المسلمين في سوريا والمسيحيين بطبيعتهون و عبر التاريخ شعب متدّين، فرجل الدين بطبيعة الحال هوّة صاحب نفوذ و احترام من مجتمع أعطاه الأحقيّة في تقرير الشي اللي بيجوز و الشي اللي ما بيجوز بغض النظر عن صحة الادعاء أو عدمو..
هاد الواقع التقطوا النظام الاسدي ” العلماني ” من اليوم الاول لعملية السطو على السلطة، و أحال رجال الدين الحقيقيين على المعاش او دكهون بالسجون، و أدار المجتمع من خلال مجموعة من رجال دين مفصّلين في مشاغل النظام و مفروضين بمراسيم مخابراتية صادرة عن أفرع الأمن..
و طلب النظام مجموعة من الشروط اللازم توافرها عند أشباه رجال الدين لتمرير ما عجز البعث عن تمريروا اجتماعياً في الوسط السوري..
و وصل تدّخل النظام في هذه الآلية لحد كتابة وعظات يوم الأحد و خطب يوم الجمعة، و اللي كانت تصير تحت رقابة و أعين عناصر أمنية مزروعة بالكنيسة و بالمسجد لتقديم التقرير الأمني المفصّل عن مجريات احداث الصلاة ، و ان تمّ الدعاء لحياة القائد ام لا، او اذا كانت كلمة الرد آمين نابعة بقوّة من هالجامع او تلك الكنيسة ..
في نكتة انتشرت في التسعينات عن الشيخ اللي دعى لحياة القائد و ما لاقى الدعاء صدى كلمة آمين بقوّة حجم الدعاء، فالتفت الشيخ على المصلّين و صرخ فيهون على طريقة ضباط البوط العسكري:
” و لك هاد صوت تلاتمية كر؟؟؟؟ “..
و اصبح رجل الدين كعنصر المخابرات اللي مهمتو إشاعة خبر معين أراد النظام اشاعتو، و اللي خلاه يساهم بشكل كتير كبير بتعزيز المنطق الطائفي المؤود حياً بالمجتمع السوري..
من راس دار الإفتاء في سوريا الى اصغر شيخ في اصغر مسجد، و من راس الكنيسة الى اصغر شمّاس ، أكاد أجزم بارتباطهون بشكل او بآخر بأجهزة الأمن، و دليلي هو الدور السلبي لرجال الدين فيما يتعلق بتفاصيل الثورة السورية..
النفاق سلاحهم، و الكذب عالناس باسبور دخولهون الى بيوتهون، و العمل الإنساني كان الحجّة لجمع مال البشر، و الضحية طبعاً هاد الانسان المؤمن اللي وكّل أمرو لرب العالمين و لصاحب النيافة و القداسة من بعدو..
خرج مجموعة من الشباب اللادقاني بطلب قدّموه للمفتي حسون اثناء زيارتو جامعة تشرين في اللادقية ، و الطلب كان السماح بتخصيص غرفة لممارسة الصلاة و العبادة بالجامعة نظراً لطول ساعات الدراسة ، فكان رد المفتي حسّون بعد ما كبس زر النفاق الموجود على كف أيدو اليمين :
” أستطيع ان اطلب من القيادة بناء جامع ضخم في جامعة تشرين مو بس تخصيص غرفة للصلاة ، و لكن بخاف عليكون يا أبنائي من التقارير الأمنية..”
و البوطي اللي شايف حافظ الاسد بين الأولياء في الجنة، و المطران لوقا اللي تراءى إلو باسل بالمنام بين القديسين، و المعمّم صهيب الشامي اللي جمع مال مسلمين حلب و صار مليونيراً..
فلنسقط بقا عن أكتافهون العباءات اللي حطلهون ياها بشار و أبوه من قبلو بعد كل اجتماع حزبي و أمني في المسجد الأموي بعيد الفطر والأضحى ، و لننزع عن رؤوسهون الطرابيش المذهّبة و الملمعة في معامل الدفاع، و ليكن من يعتلي محراب مساجدنا و ميكروفونات كنائسنا بشر مانهون بحاجة لعمامة بيضا لإخفاء العصب اللي بيحرّك لسان الفتنة و النفاق داخل رؤوسهون، و لا لقلنصوة مذهبّة لاعماءنا ببريقها عن رؤية الحقيقة..