في مصر شرع قانون ازدراء الاديان ، وتم محاكمة عدد من المفكرين المسلمين و عدد من المسيحيين بهذا القانون بتهمة ازدراء الدين الاسلامي ، ولم يحاكم اي مسلم لازدراءه بالمسيحية سوى شخص واحد حسب معلوماتي هو ألشيخ ابو اسلام ، لأنه وقف في ساحة عامة و مزق الانجيل اما الناس و القى كلمة علنية قال فيها انه الانجيل محرف وسيجعل حفيده يبول على هذا الانجيل .
اما بقية الاحكام فقد صدرت ضد المفكرالاسلامي اسلام بحيري بحبسه لمدة سنة واحدة ، والشيخ الازهري محمد عبد الله نصر حبس خمسة سنوات ، والذين قالا دفاعا عن الاسلام ان معظم ما جاء في صحيح البخاري و صحيح مسلم وكتب التراث القديمة هي اقوال ملفقة لا صحة لها، تم تأليفها و وضعها في زمن العباسيين وبعد وفاة نبي الاسلام باكثر من 250 عاما . وهي تسيئ للاسلام ونبيه . كما صدر الحكم ضد عدد من الأطفال المسيحيين في مصر بالحبس خمس سنوات لقيامهم بتمثيل طريقة ذبح داعش لضحاياها وقطع رقابهم .
وحكم بموجب هذا القانون على الكاتبة فاطمة ناعوت بالحبس ثلاث سنين و الغرامة مع وقف التنفيذ .
تم تفصيل تشريع هذا القانون لتكميم الافواه و واخافة الناس بالخصوص لمن يهين الذات الالهية وينتقد الاسلام او القرآن اويسيئ للنبي .
الله لا يحتاج الى من يدافع عنه بقانون وضعي ، فهو الجبار المنتقم القوي ، وليس الاله الضعيف . وله الحساب يوم الدين وليس للبشر .
والدفاع عن دين ما ، دلالة على ضعف هذا الدين وهشاشته امام النقد والدراسة العلمية .
المسلمين لهم مطلق الحرية في نقد الاديان الغير اسلامية ، مستندين الى القرآن و السنة الذي يكفر اليهود و النصارى، و يتهمون بلا دليل الكتاب المقدس (التوراة والانجيل) بالتحريف ويوجهون لهما الاهانة ، وبقية الاديان اعتبرت ملغاة ومنسوخة بالاسلام ، والقرآن نسخ كل الكتب السماوية الاخرى. وان الاسلام خاتم الاديان واقربها عند الله وان المسلمين خير امة اخرجت للناس و باقي البشر كلهم كفرة و ملحدين و زنادقة لأنهم لا يعترفون بالاسلام ولا بالقرآن و لا بنبيه رسولا من عند الله . اي تم بالاسلام الغاء الاديان الاخرى وحرية العقيدة عند كل البشر . ومن لا يؤمن بالاسلام اما يدفع الجزية او يقاتل .
ومن يزدري الاسلام يتم محاكمته والحجر على افكاره ، هذا ان لم يُقتل بيد احد الغوغاء الارهابيين برصاصة موجهه كفرج فودة او بطعنة سكين غادرة كنجيب محفوظ ، او يُعدم شنقا بحكم قضائي، كما حكم على المفكر الاسلامي محمد محمود طه بالاعدام شنقا في السودان .
الاسلام والمسلمون ينتقدون كل الاديان براحتهم وبكامل حريتهم ، لكن الويل والثبور لمن ينتقد الاسلام او ينقد القرآن او يسيئ الى النبي و تاريخه . سيقيمون الدنيا عليه ولا يقعدوها.
لو سب احد السنة في مصر الشيعة او البهائية علنا، لا تُرفع عليه قضية ، ولو سب الشيوخ وكفروا اليهودية واليهود والمسيحية والمسيحيين وهذا يحدث كل يوم في الفضائيات و من على منابر المساجد ، فلن يحال الى المحاكم بتهمة ازدراء الاديان ، لأنه يتسلح بألايات القرآنية ويقول ان الله كفرهم في القرآن وليس هو . كما فعلها مؤخرا الشيخ سالم عبد الجليل.
فاي قاضي سيجرؤ للوقوف ضد كلام الله والقرآن وسنة النبي وينصف المدّعي الغير مسلم ؟ رغم ان القانون والدستور يقول – على الورق فقط – ان المواطنين سواسية امام القانون . سيكون الحق دائما بجانب المسلم، ولهذا يحتمي الشيوخ السلفيين والاخوان المسلمين و المتطرفين منهم بالقانون لتفريغ سموم الحقد والكراهية والتفرقة ضد مواطنيهم الاقباط دون خوف من ملاحقة القانون لهم . فقانون ازدراء الاديان المصري مصمم ضد من يزدري الاسلام السني فقط .
وثيقة حقوق الانسان التي اصدرتها الامم المتحدة ، تمنح الانسان اينما كان في العالم ، حرية الفكر والاعتقاد واختيار الدين او تبديله ، وممارسة الصلاة والشعائر الدينية بكل حرية ولا يحق لأحد منعه فردا او جماعة ، ولايجوز التفرقة بين المواطنين بسبب الدين او المذهب او الجنس او اللون او العِرق . بينما شريعة الاسلام تقول من بدل دينه فأقتلوه . ولا يسمح بزواج المسيحي او اليهودي من مسلمة الا بعد اشهار اسلامه ، لكن يجوز العكس .
التاريخ الحديث يشهد ان الكثير من المفكرين والكتاب المسلمين تم قتلهم او محاولة اغتيالهم بسبب نقدهم للاسلام اوالقرآن ، او لكتابة رواية او قصة يعتبروها مسيئة للاسلام او نبيه . فقد تم تكفير الاديب طه حسين على كتاب الفه، و شُنق المفكر الاسلامي محمد محمود طه ، لفكره التقدمي ، وجرت محاولة اغتيال الروائي والاديب نجيب محفوظ على رواية اولاد حارتنا واهدَرَ الخميني دم الكاتب الباكستاني سلمان رشدي ، وكفّر الازهر المفكر نصر حامد ابو زيد و طلب تفريقه من زوجته ، ونفذ احد المجرمين المؤجرين اغتيال المفكر فرج فودة . ولازال هناك الكثير من المفكرين الشجعان من الذين ينتقدون الاسلام بعلمية و مهنية متدبرين ودارسين للقرآن وكتب التراث الاسلامي امثال حامد عبد الصمد و رشيد المغربي والاخ وحيد والقمص زكريا و الدكتور سامي الذيب وغيرهم كثيرون .
في الوقت الذي توقع الدول الاسلامية والعربية على الميثاق العالمي لحقوق الانسان موافقة على بنوده ، تضع تلك الدول في دساتيرها بأن الشريعة الاسلامية هي مصدر التشريع ، ودين الدولة الاسلام . و من هنا تبدا التفرقة والتمييز دينيا بين المواطنين . وينحاز القضاء للمسلمين ضد غيرهم . فلصالح منْ شرع قانون ازدراء الاديان في مصر ؟
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلةبقلم مفكر حر
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟بقلم مفكر حر
- تلغراف: تأثير #الدومينو علی #ملالي_إيران وتحولات السياسة الغربيةبقلم حسن محمودي
- الميلاد آتٍبقلم مفكر حر
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهران
أحدث التعليقات
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر