فضيحة الشيخ رمزي

لم يكن الشيخ (رمزي) شيخا إسلاميا منذ الصغر, فقد كان على حد تعبير الشيوخ: عربيدا وسكيرا وزانيا وقوادا , وكان يصل boldcombليله بنهاره وهو مدمنٌ على شرب الحشيشة والوسكي والمشروبات الروحية بكل أنواعها, ولم يكن يترك مكانا في المدينة التي يسكن فيها إلا وشرب فيه الخمر ومارس الجنس مع 90% من عاهرات المدينة , ولم يكن يقبل بأن تعرف الناسُ عنه بأنه عاصي ومذنبٌ وفجّار, وزاني, كان يفعل كل شيء وبسرية تامة , ولم يكن محبا للحديث عن مغامراته الجنسية مطلقا , وكانت كل معارفه من الناس لا يعرفون عن ولعه بالزنا الحرام , كان كتوما للسر ولا يحب الحديث أيضا عن ولعه بالخمور, وأضف إلى ذلك أنه عاش طوال حياته نصابا يستدين النقود ولا يقوم بتسديدها, وكان إذا أتيحت له الفرصة أن يسرق الناس الغافلين عن بيوتهم لا يتوانى ولا يتهاون ولا يتردد لحظة واحدة لفعل كل ذلك, وكانت بعض الناس تسمع عن مغامراته وتسمع أنه زير نساء ولم تكن الناس تُصدق ما يشاع حوله من حكايات ولم يكن للناس أي دليلٍ عليه مثله في مجتمعنا مثل الكثير من الرجال ال(دنجوانات) , الذين يفعلون كل شيء ويخفون عن الناس حقيقتهم التي يخبئونها خلف شكلهم الذي لا يوحي إلا بالخجل وبالوقار.

وفجأة وبدون سابق إنذار تغير سلوك (رمزي) فأصبح فجأة مواظبا على الصلاة في المسجد القريب من بيته , وشيئا فشيئا صار قلبه معلقٌ بالمساجد ولسانه معلقٌ بالذكر, فالتف عليه نفرٌ من شيوخ المساجد وهم (جماعة التبليغ) فعشقوا هذا الرجل وصاروا منذ ذلك التاريخ ينادونه باسم(الشيخ رمزي) فيقولون: تعال يا شيخ رمزي, روح يا شيخ رمزي, أقم الصلاة يا شيخ رمزي, بارك اللهُ فيك يا شيخ رمزي, أحسنت يا شيخ رمزي, اجلس يا شيخ رمزي , وصاروا ينقلون عنه القصص والحكايات الدينية حيث بلغ به الأمر بأن يقولوا: قال الشيخ رمزي جزاه الله خيرا,وأخبرنا الشيخ رمزي, وحدثنا الشيخ رمزي بارك الله به وعليه, ورحم الله والد الشيخ رمزي, إلى آخره من القصص والروايات والحكايات, ولم يكن هذا مؤلما أو محرجا للشيخ رمزي, فقد صار فخورا بنقل الحكايات والروايات عنه وخصوصا مناداته باسم(الشيخ رمزي) والأخ رمزي , وفضيلة الشيخ رمزي.

ولم يكن هذا مزعجا للشيخ رمزي , بل على العكس من كل ذلك, إلا شيئا واحدا بعد فترة من الزمن أصبح مزعجا للشيخ رمزي, فبعد أن عرف شيوخ المساجد مصادر قصصه ورواياته أصبح لديهم حب فضول سماع مصدر إيمان وتقوى الشيخ رمزي, أصبحوا يسألون عن مصدر الشيخ رمزي ومن أين جاء الشيخ رمزي, وبسبب أحاديثه الجميلة وقصصه المؤثرة صارت كل الناس تسأل عن الشيخ رمزي, من هو ومن أين هو؟ وكيف أصبح شيخا إسلاميا مؤمنا جدا , وما سر نبوغ كل هذا الإيمان والتقوى, وعلى فكره كان الشيخ رمزي رجل طُرفه أو كما يقال باللهجة العامية(نهفه)أو(لهفه) وصاحب دم خفيف جدا في سرد القصص والروايات والحكاية وكان سريع البديهة , ويطربُ الناس لأحاديثه الشيقة, وبناء على كل ما جرى اقترحت عليه الجماعة(جماعة التبليغ) أن يحكي للناس في المساجد عن قصة هدايته وكيف اهتدى لله وكيف تحول من سكير عربيد ونسونجي وخالع وقواد إلى شيخ دين مؤمن كل هذا الإيمان, وفي البداية كان الشيخ رمزي مترددا بأن يقف وسط جموع المصلين ليتحدث عن نفسه ولكن الشيوخ شجعوه أكثر فطالما تحدث عن تجارب الناس وتجارب قُطاع الطرق الذين سبقوه فما المانع من أن يتحدث عن نفسه للناس!!!!!!!.

وبعد فترة وجيزة من الزمن اقتنع الشيخ رمزي بالحديث عن تجربته, ودخل أول مسجد ومعه جماعة التبليغ وبعد الانتهاء من الصلاة وقف أحد الشيوخ وسط جموع المصلين وقال لهم:” إنه كما تعلمون أيها الإخوان أن فلاحنا ونجاحنا في هذه الدنيا هو بالامتثال وبالاستماع لكلام الدين والإيمان, ونرجو منكم أن تبقوا معنا بعد صلاة السُنة لنستمع سوية إلى الشيخ رمزي فهو يريد أن يحدثكم عن نفسه كيف انتقل من الكفر والعصيان والعياذ بالله إلى الإيمان الحقيقي, وجازاكم الله خيرا” وقام الشيخ رمزا متكئا على أحد الشيوخ ليتمكن من الوقوف ثم حمد الله كثيرا وثنى عليه وبدأ بسرد قصته….إلخ.

ومرت الأيام والليالي والشهور وصارت قصة الشيخ رمزي على كل لسان والذي لم يكن يعرف الشيخ رمزي بأنه كان هاملا وسكيرا وعربيدا صار يعرف عن الشيخ رمزي كل ماضيه الأسود والأحمر والأصفر والأزرق والرمادي , وصارت الناس عقب كل صلاة تجلس في المسجد لتسمع من الشيخ رمزي قصة الشيخ رمزي التائب العابد, وهذا في النهاية أزعج الشيخ رمزي وكان يقول بينه وبين نفسه: لقد أمضيتُ سنين طويلة وأنا سكير وعربيد أشرب الخمر في بيتي ولا يعلم عني الناس أنني سكير وعربيد , ولم أكن أخبر الناس بخبري وكانت أغلبية الناس تسمع عني ولا تصدق وكانوا يسألونني عن الذي يسمعونه ولم أكن لأخبر أو لأعترف أمامهم بأي شيء ولكن ها أنا أتحدثُ عن نفسي وأعترف!.

وفي يوم من الأيام جاءت الشعرة التي ستقسم ظهر البعير,حيث أخذت جماعة من الشيوخ الشيخ رمزي إلى مسجدٍ كبير في المدينة وبه العشرات من المصلين: فقام أحد الشيوخ وقال قولته الروتينية: :” إنه كما تعلمون أيها الإخوان أن فلاحنا ونجاحنا في هذه الدنيا هو بالاستماع لكلام الدين والإيمان, ونرجو منكم أن تبقوا معنا بعد صلاة السُنة لنستمع سوية إلى الشيخ رمزي فهو يريد أن يحدثكم عن نفسه كيف انتقل من الكفر والعصيان والعياذ بالله إلى الإيمان الحقيقي, وجازاكم الله خيرا”……,فقام الشيخ رمزي وحمد الله كعادته وشكره على نعمة الإيمان ثم قال: أنا يا إخوانا كنت هامل, وعرص, وقواد, ونصاب, وسكّير, وعربيد, وزير نساء, وكنت أحشش في بيتي دون أن يعلم عني أحد,وكان الله ساتر عليّ,ولكن من يوم ما مشيت مع هؤلاء(هظول…هذول) الجماعة, الله وكيلكوا فضحوني وعزروا عليّ في كل مكان, وصارت سيرتي على كل لسان, وصار اللي ما يشتري يتفرج عليّ, أنا بنصحكوا لا حدى منكوا يمشي معاهم على شان ما يفضحوكوش زي ما فضحوني, وبعد ما كنت ساتر على حالي وأنكر ما يسمعه عني بعض الناس, صرت أمام كل الناس أعترف بجرائمي التي أنكرتها طوال حياتي..والسلام ختام.

طبعا القصة افتراضية ,فهل تصدقونها,وهل كل جماعة دينية في العالم تفضح منتسبيها؟

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.