا يقل البابا أدريان إصلاحا اليوم عن إصلاح المحاربون الجدد للفساد الإداري فقد قام بإصلاحات كبيرة وجذرية وكان مؤمنا متقشفا مما أدى بالذين من حوله بأن يكرهوه أكثر من كرههم لحركة الإحتجاج البروتستنتي من خارج الفاتيكان .
ويقال أنه مات بالسم حيث دس له السم في طعامه بعد ثمانية سنوات من حبريته على كرسي البابوية فمات عام 1528مقتولا بالسم , وهذا ليس أكيذا .
وصاح أدريان حين رأى لوحات مايكل أنجلو ( هذا ليس معبدا هذا مكان للعر ى ) وقام بطلاء المنحوتات والرسومات باللجير الأبيض وهرب الفنانون من إيطاليا وألغى رواتب كثيرة , وأطلق عليه خصومه لقب أدريان البربري لأنه كره الفن الإيطالي , ومن الجدير ذكره أنه أنتخب بابا للتكفير عن خطايا الكنيسة التي كانت تهددها البروتستنتية فأراد الكرادلة أن تعود الكنيسة لسمعتها الجميلة القديمة بعد أن أصبحت في الحضيض .
وكانت وجهة نظر البابا أدريان أنه من الواجب أن تنفق هذه الأموال على الحملات الصليبية لمواجهة خطر المد الإسلامي بدل صرفها على الفن والترف واللهو ومحظيات الكرادلة ورفائيليو .
صحيح أن البابا أدريان كره رفائيليو ومايكل أنجلو ولوحاته في الحمامات وجدران الكنيسة ولكنه كان متواضعا مؤمنا صالحا عادلا وهو لا يقل في سيرته الذاتية عن سيرة عمر بن عبد العزيز الملقب بالخليفة الخامس الذي ألغى الرواتب ومصاريف أقرباء الخليفة وسرح كثيرا من الخدم والحشم فكسب بذلك عداء الناس والمترفين له ومات بالسم وهذا لا يقل إيمانا وعظمة عن أدريان السادس الذي كان إسمه بورغو الإيطالي .
وكان ليون العاشر شأنه في حبه للفن والأدب كشأن المأمون والرشيد أما بورغو أدريان السادس فقد كان على خلاف ذلك مثله عمر بن الخطاب وإبن عبد العزيز