فلسفة حرية العقيدة في الاسلام

safielyaseriالزعيمة رجوي وفلسفة حرية العقيدة في الاسلام
متابعة – صافي الياسري
في خطابها الرمضاني بمؤتمر باريس اكدت رئيسة الجهورية الايرانية المنتخبة من المعارضة الايرانيه الزعيمة مريم رجوي ثوابت الفلسفة الاسلامية المحمدية التي تقوم على حرية الاختيار مستشهدة بالاية القرانية الكريمة التي استهلت بها خطابها ( لا اكراه في الدين ) وهي الاية التي لخصت ببلاغة فائقة جوهر الاسلام المحمدي ،نقيض الاجبار الذي يفرضه التطرف والارهاب الي اسس له ابتداء املالي ايران الحاكمين بالنار والحديد لتكشف بذلك عن فهم عميق للاسلام،الذي تعرض للتشويه والاغتيال ورفع لافتته لتغطية الارهاب والتطرف ،فالمعروف ان الاسلام دين الرحمة والتسامح والتعاطف والسلام –اليس محمدا رسول الله ( ص) في توصيف المسلم بانه من سلم الناس من يده ولسانه ،بينما نرى حكام طهران يشيعون ثقافة القسروالاجبار والتعذيب وكانهم يقولون نريد ان نسوق الناس بالقوة الى الجنة وهم يرونهم الجحيم في الدنيا عبر الاعدامات التي لا تتوقف وتعذيب السجناء وبتر الاطراف واقتلاع العيون ورش الأسيد على النساء وفرض فقر واسع على الشعب.
وتذكر رجوي انه وقبل يومين قام نظام الملالي ببتر أصابع شابّين في مدينة مشهد، وهذه البربرية هزّت العالم، وأعلنت منظمة العفو الدولية أن هذه العقوبة القاسية الوقحة تشير إلى ممارسات نظام غارق في الظلم والبطش.
يقوم على فرض الدين بالقوة،
وإقامة استبداد مطلق باسم حكم الله،
في الإرهاب والتوسع تحت عنوان تصدير الثورة وبسط الدين،
في الإقصاء والقمع والاستخفاف بالمرأة،
وأخيراً في طمس الثوابت الإنسانية والالهية للحفاظ على السلطة.
لذلك فان الخلافة الاسلامية التي توسعت اليوم في أجزاء من سوريا والعراق، هي نموذج محدود وناقص من مثال أكبر أقامه الخميني الدجال قبل ثلاثة عقود تحت عنوان «ولاية الفقيه».
ولتاكيد هوية نظام الملالي استشهدت بما كان يقوله خميني قبل ثلاثين عاما من انه: «يجب كي (الناس) حتى يستقيم المجتمع».
وقارنت هذا القول بالشعار الذي ترفعه داعش اليوم «الشريعة لن تطبق أبدا الا بقوة السلاح”
وداعش كما هو نظام خميني توأمان رضعا من ثدي الحقد على الانسانية وكلاهما يؤمن بثقافة العنف والاجبار وتكفير من يخالفهم في الراي والعقيدة وتشرح رجوي هذه النقطة بالعودة الى ماكتبه خميني بخط يده . حيث أصدر فتوى في العام 1988 وصف فيها جميع السجناء المجاهدين بأنهم «مرتدّون» بسبب اعتقاداتهم، وحكم عليهم بإبادة جماعية، وعقب صدور هذه الفتوى تم ارتكاب مجازر جماعية بحق 30 ألفاً من السجناء السياسييين من المجاهدين المناضلين.
وعبارات التكفير ومفردة ( المرتدين ) الخمينية هي ذاتها التي تستخدمها داعش في وصف من يخالفها الراي وتستنج رجوي انه اولا – التطرف والتشدد تحت يافطة الإسلام قد تم تأسيسه وترويجه كنظام حكومي في عصرنا الحاضر من خلال بناء نظام «ولاية الفقيه».
ثانيا- الإسلام الذي يزعمونه هو دين الإجبار وسلب الإرادة الإنسانية. فيما الإسلام الحقيقي والقرآن يرفضان الدين الإجباري والإكراه باسم الدين.
وتساءلت رجوي أليس الإسلام دين التسامح والعفو؟
ألم يعف الرسول الكريم (ص) عن أعدائه في فتح مكة – ألم يعرض في المدينة ميثاق الأخوة والتعددية؟
اذاً ما يقوله الملالي الحاكمون في إيران أو أبناؤهم العقائديون من أمثال داعش وبوكو حرام هو ضد الإسلام وشرك مطلق.
وهذه هي آيات القرآن المجيد:
« وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ»
« الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ»
« قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ »
«وشاورهم في الأمر»
وهذه هي أوامر رب العالمين للرسول الأكرم:
فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ
فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ
كل هذه الأوامر في عموم القرآن، تقدّم الرسالة النبوية على أنها إقامة المحبة بين القلوب وفك الأغلال عن الناس والدعوة الى التسامح والتساهل وكلها جاءت من أجل حرية الإنسان.
وفي تعريف الإنسان من المنطلق الاسلامي والقرآني فأهم صفته هي الحرية وبالنتيجة تحمّله المسؤولية.
وتمضي ازعيمة رجوي الى القول ان القرآن يرى الإنسان حراً وهو الذي يمسك بمصيره.
إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ
الإسلام هو دين حرية التعبير وابداء المعارضة والنقد تجاه الحكام وليس رافضا لذلك.
وقال النبي الأكرم (ص) مرات عديدة «لن تُقدّس أمةُ لا يُؤخذ فيها الضعيف حقه من القوي غير متعتع»[10]
والامام علي (ع) كان دوما يدافع في سنوات حكمه عن حقوق معارضيه.
كذلك كان عمر(رض ) يقول- كيف استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا.
ولا يختلف نظام الملالي عن نظام داعش في الموصل بذريعة تطبق الشريعة فيجلد بالسوط من يتجرأ او يخطي في الافطار العلني ويفرض على المرأة حجابا صارما وزيا خاصا على الرجال
وتتعمق الزعيمة رجوي في الحديث عن جوهر الفلسفة والثوابت الاسلامية فتقول ان الإسلام وبصريح القرآن وحسب السنة المحمدية هو دين يحظى بالديناميكية. وأحكامه تأخذ بنظر الاعتبار الظروف الزمانية والمكانية. دينامية القرآن التي تتبلور في المحكمات والمتشابهات هي واحدة من أبرز سمات الإسلام.
وعلى هذا الأساس هناك اسلامان متناقضان يقفان وجها لوجه. اسلام الحرية مقابل دين الإكراه والتهديد.
وقال مسعود رجوي قائد المقاومة: هاتان القراءتان للاسلام «واحدة دين الرحمة والمغفرة والخلاص، والآخر دين الرجس والقسوة… واحد قائم على الجهل والإجبار والآخر قائم على الحرية والاختيار. واحد يدعو الى الظلمات والآخر يحمل راية الحرية والوحدة والخلاص. الصراع بينهما هو كذلك صراع مصيري للشعب الإيراني وللتاريخ الإيراني أيضاً وهو أحد أهم الحلقات لأقدار الانسان المعاصر».
نعم بهذه الأفكار أسس مسعود حركة ديمقراطية مناهضة للتطرف كسدّ منيع أمام التطرف الديني. حركة أصبحت اليوم نبراسا لشعوب ايران والمنطقة وهي نورالأمل الوحيد للانتصارعلى عفريت الارهاب والتطرف.
وفي حديثها عن الايحاء بان الشعة والسنة انما يتقاتلون في حرب طائفية كريهة ا ن اول من بدأ بترويج ثقافة الصراع الطائفي هم ملالي قم وان المنطقة كانت بعيدة عن هكذا صراعات الى أن جاء خميني الى السلطة في ايران. فقد أرسى أساس التفرقة والاقتتال باصراره على مواصلة الحرب مع العراق وبشعار «نحو القدس عبر كربلاء» لكي يوسع سلطته على المنطقة.
وفي داخل ايران فرض ضغطاً مضاعفا ًعلى أهل السنة باعتقالهم واعدامهم وهدم مساجدهم. وأعدم الملالي سجيناً سياسياً وبطلاً رياضياً من أبناء الكرد عشية شهر رمضان.
وطيلة العامين الماضيين أعدم النظام أعدادا كبيرة من أهل السنة بينهم 6 سجناء أكراد من السنة في سجن كوهردشت و3 سجناء سياسيين كرد في سجن اروميه و34 سجينا من أهل السنة من أبناء البلوتش في مدن جاه بهار وزاهدان وزابل وتم اغتيال رجال الدين من أهل السنة ومواطنين في محافظة سيستان وبلوتشستان.
وبتطبيق هذه السياسة في العراق تمت إبادة أهل السنة وفي سوريا شملت الإبادة جميع أطياف الشعب السوري وفي ايران تم ارتكاب المجازر بحق الآلاف من المجاهدين الشيعة الذين كشفوا نقاب الرياء عن وجه الملالي. وهي تلك السياسه التي تستمر على شكل استمرار المؤامرة والضغط على مجاهدي درب الحرية في مخيم ليبرتي حيث لا يتورعون عن مواصلة الحصار الاجرامي عليهم والى ارسال فرق وزارة المخابرات الى مدخل المخيم لفرض حرب نفسية عليهم والتمهيد لايقاع كارثة انسانية.
اذاً للشيعة والسنة عدو مشترك وهو نظام «ولاية الفقيه».
الشيعة الأصلاء يعرفون بمعاداتهم الشديدة لـ «ولاية الفقيه» ويعتبرون السنة إخوانا لهم.
الامام علي (ع) ذهب أبعد من الشيعة والسنة وأتباع معتقدات أخرى وقال: الناس صنفان: إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق.
وطالما هذا النظام قائم على الحكم فان الشعب الايراني وغيره من شعوب المنطقة لن يرون الحرية والديمقراطية. هذا النظام الذي مازال يصر على امتلاك القنبلة النووية رغم معارضة الشعب الايراني والمجتمع الدولي فهو يشكل خطراً على العالم برمته. إذن فان الحل يكمن في قطع أذرع هذا النظام من المنطقة بأسرها وإسقاط خليفة التطرف والارهاب في ايران.
وبينت الزعيمة رجوي جوهر عقيدة المجاهدين ومواقفهم بالقول بصفتي امرأة مسلمة أؤكد على ضرورة فصل الدين عن الدولة وباسم جيل نهض منذ خمسة عقود للدفاع عن الاسلام المحمدي الحنيف بوجه التطرف أعلن ما يلي:
1 ـ اننا نرفض الدين القسري والإجبار الديني، والحكومة الاستبدادية تحت يافطة الاسلام وأحكام شريعة التطرف، وتكفير أصحاب الرأي الآخر سواء كانوا باسم الشيعة أو السنة هي ضد الاسلام والسنة المحمدية السمحاء.
2 ـ من وجهة نظرنا فان جوهر الاسلام هو الحرية؛ التحرر من أي نوع من الإجبار والتعسف والاستغلال.
3 ـ نحن نتبع الاسلام الحقيقي أي الإسلام المتسامح الديمقراطي؛ الاسلام المدافع عن السلطة الشعبية والاسلام المدافع عن المساواة بين المرأة والرجل.
4 ـ نحن نرفض التمييز الديني وندافع عن حقوق اتباع جميع الديانات والمذاهب.
5 ـ اسلامنا هو التآخي بين كل المذاهب. الصراع الديني والفرقة بين الشيعة والسنة هو ما فرضه نظام «ولاية الفقيه» لاستمرار خلافتها اللااسلامية واللاانسانية.
نعم إلهنا هو الله إله الحرية، ومحمد هو نبي الرحمة والنجاة، والإسلام دين الإختيار الحرّ.
واضافت الزعيمة رجوي ان الصائمين الصادقين هم الذين يقاتلون الاستبداد والارهاب والتطرف وان ، نتيجة نضال هؤلاء الصائمين هي بزوغ عيد الفطر والسعادة، وهذا يبشّر بالتأكيد تحرير ايران والمنطقة وهذا هو وعد رب العالمين الذي لايتغيّر.
رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَ انْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْکَافِرِينَ‌ (سورة البقرة الآية 250)

وبشأن الحل للمنطقة قالت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية في كلمتها التي ألقتها في ملتقى باريس الموسع في 13 حزيران/ يونيو 2015:
« اليوم يصرح السياسيون الغربيون والعرب أن داعش وبشار هما وجهان لعملة واحدة، وإني أضيف أن الخليفة الرئيسي الجاثم في طهران هو عرّاب كليهما.
الواقع أن داعش هو حصيلة جرائم بشار الأسد والمالكي بأمر من نظام الملالي.
إذن أقول للدول الغربية لا تشاركوا في جبهة هذا النظام!
لا تتعاونوا في العراق مع قوات الحرس وميليشيات هذا النظام المسماة بالشيعة وهم أخطر بمئة مرة من العصابات الأخرى المحترفة بالقتل والإبادة.
الحل في العراق يكمن في طرد قوات النظام وإشراك السنة في السلطة وتسليح عشائر السنة.
والحل في سوريا يكمن في طرد قوات النظام منها ومساندة الشعب السوري في إسقاط ديكتاتورية الأسد.
والحل في اليمن، يكمن في الوقوف بوجه هذا النظام حيث بدأه التحالف العربي ويجب مواصلته حتى اقتلاع جذوره من المنطقة.
نعم، الحل يكمن في قطع دابر هذا النظام من المنطقة بأسرها وإسقاط خليفة الرجعية والإرهاب الحاكم في إيران».


About صافي الياسري

كاتب عراقي في الشأن الإيراني
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.