فهموني اروح لكم فدوى

ropiraqueهذا وزير لو احد شقاوات بغداد ايام زمان.
اقترح على محمد فهمي البياتي ان يختفي عن الانظار مثل ما اختفى سليمان رشدي ،مع الفارق،لمدة عشرين عاما.
اذا لم يفعل ذلك فسيهدر دمه ويصبح حلالا بلالا لكل عراقي شريف.
هذا البياتي وزير حقوق الانسان،هذه اول نكتة.
البياتي مرّ امس من احد ،الشوارع طبعا برعاية موكبه المظفر وهذه نكتة اخرى.
يظن سيادته انه مستهدف داعشيا فامر بزيادة الحماية وهذه نكتة ثالثة.
المهم ايتها السيدات والسادة ان صاحبنا الذي لايصلح ان يكون حتى من شقاوة بغداد مرّ امس مع موكبه في شارع عام ،هذا الشارع كان مزدحما في ذلك الوقت وما كان من احد ضباط المرور الا ان يوقف موكب هذا المسعول حتى يمهد له الطريق.
الضابط تفاجأ باحد رجال الحماية ينزل من السيارة ويضع اخمص البندقية على ظهره ،في هذه الاثناء ركض الى الموقع عقيد المرور الذي كان هناك ليعرف ماذا حدث فتفاجأ باحد رجال الحماية يضع هو الاخر اخمص رشاشته على ظهره بينما تبرع رجل حماية آخر بضرب العقيد.
يابه فهمونا شنو السبب؟
جاء الجواب سريعا وبصوت مسرحي ضخم: ليش اخرت موكب الوزير،ماتعرف هو منو.
نسيت اخبركم،وزيرنا كان مستعجل لانه عنده موعد مع واحد مظلوم ومهدور حقه وهو رايح ” يتحشمله”
واذا ماوصل بالوقت المناسب راح تضيع حقوق هذا الانسان وتعال عاد دور على قضية ثانية نلهي روحنا بيها.
شقاوات بغداد كان يضرب بيهم النخوة والشهامة ايام زمان وكان المظلوم من ” ينخاهم” ينجدوه دون معرفة السبب لكن هذا الوزير طلع ” خن……” بغداد لانه يتشاطر بحمايته.
فهموني دخيلكم شلون هذا صار وزير واشلون خله ايده على القران الكريم واقسم اليمين.
ولكم راح اتخبل،معقولة بعض ناس العراق وصل الى هذه الدرجة من الدناءة.
لو اي وزير آخر يسويها كان لها تبرير لكن …….
وزييييييير حقوق الانسان ياناس!
لو نشر هذا الخبر في جريدة ما لقلنا انها متحاملة ولها اجندة خارجية ولكن التغطية تمت عبر قناة البغدادية التي نقلت شهادة شرطي المرور المضروب وشاهد عيان.
انغلق مخي فجأة وتاه عقلي بين مطبات شوارع بغداد الجديدة ونافوخي تعرض الى هزة ارضية حيث وقف في اعلى الرأس وهو” الله اكبر العزة للعرب والمجد للعراقيين وخصوصا عمال نفط الجنوب”.
مع الاسف ابن عشيرة البياتي ” خرّب” علينا نزهة انا وابو الطيب حيث قررنا ان نرفس الاخبار بعيدا ونقرأ الفاتحة على الفيس بوك ليوم واحد فقط ونعتلي قمة جبل صغير لنجلس نشرب القهوة ونغني لحضيري ابو عزيز ” عمي يابياع الورد”.
الك الله يامحمد مهدي وعساها ابختك وابخت كل واحد ماكل حقوق الناس.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.