قالٓ لي المعلّم يا غبيّ

ذات مرّة وبالصف الأوّل متوسط قالٓ لي المعلّم يا غبيّ قلت له بجساره وتمرّد أنتّ الغبيّ (!) ضربني وقال غبي وقليل أدب أيضاً! ، مرّت سنوات طويلة جدّاً وفي يومٍ ما وبمحض الصدفة وجدتُ معلّمي يجلس أمامي وكنت آنذاك مسؤول علاقة كبار العملاء من الفئة الذهبيّة والماسيّة، أعرف معلّمي جداً وتأكدت من الشامة الكبيرة على خدّه الأيسر، تركت مكتبي وتوجّهت لصالة إنتظار العملاء وسلّمت عليه وقلت له هل عرفت من أنا؟ قال لا قلت أنا تلميذ سابق عندك في مدرسة (….) أنا فلان إبن فلان ثم قال نعم تذكرتك أنتّ الطالب المشاكس قلت ضاحكا والغبي وقليل الأدب أيضاً قال لو كنت غبياً حقاً ما رأيتك هنا، قلت له مشكلتكم أنّكم تمارسون سياسة الإحباط وتحطيم المعنويّات، قد أكون حقاً بليد بالرياضيّات لكن لم تراني الاّ من زاوية منهجك فقط لا تعلم أنني بنفس الوقت شاطر بمناهج دراسيّة أخرى لكنك حكمت عليّ بالغباء ، لكن دعني أخدمك الآن فأعطاني شكوى كتبها بخط يده ضد البنك يتظلم بها من سحب مبالغ ليست مستحقة تزيد عن قيمة الأقساط المدفوعة ، أخذتُ الورقة وقرأتها فوجدت ستة أخطاء إملائية بثمانية أسطر ، ثم صوّرتها ؤأخذت النسخة المصوّرة ووضعت ملاحظاتي على هذه الأخطاء وظللتها بالأصفر فقلت له ضاحكاً هناك أخطاء إملائية يا أستاذ وهذه نسخة من خطاب الشكوى ، قال أتحدّاك قلت أنت معلم رياضيات لذا لا يعني هذا معرفتك الكاملة باللغة رغم عدم تخصصي باللغة لكن لن أقع بأخطاء إملائية كهذه.
لا أنكر أنني شعرتُ بالقليل من رد الإعتبار بتلك اللحظة ، إنتهيت من خدمته فشكرني لسرعة حل مشكلته وإسترجاع حقّه ، ثم قال لي أنت موظّف جيّد قلت وممتاز قال تفوّقت عليك بالرياضيات وتفوّقت عليّ باللغة ، قلت إذاً تعادلنا ولكن تبقى معلمي ولك مكانتك الكبيرة . الصوة ارشيفية لصف مدرسي