يحب أهل مدينة البندقيه الموسيقى والرقص والأناقه والحفلات وخصوصاً أيام الكرنفالات . بعد إنتهاء الكرنفال في 4 آذار 1678 ضرب زلزال مدينة البندقيه , وفي نفس اليوم ولد واحد من أعظم الموسيقيين الإيطاليين : أنتونيو فيفالدي
عاش فيفالدي قرب كنيسة سان مارتينو في الجزء الفقير من المدينه حيث الطرق المائيه تعج بالضوضاء ومختلف أنواع النشاطات , وكان يلعب في محله تفوح منها رائحة الخبز وصابون الملابس قرب معمل للأسلحه يقوم بصناعة المدافع , وكان مبهوراً بطريقة صنع وتركيب هذه المدافع
كان لوالد أنتونيو أكثر من عمل , فهو حلاّق وفي نفس الوقت خبّاز وفي نفس الوقت كان يعزف الموسيقى في اوركسترا سان مارك . حين بلغ أنتونيو 7 من العمر كان يرافق والده الى حفلات العزف من أجل سماع الموسيقى , وكان جميع الموسيقيين يعرفون أنتونيو ويناديونه ( ألروزو ) وتعني الأحمر , لأن شعره كان أحمراً براقاً
منذ ذلك الوقت لم يكن انتونيو يفكر بشيء غير الموسيقى , علّمه والده كيف يعزف الكمان لأن الولد كان يحب آلة الكمان وغالباً ما كان يذهب الى اوركسترا سان مارك للإستماع الى أعمال المؤلف العظيم جيوفاني ليغرينزي . أغرم الصبي بالغناء المصحوب بصوت الأرغن ومقطوعات الكمان , وبعمر 13 سنه بدأ يؤلف هو موسيقاه الخاصه
كان أنتونيو هو الإبن الأكبر للعائله , أخوته الأصغر منه كانوا يتشاجرون ويتعاركون مع الناس دوماً وكان هو قلقا ً بشدة بسبب طبيعتهم الفظه . كان يحمل الهم بسبب ذلك حتى أثناء إنشغاله بالموسيقى , وفيما بعد إعتقل واحد من اخوته وحكم عليه بالسجن 5 سنوات لأنه طعن أحداً ما بسكين مما سبب ألما ً كبيرا ً لأخيه أنتونيو
بسبب فقر العائله الشديد قرر أنتونيو أن يصبح قساً , وبهذه الطريقه يحصل على عمل يعيل به نفسه وأسرته . بعمر 15 سنه بدأ عمله الديني وكان أول ما ضحى به هو شعره الأحمر الجميل الذي تمت حلاقته ليصبح متماشيا ً مع عمله كقس , لكنه لحسن الحظ كان يملك الوقت للتأليف الموسيقى وعزف الكمان
من خلال عمله كموسيقي في إحتفالات الكنيسه أصبح معروفاً في البندقيه , وكانت معزوفاته تقابل بتصفيق حاد من قبل المستمعين . بعمر 25 سنه أصبح أنتونيو معلم موسيقى في “الأسبيدال ديلا بييتا” وهي مدرسة للبنات حيث توجد الأوركسترا والكورس , وحيث يقوم هو بقيادة العزف المصاحب للإنشاد أو الغناء
ألف فيفالدي ما يزيد على 400 مقطوعه ولآلات مختلفه . الفصول الأربعه وهي معزوفة للكمان والأوركسترا ضمت أربعة مقاطع تمثل الفصول الأربعه : الربيع والصيف والخريف والشتاء . صمم فيفالدي إيقاع المقطوعه في 3 حركات : سريعه , بطيئه , سريعه . لاحظ في بداية مقطع الخريف حاول فيفالدي رسم صورة الفلاحين يرقصون ويغنون إحتفالاً بموسم الحصاد والقطاف , بينما في المقطع الذي يليه يكاد يكون صوت المزمار ( الأوبو ) تقليداً للصوت البشري العادي
ألف فيفالدي العديد من مقطوعات موسيقى الصاله , لآلات مختلفه وبأحجام مختلفه , هنا في سوناتا التشيلو لاحظ كيف تتحاور الآلات الموسيقيه مع بعضها
البندقيه مليئه بالكنائس التي تعزف فيها الموسيقى في القداسات , ولهذا فإن فيفالدي ألّف الموسيقى الكنسيه طيلة حياته . في مقطوعة سيدة الأحزان ( ستابات ماتر ) وصف فيفالدي أحزان السيده مريم عند موت ولدها المسيح بموسيقى في غاية الألم والحزن
لحّن فيفالدي ما يزيد على 40 أوبرا , كان يكتب اللحن ويقود الاوركسترا وينتج العمل , ويختار الموسيقيين , والمغنين , والراقصين والمصممين . في اوبرا أورلاندو فيوريوسو , نستمع الى أورلاندو يغني مفتخراً بقدرته كمحارب ورغبته في العثور على أنجليكا التي وقع في غرامها