في العراق شيزوفرينيا اخلاقية

انه مرض قديم يعاني منه الكثير من العراقيين ومايزالون.dhayehh
العراقي ،وهذا ليس اطلاقا،لايعرف المبادىء الاولية لمفهوم الديمقراطية ويتساوى بذلك الاكاديمي ورجل الشارع والمثقف.
انه يجد في ممارسة السلطة تعويضا لكبريائه المهدورة من قبل سلطة اعلى(نائب العريف في الجيش نموذجا).
انه لايعرف من قاموس “كيف تخاطب الآخرين الا كلمات:هاي شنو،شنو جاي تسوي هنا،ابتعد عن الطريق،خليك بحالك،انت ليش واكف هنا،لاتسوي صوت يمكن تطلع بره اذا كررتها”،هذا مايقوله العراقي للعراقي ولكن اذا حدث والتقى نفس العراقي باحد الاجانب فانه يفتح فمه على مصراعيه مبتسما او حتى ضاحكا بدون سبب ويقول له بصوت ناعم:معذرة هل استطيع مساعدتك، ان الصوت الصادر من كرسيك سببه ارضية الخشب فلا داعي للقلق ،شكرا لك سعدت بالحديث اليك،فرصة سعيدة،شكرا لوقتك،كان بودي ان اتحدث معك اكثر ولكن هناك التزامات على تنفيذها.
للعراقي شخصيتان عملاقتان ،تطفر الاولى الى العلن حين يحس صاحبها انه يتحدث مع عراقي مثله،تنتصب هذه الشخصية بكل عدائية وبدون سبب انطلاقا لأسماع الآخر كلمات جافة لامبرر لها بينما تظهر الشخصية الثانية الى العلن حين يلتقي هذا العراقي مع اجنبي له شعر اشقر ولغة هو نفسه لايفهمها.
اما اذا التقى مع احداهن “فاويلي يابه” سيخرج من جعبته كل خزين الابتسامات حتى ان زوجته،اذا كان متزوجا،تضرب اخماس باسداس وهي تسأل:هل هذا زوجي فعلا ام انه ملاك حط بطريق الخطأ على الارض؟.
سيقول البعض لقد ظلمت البعض ونسيت كرم الضيافة وحسن الاستقبال عند لعراقيين منها ذبح الخرفان تحت اقدام الضيف،واقول ان ذلك ليس من كرم الضيافة بشىء فحتى حاتم الطائي كان كريما ولكنه غبيا ، ويقع في خانة الاستعراض وكأن حال المضيف يقول:انا احسن من جاري في الكرم وحسن الضيافة.
انها مباراة بين شخصتين تتنازعان بعض العراقيين وتظلان تتنفسان حتى ولو كانوا في الجنة.
الجنة في اعتقادهم مكان للراحة والاسترخاء بعيدا عن لقاء العراقيين الاخرين لأنهم “يسدون”النفس.
فاصل خرنكعي: بعد 500 سنة قدمت البابويه اعتذارها عن اعتقادها بان الشمس تدور حول الارض وليس العكس وها نحن ننتظر قرون عديدة على اصحاب الفتاوى في الامارات الذين قالوا امس ان محاولات اقامة الحياة في كوكب المريخ ستكون غير إسلامية.
اصحاب هذه العقول المغلقة تركوا كل مشاكل المواطن الذي لايعرفون كيف يعيش في ابعد قرية في راس الخيمة،ولا العبودية في استغلال الايدي العاملة وجعلهم يعيشون كالبهائم وباجور لاتتعدى 100 دولار امريكي بالشهر وسط حرارة تصل الى 40 درجة في معظم الاحيان، ولا ذلك الذي يستنفز سنوات شبابه للعمل هناك وبعد عشرين سنة او اكثر يلصقون به تهمة “الابعاد الاداري”.
هل فكّر احدهم باحترام الهندي الذي بنى برج خليفة او مايسمى برج الامارات؟وهل وضعوا مقارنة بينهم وبين جنوب افريقيا في التمييز العنصري بين الوافد زالمواطن؟.
تأتي هذه الفتوى من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف فى الإمارات بعد إعلان منظمة “مارس ” الهولندية إنها ستحاول إقامة مستوطنات بشرية دائمة على كوكب المريخ.
يعتقدون ويا بؤس مايعتقدون ان منظمة مارس ستجهز طائرة ركاب الى المتبرعين لتنطلق بهم الى المريخ بكل بساطة.
انهم كفار ايها السادة ولكنهم يحترمون عقول البشر ويبذلون صبرا منقطع النظير في توفير سبل السلآمة لمشروعهم الذي قد يستغرق سنوات وسنوات.
ياعمي التفتوا الى ناسكم وقدموا الاسلام بمفهومه الصحيح بعيدا عن المزايدات واصدار الفتاوى العرجاء.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.