رد السفير الاميركي السابق في دمشق ” روبرت فورد ” على مخرجات مؤتمر فيينا حول الحل بسوريا, بمقال نشره بصحيفة ال” ميديل ايست”, اوضح فيه ما يلي:
اولاُ: ان مشكلة سوريا الأساسية هو عدم سيادة القانون, الذي هو اللبنة الاساسية لسير اي حكم, وان القانون يتم تسفيهه بسهولة من قبل اربعة اجهزة مخابرات سرية رهيبة قادرة على فعل اي شئ من اغتيال وخطف واسر وتعذيب للمواطنين, فمن من الشعب السوري يستطيع ان يقول رأيه او حتى مجرد عدم الانصياع لرغبات النظام وهو على يقين بان اي دستور جديد سيكون مجرد حبر على ورق, وقد رأينا بام اعيننا ضحايا التعذيب السجون السورية. ( شاهد: قائمة بكل الصور المسربة لضحايا التعذيب في السجون السورية التي وثقتها شركة كارتر راك)
ثانيا: ان اصدار دستور جديد وإعطاء بعض الوزارات لأفراد من المعارضة والانتخابات الجديدة لن تفيد الشعب السوري بشئ, اذا لم يكن هناك تغيير حقيقي بنظام الحكم في سوريا يفضي الى كف تسلط الاجهزة الامنية عن رقاب السوريين.
ثالثاً: لدى السوريين مشكلة اضافية الآن, فالى جانب الاجهزة الامنية التي ستسعى الى تسفيه الانتخابات هناك على الطرف الآخر الفصائل الاسلامية المسلحة المتطرفة التي تعارض الانتخابات من ناحية دينية فقهية شرعية, وسيغتالون موظفي الامم المتحدة ليمنعوهم من الاشراف على اي انتخابات.
من خلال ما كتبه السفير فورد نستنتج بان كل ما اقترحته روسيا وايران بفيينا ليس له اي فائدة وانما لكسب الوقت ريثما يستطيعون تحقيق الانتصار العسكري على الارض لكي يفرضوا انفسهم بأن تقبل بهم اميركا كلاعبين اقليميين ودوليين على حساب الدم السوري, ولكن اميركا لا تريد ان تخضع لمطالبهم وتريد ان تغرقهم بمستنقع الازمة السورية, ولن يتم حل المشكلة السورية حتى ينتهي الصراع بين هذين المعسكرين ويتفقوا على حل نهائي بسوريا اما جيوش النظام والمعارضة المتقاتلة في سوريا فلا محل لها من الاعراب وهي تنفذ الاوامر المباشرة والغير مباشرة لهذين المعسكرين المتصارعين.