يقوم المخرج أوليفر ستون بتتبع مسيرة جورج بوش , من(مدمن كحول ) الى ( رئيس ) في فلم سيرة ذاتية مثير للجدل
المخرج الليبرالي الذي أثار عاصفة في فلمه ( جي إف كي ) عام 1991 الذي يتحدث عن إغتيال الرئيس جون كينيدي , أثار الناس مرة أخرى بعد 4 سنوات في أحكامه على ريتشارد نيكسون , في فلمه الذي أطلق عليه بكل بساطة عنوان ( نيكسون ) , يقوم اليوم بإختصار أكبرحين يطلق على فلمه عن جورج بوش عنوانا مكونا من حرف واحد ( دبليو) . ويقدم فيه إنتقادا لسياسة جورج بوش بشكل عام ولحربه على العراق بشكل خاص . وقد قام بإختيار بطل فلم ( لا وطن لكبار السن ) الممثل جوش برولين ليقوم بدور الرجل الذي أصبح قائدا للعالم الغربي
لكن المخرج الحائز على الأوسكار كان قد وعد بأن يكون أمينا على قصة الرجل الذي تحول من مدمن على الكحول الى شاغل للبيت الأبيض الأمريكي : جورج بوش 61 سنة
وفي مقابلة مع صحيفة ( ديلي فيرايتي ) قال أوليفر ستون : ما نقوم به أبعد من تصوير مشاهد فلم عن حياة بوش , فمثل فلم نيكسون , نسعى لإيصال المشاهد الى الإحساس أنه أمام الرئيس نفسه
ثم يقول المخرج : لكن إذا كان فلم نيكسون سمفونية , فإن هذا الفلم يشبه مقطوعة ليست قاتمة في لحنها . الناس تفهم أفكاري السياسية وكأنها ( أكليشهات ) وهذا فهم سطحي
ثم يقول : كمخرج درامي أنا أهتم بقضايا الشعب , وعندي تعاطف مع بوش كإنسان , مثلما تعاطفت مع كاسترو , نيكسون , جيم موريسون , جيم غاريسون , والإسكندر الأعظم
في هذا الفلم , أنا الحكم , وأريد تقديم حكم عادل .. صورة حقيقية للرجل .. كيف غادر إدمانه على الكحول ليصبح أقوى شخصية في العالم ؟
يتضمن الفلم إنتقاد سياسته حول العالم .. لكني سأورد فيه العديد من مشاكل حياته الخاصة , ونوباته مع والده , وكيف إعتنق الديانة المسيحية وصار بها ( مؤمنا ) الى هذا الحد .. وهو ما يفسر الكثير من تصرفاته وقراراته التي سترد فيما بعد . والتي تتضمن إيمانه أن الله ( شخصيا ) قد إختاره ليصبح رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية . وأن الله قد أوحى له ليقوم بهجومه على العراق .. الفلم سيتضمن مفاجآت كبيرة لأنصار بوش .. ولمنتقديه أيضا
كتب سيناريو الفلم ( ستانلي وايزر ) ويحتوي على حكايات عن مشاكل بوش مع الإدمان وعن علاقته المحتدمة مع والده . ومن بين تلك الحكايات , إعتقاله لمحاولته هدم المرمى , عقب مباراة كرة قدم أمريكية . وحكاية كيف قام والده جورج بوش الأب بإستعمال نفوذه الشخصي ليتم قبول إبنه في جامعة هارفارد / كلية الأعمال .
وكان بوش قد أكد انه تعاطى الكحول حتى بلغ 40 من العمر ونفى أن يكون قد أدمن ذات يوم . في حين تداول ملايين من مستعملي الأنترنت قبل سنتين مقاطع لأحدى مقابلاته مع الصحفيين في البيت الأبيض يبدو فيها ثملا تماما ولا يدري ما يقول , وكل ما تمكن من قوله هو كلمة : آيا .. آيا .. آيـــا .. آيا . ثم غادر مكان الإجتماع
عام 1976 تم تغريم بوش 150 دولار لقيادته السيارة وهو تحت تأثير المسكر . وفي حملته الرئاسية عام 2000 قال إنه قرر ترك الشرب عندما أفاق صباحا وهو يعاني أعراضا رهيبة بعد ليلة سكر فيها حتى الثمالة . ثم قال : (تركت الشرب عام 1968 ولم أشرب قطرة واحدة منذ ذلك الحين ) . فإذا كان صادقا في أقواله أنه ترك الشرب حين صار عمره 40 سنة فهذا معناه أنه ترك الشرب عام 1988 وليس 1968
القناة الأمريكية ( أي بي سي ) وصفت بوش ذات مرة بأنه ( طالب جامعي سكران ) يكذب الإفتراضات التي تقول أنه سيسير على خطى والده السياسية قائلا : الجحيم ؟ لا .. هذا آخر شيء في العالم أريد القيام به
وفي مشهد آخر ينتقد بوش والده ويسميه : ( السيد الكمال ) و ( السيد بطل الحرب ) و ( السيد الله سبحانه وتعالى ) كل هذا بسبب أن والده كان يجادله بشأن تخفيف كمية شربه
في الفلم يظهر أوليفر ستون بوش يسعى الى شن الحرب على العراق إنتقاما من صدام حسين لمحاولة إغتيال جورج بوش الأب أثناء زيارته للكويت قبل إجتياح بوش الإبن العراق بحوالي 10 سنوات
عن إختياره للممثل جوش برولين لأداء دور بوش قال المخرج أوليفر ستون : في الواقع إن جوش أفضل مظهرا من بوش , لكنه
يملك نفس أسلوبه في الحركة , ويتحلى بكاريزما من النوع الذي كان يملكها مشاهير السينما في الماضي
وأخيرا .. فقد يبدوا الفلم إنتقاما يساريا ليبراليا من 8 سنوات من الألم ( هي فترة حكم بوش ) لكنه في نفس الوقت نظرة الى ما خلف
الأستار والحجب من حياة هذا الرئيس غير المحتمل والذي لايطاق
مأخوذ عن : الديلي فيرايتي ميسون البياتي – مفكر حر؟