قصة واقعية jتحكي عن واقع متردي اردت من خلالها الكشف عن ما تخبئه مجتمعاتنا , فليس هناك ما هو اصدق من الأحداث الواقعة بمحيطنا والتي تكشف لنا اغوارهذا المحيط , وتنقل لنا خبايا مجتمعاتنا التي تحاول التخفي وراء شكلٍ جميلٍ ترسمه لنا فتحاول ان تظهر وجهها حسناً بشكله فاسداً بمضمونه , وكأنها تدفن بافعالها رأسها العفنة بالرمال لتستمر راضية مرضية , فاستوقفتني هذه الحادثة كونها تظهر لنا جذور ثقافتنا الخربة.
امضت سنينٍ من عمرها محصورة وسط محيط تحكمهُ قيود على نسائها لا طائل لها وقوانين تأخذ منها ولا تعطيها , بين محيط لا يعرف سوى شيء واحد فقط , بأن المرأة عورة وليس لها سوى زوجها واولادها ولا يحق لها ما هو خارج هذه الدائرة التي وضعها محيطها واحاطها بها , فلم يكن لها سوى احلام يقظتها التي كانت تمثل لها المتنفس الوحيد , كانت تجلس ساعاتٍ طوال بعد ان تنتهي من اعبائها المنزلية ومتطلبات زوجها وابنها وبنتيها الأثنتين , فكانت تخطط في تلك الساعات وتحلم بالطريقة التي تقتل بها زوجها !!, متصورة بأن خلاصها لا يكون الا بموت زوجها بعد ان نفذت جميع السبل امامها , ومن ثم تتلذذ في تقطيع اوصاله قطعة قطعة وترمي كل جزء في مكان بعيد عن الآخر لتضيع معالم جريمتها وتضيع قيودها بها , تنشده لأفكارها القبيحة ومن ثم تندمج بفكرتها , ومن ثم تبتسم ابتسامة الرضى والخلاص من هذا الكابوس المثمثل بزوجها , تشعر براحة بعدها ولكنها راحة مؤلمة في الوقت ذاته , فتتألم بعدها وتشمأز نفسها من حلمها وتستغرب كيف استطاع المحيط ان يحولها الى قاتلة ومجرمة وان لم تنفّذ جريمتها , تعلّمت بأن الفعل يبدأ بالفكر , افكارنا هي افعالنا وأن لم نطبقها , تحتقر نفسها وتفكيرها وتندم على حلمها وامانيها المشوهة , احتقارها هذا يضاف الى كم الأحتقارات التي تتعرض لها يوميا , فتنتفض تارة وتنفض حلمها فيزداد شعورها بالتعاسة بعد ان سلبها المحيط حتى حقها في ان تحلم , فعليها ان تحلم بورودٍ زاهية وردية اللون , ولكن مثل هذه الأحلام اصبح خيالا لها , فمن اين تأتي بالورود وهي بعيدة عنها , فاحلامها الوردية تحولت الى لون احمر قانٍ تمثل لها الدماء التي كرهتها اشد الكره , فكيف لها ان تغير من احلامها تلك ؟
حاولت ان تجد لها مخرج يحفظ لها صفائها المتبقي فلا تريد الهرب ولا تريد ابسط الحلول , تعودت ان تكون قوية وحلمت ان تكون امرأة شامخة معتدة بنفسها وبكرامتها , وعليها ان تكون تلك المرأة وتتحمل معاناتها وتخطط لدحرها .
خرجت ذات يوم متخبطة بخطواتها في محاولة للنهوض بوضعها وهي تعلم مسبقا ما سيخبأ لها القدر , حيث يرفض المحيط رفضها لزوجها وعليها طاعته .
اختارت صديقة لها تحتمي بظلها بعد ان انهال عليها زوجها ضربا ليخرج اتعابه بها , كانت منهارة القوى لا تستطيع ان تفكر بشكل سوي , فلم يكن من صديقتها تلك سوى ان تنصحها محاولة اقناعها بأن ليس هناك للمرأة غير زوجها , فهي واهمة الأخرى مستندة على اساس تعودته على انها لا تريد ان تشجعها بأن تخرّب بيتها , غافلة عن حقيقة هذه البيوت التي يحاولون الأستمرار بها لحفظ شكلها المزيف , فنصحتها بأن زوجها هو حاميها ومعيلها وسندها , وعليها ان تقبل بعيوبه مهما تكون , لا تدري هي مِنْ مَن يحميها ؟ ولِمَ هو اصبح سندها وكيف ؟
فسألتها كيف لو كانت عيوبه تطغي على محاسنه ؟ يأتيها الجواب جاهزا من صديقتها ولم يتغير لقرون , هذه قسمتك وعليكِ ان تتقبليها فهي مكتوبة على جبينكِ قبل ان الولادة !!.
ففكرت هل ترضخ لهذه القسمة ام انها تحاول ان تغيّر فيها , حيث لا يوجد المستحيل ؟ تخيفها فكرتها هذه وتستغفر ربها وتستعوذ من شيطانها الذي يحاول السيطرة بوسوسته عليها , فكيف ترفض ارادة الله لها ؟
سرعان ما تعدل عن فكرتها وتستغفر الله ثانية ومن ثم تعاودها تلك الأفكار وتحيط بها توجساتها ثانية .
هكذا امضت سنين عمرها متوجسة من افكارها ورافضة لهذا الزوج , تسهر الليالي تفكر كيف تتخلص من حملها الجاثم على صدرها وانفاسها معا ويحيط بها اين ما كانت ويحصرها بحكم هذه القانون الفاسد الذي يحاول ان يفسد افراده .
كانت تشعر بالذل والأهانة بعد ان يسحبها زوجها الى فراشه فلا يحق لها الأمتناع عن زوجها في تلبية رغباته وأن لم تكن راغبة هي حتى لا تلعنها الملائكة , يأخذ ما يريد منها مسرعا لصلاته التي نساها بغفلة من امره فهي مصدر سعادته , أو هي تضيف له السعادة والرضى عن ذاته والقوة الزائفة التي تدعمه وتسنده , فالأيمان بنظره قوة ولكنها مقتصرة عليه فقط , مستثنيا بها زوجته من خلال رغبته ان تكون ضعيفة امامه دوما وامام محيطه خاصةً ليثبت قوته بها , الأيمان يمثل له الخضوع لربه , والقوة امام زوجته , وهو يمثل لزوجته الرب الذي عليها ان تخضع له بعد ربه .
تراكمت احداث حياتـها الى ان افقدتها عقلها نهائيا واصبحت لا تعي بتصرفاتها ولم يحاول زوجها ولا حتى ابنها بعرضها على أي طبيب نفسي , ليس عن قناعة بلا جدوى الأطباء في مثل هذه الحالات فليس لديهم سوى الحبوب التي تخدر عقولهم لتزيد من حالتهم سوء , ففي مثل هذه الحالات ما لم يُخرج المريض نفسه بنفسه , ومالم تتغير المؤثرات عليه فسوف يبقى يتخبط بمرضه بل ويزيد عليه باستخدامه لتلك المخدرات .
لم يعرضوها على الطبيب خجلا من محيطهم وحفاظا على سمعتهم , فازدادت حالتها سوءً , وبدأت تفقد شيئاً فشيء لخلايا عقلها , فحجروا عليها نهائيا خوفا من نظرة المجتمع لهم حيث اصبحت تمثل لهم عارين , عار كونها امرأة عليهم حجبها عن الأنظار فهي عورة من رأسها لأخمص قدميها , وعارها الثاني كونها أُصيبت بالجنون .
خرحت ذات يوم بحالة يرثى لها لا تعي ما تفعله سوى ان لها رغبة في الهرب ولا تدري مِنْ مَن سيكون هروبها , صارت تصرخ بكلمات لم يفهمها احد سواها , فأمسك بها ابنها وانهال عليها ضربا وادمى وجهها , فكيف لها ان تشوه صورتهم بشكلها المجنون هذا وبشعرها المنكوش , فجُن جنونه وفقد اعصابه بعد فعلتها التي بها سيفقدون رأس مالهم وهو شكلهم الأجتماعي الجميل .
جمعّت هي قوتها وغضبها الذي تراكم لسنوات عديدة وانهالت عليه ضربا وهو يغط بنوم عميق بعد ايام معدودات من تلك الحادثة , وبضربات قوية اخرجت فيها جميع آلامها التي لم يعرها المحيط اي اهتمام , وحققت بها حلُمها الذي طالما شكل لها هاجسا مرعبا , فلم تُمهله دقائق ليلفظ انفاسه الأخيرة , اخرجت هي في ضرباتها القوية جنونها وجميع ما حملته من قهر واهانة لكرامتها ومعاناتها التي بدأت مع والدها ومن بعده اخيها ومن ثم زوجها واخيرا ابنها الذي ختمت معه حكاية امرأة فجسدت يها معاناة جميع النساء .
غرست سكينها الحاد في رقبته اولا فزادتها قوة وصارت اضعافها عندما تمثلَ لها وجه ابيها في هذه الضربة وتذكرت اثناء غرسها للسكين كيف كان يعنفّها ويفرق بينها وبين اخيها , وجهت ضربتها الثانية في كتفه حينما تذكرت وجه اخيها وكيف كان يضربها عندما تتأخر عن خدمته أو يراها واقفة في باب بيتهم لتستنشق هواءً نقياً , تذكرت كيف ارغمها على الزواج من هذا الزوج الذي افقدها عقلها , ثم وجهت ضربتها الثالثة في فخذه وكأنها تخرج فيها ما عانته من زوجها بمواقف عديدة الى ان اصيبت بالجنون , ومن ثم ضربتها الأخيرة في صدره فتذكرت ابنها الذي غرق بدمائه وكيف انهال عليها ضربا قبل ايام , اردته ميتا ولن تندم , تحوّل حلمها الوردي الذي طالما حلمت بتحقيقه الى لونا احمرا قانياً كانت تكرهه , ولكنها وجدت نفسها تعشق هذا اللون .
ادخلوها السجن وهي غير نادمة على فعلتها ولم تشعر بأي ذنب , لكنها شعورها كان يشبه الفرح حيث خرجت من سجن انفرادي ودخلت لسجن يحتويها , فسجنها الجديد هذا ارحم لديها من ذلك السجن الأنفرادي .
ابداعنا بوعينا وقوتنا بأملنا بهم نهزم التخلف وننصر الأنسانية
شيء مؤلم جدا (( هذه المرأة ))هي ضحية تعاليم الإسلام
هو الذي قتلها
أكثر المسلمات أو %90 منهن يعانين نفس المعاناة
شكرا لك عزيزي صخر .. المفاهيم الجامدة يكون ضحيتها الرجل والمرأة على حد سواء ولكن تنال المرأة القسط الأكبر كون هذه المفاهيم ذكورية الأصل والتكوين