يجب أن نمتنع عن الإفراط في تناول الطعام , ونمتنع عن تجاوز الحد في القول , ونمتنع عن طلب ماليس لنا , ونمتنع عن المبالغه في الأداء , واجبنا هو الإنتباه الى حاضرنا لأن الإنهاك سيفقدنا المستقبل
وزن الشخص لا يعتمد على وزن جسمه , لكنه يعتمد على وزن فضائله الأخلاقيه وعقله وحكمته . من ينتمي الى أسرته ومجتمعه خلال حياته سيكون مقيَّماً من قبل الغير, فضائله وهفواته , نجاحه وخيباته , كلها ستكون مسجلة في تاريخه , وحين يبلغ مكانة ما فسيُقَيَّم إستحقاقه لها ولن تبدو وكأنه ربحها في ورقة يانصيب
عند الزواج مطلوب من الرجل أن يدفع مهراً معيناً , أو عدداً متفق عليه من الماشيه , فتصبح المراة التي طلبها زوجة له . وبنفس هذا المهر أو أقل منه يتمكن من أن يتخذ له محضيه , ولكن كم هو الفرق بين الحالتين في المكانة الإجتماعيه والكرامة الإنسانيه ؟ نفس هذا المثال يمكن تطبيقه على كل مجالات الحياة .. الأشياء الثمينه والرخيصه نشتريها بنفس السعر تقريباً .. فلا تدفع من كرامتك ومكانتك الإجتماعيه فوق سعر البيع من أجل الحصول على شيء رخيص .. أو حتى غالي
في عالم اليوم كثير من الجياع , كم هو الفرق بين جائع محتال سارق أو من يقبل على نفسه أن يأكل بمهانه , وبين جائع يفضل الجوع على أن يشبع على موائد الإزدراء؟ نزاهة المرء وكرامته أمام نفسه لن تبدو واضحة للعيان إلا في أوقات الشدة والحاجه . الإنسان الشريف في موقف بلا كرامه .. هو في وضع محرج جداً
أخلاقنا ( في كل حركه , في كل فعل ) وكلامنا ( في كل كلمه , في كل عباره ) وسلوكنا ( في مجتمعاتنا , في حياتنا , في كل دقيقة منها وكل ثانيه ) في كل هذه المجالات يجب أن نكون محددين وأن ننجز مهامنا فيها بكرامة وإحترام لأنفسنا
اذا لم نحترم أنفسنا وكرامتنا , كيف نتوقع من الغير أن يحترمنا ويعير أهمية لكرامتنا ؟ لن يهان المرء قبل أن يهين هو نفسه بنفسه , ولن يستخف به أحد مالم يستخف هو بنفسه , لهذا ففي سلوكنا وأخلاقنا .. ومثلما علينا الإمتناع عن التصرف بغرور .. علينا في نفس الوقت أن نمتنع عن إمتهان كرامة أنفسنا أو الإستخفاف بها
د. ميسون البياتي